حذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أن الولايات المتحدة مستعدة لمعاقبة روسيا بسلسلة من القيود التجارية الجديدة، إذا فشلت موسكو في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، قريباً.

وقال ترمب في منشور عبر منصة Truth Social: "لا أتطلع لإيذاء روسيا. أنا أحب الشعب الروسي، وكانت علاقتي بالرئيس بوتين جيدة دائماً، وهذا على الرغم من خدعة روسيا التي يروج لها (اليسار الراديكالي)"، وهو المصطلح الذي يستخدمه الرئيس الأميركي في الإشارة إلى إدارة جو بايدن الديمقراطية السابقة.

وأضاف: "يجب ألا ننسى أبداً أن روسيا ساعدتنا في الفوز بالحرب العالمية الثانية، وخسرنا ما يقرب من 60 مليون شخص في هذه الحرب. بعد كل ما قيل، سأقدم لروسيا، التي يفشل اقتصادها، وللرئيس بوتين، خدمة كبيرة جداً. التسوية الآن، ووقف هذه الحرب السخيفة، لأنها ستزداد سوءاً، إذا لم نبرم صفقة، وقريباً، فلن يكون لدي خيار آخر سوى فرض مستويات عالية من الضرائب والتعريفات والعقوبات على أي شيء تبيعه روسيا إلى الولايات المتحدة، والعديد من البلدان المشاركة الأخرى".

منشور الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عبر منصة Truth Social تعليقاً على العقوبات على روسيا. 22 يناير 2025
منشور الرئيس الأميركي دونالد ترمب عبر منصة Truth Social تعليقاً على العقوبات على روسيا. 22 يناير 2025 - realDonaldTrump

وتعد تصريحات حول الصراع الروسي الأوكراني، الأول منذ توليه المنصب لولاية ثانية، بعد أن وعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة من عودته إلى السلطة.

وفرضت إدارة  جو بايدن عقوبات شاملة على موسكو، بعد أن شنت غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، وإثر ذلك انخفضت التجارة الأميركية مع روسيا منذ ذلك الحين، لذا فإن أي تعريفات إضافية سيكون لها تأثير محدود، كما فرضت واشنطن بعض القيود على مشروعات الغاز الطبيعي المسال في روسيا وحددت سقفاً دولياً لسعر النفط الروسي، والذي تمكنت موسكو من التحايل عليه. 

لكن مسؤولي إدارة ترمب يعتقدون أن هناك طرقاً أخرى يمكن للولايات المتحدة من خلالها الضغط على روسيا مالياً، وخاصة من خلال استهداف قطاع الطاقة، حيث كانت إدارة بايدن مترددة في حظر صادرات النفط والغاز الروسية خوفاً من تعطيل أسواق الطاقة العالمية.

موسكو تبدي تساؤلات بشأن مبادرة ترمب

بدوره، اعتبر نائب مندوب روسيا في الأمم المتحدة، ديميتري بوليانسكي، أن ترمب يمكنه وقف سياسة واشنطن التي وصفها بـ"الخبيثة" بشأن أوكرانيا، لافتاً لضرورة تبيان مفهوم "الصفقة" وفق رؤية الرئيس الأميركي الجديد.

وقال بوليانسكي في تصريح لوكالة "ريا نوفوستي" وأورده تلفزيون"روسيا اليوم": "يجب أن نرى ما الذي يعنيه مفهوم الصفقة وفق رؤية الرئيس ترمب.. فهو ليس مسؤولاً عن أفعال الولايات المتحدة في أوكرانيا منذ عام 2014، عندما جعلت منها دولة مناهضة لروسيا وأعدتها للحرب ضدنا، ولكن الآن هو قادر على إيقاف هذه السياسة الخبيثة".

وأشار إلى أن روسيا بدأت عمليتها العسكرية الخاصة (غزو أوكرانيا)، لوضع حد للحرب التي يشنها نظام كييف ضد شعبه منذ عام 2014، مضيفاً: "أولاً وقبل كل شيء، يتعلق الأمر بإزالة الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية.. لم يكن الأمر يتعلق أبداً بالأراضي، بل يتعلق بالشعب وحقه في الحفاظ على هويته".

وخلال جلسة تأكيد تعيينه وزيراً للخزانة في عهد ترمب، قال سكوت بيسنت للكونجرس الأسبوع الماضي، إنه سيكون على استعداد بنسبة 100% لرفع العقوبات، وخاصة على شركات النفط الروسية الكبرى، إلى مستويات من شأنها أن تجلب الاتحاد الروسي إلى طاولة المفاوضات.

وأضاف بيسنت، أنه "يعتقد أن العقوبات الأميركية التي فرضها بايدن على روسيا لم تكن كافية"، فيما قال ترمب، الذي كان متشككاً بشأن المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، إنه يتوقع لقاء بوتين قريباً، فيما قال الكرملين إن الزعيم الروسي مستعد للجلوس مع الرئيس الأميركي، لكن لم يتم تحديد موعد للقمة المنتظرة. 

إلا أن إعلان ترمب يكشف عن إحباطه من أن موسكو لا يبدو أنها تستمع إلى دعواته للتوصل إلى تسوية، إذ قال مسؤول أوكراني كبير مقرب من الرئيس فولوديمير زيلينسكي لصحيفة "فاينانشيال تايمز" رداً على تعليقات ترمب: "بوتين لا يريد إنهاء الحرب، ولا يريد أن يُضغط عليه من أجل السلام".

بدوره، قال مبعوث ترمب الخاص لحرب أوكرانيا، كيث كيلوج، لشبكة "فوكس نيوز" في وقت سابق من الشهر الجاري، إنه "يأمل في إيجاد حل في غضون 100 يوم"، فيما قالت مصادر مطلعة إن كيلوج "أرجأ رحلة لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في كييف في وقت سابق من الشهر"، لأن ترمب لم يضع خطة لإحضار الروس إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الحرب، إذ من المتوقع أن يزور كيلوج كييف الشهر المقبل.