وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب عودته إلى البيت الأبيض في ولاية ثانية بأنها "تاريخية"، قائلاً إن عودته السياسية تثبت أن سياسات وفلسفات "اليسار الراديكالي" طوال السنوات الأربع الماضية "مروعة وغير فعّالة"، فيما انتقد الرئيس السابق جو بايدن.

وفي أول مقابلة تلفزيونية بعد تنصيبه، مع شبكة "فوكس نيوز"، الأربعاء، أعرب ترمب عن أسفه لسياسات إدارة بايدن، التي تستهدف مرة أخرى التضخم، والانسحاب الأميركي من أفغانستان ونشوب الغزو الروسي لأوكرانيا وحرب إسرائيل على قطاع غزة

وقال في برنامج "هانيتي"، في إشارة إلى فترتي ولايته غير المتتاليتين: "هناك الكثير من القضايا، لكنها كلها مشكلات قابلة للحل. قد تحتاج إلى وقت، وجهد، ومال، للأسف، لكنها قابلة للحل".

وتابع: "يمكننا استعادة بلدنا، لكن إذا لم نفز بهذا السباق، فأنا أعتقد حقاً أن بلدنا كان سيضيع إلى الأبد"، مضيفاً: "أنا جيد في إنجاز الأمور، وأركز على تحقيقها. أجرينا انتخابات رائعة في عام 2016، وأجرينا انتخابات أفضل بكثير في عام 2020، ولو لم أحقق ذلك في الانتخابات، لما كنت سأترشح. لو كنت أعتقد أنني لم أحصل على عدد كافٍ من الأصوات".

وأضاف: "قد أُعلن أنني حصلت على ما يقرب من 75 مليون صوت، وهذه كانت أرقامهم، ليست أرقامي، كانت هذه الأرقام أكثر مما حصل عليه أي رئيس في التاريخ، ومع ذلك خسرت. لو كنت حصلت على 50 أو 40 مليوناً أو حتى 60 مليون صوت، لما كنت سأترشح، لكن ذلك كان بمثابة استطلاع رأي. لذلك، كان لدي موقف مختلف: فوز كبير لا يمكن تزويره".

وقال ترمب عن محاولات اغتياله، وما إذا كانت نجاته قد غيرته أو زادت إيمانه: "أعتقد ذلك، لا أعتقد أنني تغيرت بسبب محاولة اغتيال، عندما استدرت وكان يجب أن تكون الزاوية 90 درجة بالضبط، كنت أنظر بالضبط عند الزاوية الصحيحة، لم يكن يمكنني أن أكون أبعد قليلاً، لأن الفارق كان ثُمن البوصة فقط. المسألة كلها كانت على قدر بوصة".

انتقاد سياسات الديمقراطيين

وانتقد ترمب سياسة سلفه جو بايدن الديمقراطية، بعد 4 سنوات، قائلاً: "يتضح الآن أنه بالفعل أعظم. وأعتقد أن شيئاً واحداً يحدث، وهو أن الناس يتعلمون أن الديمقراطيين لا يستطيعون الحكم، وأن سياساتهم سيئة جداً".

وأضاف: "لا يريد الناس رؤية امرأة تُضرب من قبل رجل في حلبة الملاكمة، ولا يريدون رؤية رجال في رياضات النساء، كما أنهم ضد فرض فكرة تغيير الجنس للجميع، لا يريد الآباء رؤية ذلك، وهناك ولايات يمكن أن يحدث فيها هذا الأمر، كما أنهم لا يريدون رؤية الضرائب ترتفع إلى عنان السماء".

وتابع ترمب: "انظر إلى الجريمة وإلى ما يحدث على الحدود، لكن أعتقد أننا وصلنا في الوقت المناسب تماماً، ومع ذلك نحن لا زلنا نغطي الأمور بشكل أفضل من أي شخص آخر، لدينا إرهابيون في بلدنا بالآلاف، كما أن هناك قتلة في بلدنا بعشرات الآلاف، إذ أظهرت الأرقام أن هناك 11 ألف قاتل حر يتجول في بلدنا، بينهم ما نسبته 48% قتلوا أكثر من شخص واحد، وهم يتجولون بعدما خرجوا من السجون في بلدان أخرى".

وتابع: "لو كنت رئيساً أو رئيس وزراء لبلد آخر، كنت سأفرغ سجوني وأرسلهم إلى أميركا، لما لا؟ وكثيرون فعلوا ذلك. إذا نظرت إلى فنزويلا، ستجد أن معدل الجريمة لديهم انخفض الآن بنسبة 78% لأنهم أخذوا عصابات الشوارع الخاصة بهم ونقلوها إلى الولايات المتحدة، كما ستلاحظ ذلك في كولورادو ولوس أنجلوس وأماكن أخرى. سنتعامل مع هذا الوضع".

وحين سُئل عما إذا كان سيلتقي حاكم ولاية كاليفورنيا، الديمقراطي جافين نيوسوم، قال ترمب: "سأزور نورث كارولينا، لأن هؤلاء الناس عوملوا بشكل سيئ للغاية من قبل الديمقراطيين. سأتوقف هناك، وسنعمل على إصلاح الأمور، لأنهم لا يزالون يعانون منذ أشهر، وبعد ذلك، سأذهب إلى كاليفورنيا التي تشهد حرائق كبيرة".

وأضاف: "لم أفكر في الأمر حتى الآن. جافين لديه شيء واحد يمكنه القيام به، ويمكنه إطلاق المياه التي تأتي من الشمال، كما هناك كميات هائلة من المياه، مياه الأمطار والمياه الجبلية التي تأتي عندما يذوب الثلج.. هناك الكثير من المياه التي يطلقونها في المحيط الهادئ وقلت له، هذا أمر سياسي بالنسبة للديمقراطيين".

وتطرق ترمب إلى حرائق كاليفورنيا، قائلاً: "بعض من أغنى وأقوى الأشخاص فقدوا منازلهم في الحرائق كاليفورنيا، وبدا الأمر لم يكن هناك أي شيء يمكن القيام به، إذ استغرق الأمر أسبوعاً ونصف الأسبوع، ولم أرَ شيئاً مثل ذلك من قبل. لقد بدونا ضعفاء جداً.

وقال: "لا أعتقد أننا يجب أن نعطي كاليفورنيا أي مساعدات فيدرالية للتعامل مع الحرائق حتى يسمحوا للمياه في محيمات بيئية بالتدفق من الشمال إلى الجنوب. هناك سبب سياسي وراء ذلك، لا أعرف ما هو".

وتابع: "يتحدثون عن سمكة صغيرة تُسمى دلتا سميلت، دائماً ما يقولون إنها من الأنواع المهددة بالانقراض، حسنًا، كيف أصبحت مهددة بالانقراض؟ ليس من المستغرب أنها مهددة، لأنها لا تحصل على أي ماء. إذا كنت تملك سمكة وتمنع عنها الماء، هل هذا سيضر السمكة؟".

المهاجرون وتجسس الصين

وتطرقت المقابلة إلى قضية المهاجرين غير الشرعيين، إذ قال ترمب إن "عدد المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة هو 21 مليون شخص، ونسبة كبيرة منهم مجرمون من جميع أنحاء العالم".

وأضاف: "هم ليسوا فقط من أميركا الجنوبية، نحن نتحدث عن فنزويلا والكونغو، أفرغت الكونغو سجونها إلى الولايات المتحدة (...) الحقيقة أن السجون من جميع أنحاء العالم قد أُفرغت إلى بلدنا، وبايدن سمح بحدوث ذلك".

وتابع: "إذا قمت بإجراء استطلاع للرأي بين الناس في ولاية كاليفورنيا، ستجد أنهم لا يريدون أن تكون ملاذ آمناً للمهاجرين غير الشرعيين، ولكن حام الولاية نيوسوم والسياسيين اليساريين الراديكاليين يريدون ذلك، وإذا سألتهم لماذا، لن يستطيعوا الإجابة".

ولم يستبعد ترمب قطع التمويل الفيدرالي عن الولايات التي تعتبر "ملاذات آمنة" للمهاجرين غير الشرعيين، قائلاً: "سنحاول إنهاء هذه السياسات، والكثير من الناس في تلك المجتمعات لا يريدونها، قد أضطر لقطع التمويل للقيام بذلك. أحياناً يكون هذا هو الخيار الوحيد المتاح".

وعند سؤال ترمب بشأن ما إذا كان سيتم بيع تطبيق "تيك توك" إلى شركة أميركية، قال: "هناك البعض الذين يريدون شراء تيك توك، أعتقد أن الناس يريدون شراءه".

وحين قاطعه الصحافي قائلاً إن التطبيق كان يُستخدم من قبل الصين للتجسس على الأميركيين، أجاب: "انظر، معظم هواتفنا تُصنع في الصين. لدينا الكثير من الأشياء التي تُصنع في الصين. فلماذا لا يذكرون ذلك؟ أنت تتعامل مع الكثير من الشباب، وهم يحبونه".

عفو بايدن 

وعند سؤال ترمب، عما إذا كان يريد أن يحقق وزير العدل في العفو الذي أصدره بايدن على المسؤولين السابقين، أجاب: "كنت دائماً ضد ذلك مع الرؤساء، كان بإمكاني أن أتخذ خطوة كبيرة ضد هيلاري كلينتون، لكنني لم أرغب في ذلك".

وتابع: "مررت بأربع سنوات من الجحيم بسبب الحثالة الذين اضطررنا للتعامل معهم، كما أنفقت ملايين الدولارات على أتعاب المحاماة، وفزت. لكنني فعلت ذلك بالطريقة الصعبة، من الصعب حقاً القول إنهم لا يجب أن يمروا بكل ذلك".

وأضاف ترمب: "كان ينبغي أن نخرج بقوة وكرامة، وليس كأننا مجموعة من الخاسرين. جو بايدن لديه مستشارون سيئون جداً، ونصحوه بالعفو على كل هؤلاء الأشخاص دون العفو عن نفسه".

وسخر الرئيس الأميركي من سلفه جو بايدن لأنه منح عفواً لجميع من حوله قبل مغادرته منصبه الرئاسي، إلا أنه نسي العفو عن نفسه، ملمحاً إلى أنه أكثر من يحتاج لهذا العفو لأنه "المسؤول عن كل شيء".

وأضاف: "هذا الرجل (بايدن) كان يجول ويمنح الجميع عفواً، والشيء الطريف، وربما المحزن، هو أنه لم يمنح نفسه عفواً. وإذا نظرت إلى الأمر، كل ذلك كان يتعلق به". 

وأشار الرئيس الأميركي إلى العفو الذي أصدره عن المدانين المتهمين بأحداث الشغب في مبنى الكابيتول في 6 يناير 2020، وأرجع ذلك العفو إلى عدة أسباب، "أولاً، كانوا محتجزين لمدة ثلاث سنوات ونصف، وهي فترة طويلة جداً، وغالباً في الحبس الانفرادي، كما عوملوا بطريقة لم تُعامل بها أي فئة أخرى، عوملوا بشكل سيئ للغاية. لقد عوملوا كأنهم أسوأ مجرمين في التاريخ".

وأضاف: "كانوا يحتجون على التصويت لأنهم كانوا يعلمون أن الانتخابات مزورة، ويجب أن يُسمح لك بالاحتجاج على التصويت. يجب أن يُسمح لك بالتعبير عن اعتراضك".

وتابع: "معظم هؤلاء الناس كانوا أبرياء، ولكن بعيداً عن ذلك، هؤلاء الأشخاص أمضوا وقتاً طويلاً في المعاناة، سيكون من الصعب أن يتم النظر في كل حالة بشكل منفصل، نحن نتحدث عن حوالي 1500 شخص."

وعما إذا كان سينشر الوثائق السرية المرتبطة باغتيال جون كينيدي، قال ترمب: "لقد فعلت ذلك إلى حد ما في إدارتي الأولى، لكن طلب مني بعض المسؤولين في حكومتنا عدم القيام بذلك، إذ طلب مني مايك بومبيو، الذي كان وزير الخارجية حينها وشعرت أنه يعلم شيئاً ربما شعر أنه لم يكن الوقت المناسب لنشر تلك الملفات".

وتابع: "طلب مني البعض الآخر أيضاً ألا يتم الإفراج عن ملفات كينيدي، إنهم يعملون من أجلي ومن أجل البلاد. إنهم يعملون لصالح البلاد، لذلك لم أفرج عنها، لكنني سأفرج عنها فوراً. ننظر فيها الآن".