زيارة تعتبر تمهيداً لما هو أعظم، يبدأها وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى روسيا وتستغرق أربعة أيام، وتجهز الطريق لزيارة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إلى بكين.
وزير خارجية الصين في موسكو
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن وانغ، الذي يشغل منصب وزير الخارجية ويرأس مكتب الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الحاكم، سيجتمع مع أمين مجلس الأمن نيكولاي باتروشيف لإجراء محادثات أمنية سنوية.
ومن المتوقع أيضا أن يمهد وانغ لزيارة بوتين إلى العاصمة الصينية لحضور منتدى الحزام والطريق الثالث بعد دعوة من الرئيس شي جين بينغ خلال زيارة رفيعة المستوى لموسكو في مارس آذار.
وحضر بوتين أول منتدىين للحزام والطريق في الصين في عامي 2017 و2019.
لكن لا توجد زيارات خارجية معروفة لبوتين منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه بتهمة ترحيل مئات الأطفال بشكل غير قانوني من أوكرانيا.
وفي الأول من سبتمبر أيلول، قال بوتين إنه يتوقع أن يلتقي شي قريبا، لكنه لم يؤكد صراحة أنه سيسافر إلى الصين مرة أخرى.
مثلث "بكين - موسكو - بيونغ يانغ" ما احتمالية تحقيقه؟
تعتبر الصين أهم شريان حياة اقتصادي لكل من موسكو وبيونغ يانغ، وتمثل الغالبية العظمى من تجارة كوريا الشمالية نحو 90 %، وبسبب العقوبات تحتاج بيونغ يانغ للطاقة والغذاء والتكنولوجيا العسكرية من روسيا، وموسكو بحاجة لإمدادات جديدة من الذخيرة من بيونغ يانغ لحربها في أوكرانيا.
وبحسب خبراء، فإن بكين قلقة على الاستقرار الإقليمي في حال نقل تكنولوجيا عسكرية روسية إلى بيونغ يانغ، حيث أشاروا أيضاً إلى أن المثلث رهن بالتغيرات الجيوسياسية في شمال شرق آسيا ومنطقة الهندي والهادئ.
هذا وأشار الخبراء أيضاً إلى أن دعم موسكو وبيونغ يانغ اللتان تخضعان للعقوبات يقلل من عزلة الصين.
هل يعتقل شي بوتين؟
وتلزم مذكرة الاعتقال، التي صدرت قبل أيام قليلة من زيارة شي لروسيا، الدول الأعضاء في المحكمة البالغ عددها 123 دولة باعتقال بوتين وترحيله إلى لاهاي لمحاكمته إذا دخل أراضيها.
ومع ذلك، فإن الصين ليست عضوا في نظام روما الأساسي الذي تأسست بموجبه المحكمة الجنائية الدولية في عام 2002.
وقالت وزارة الخارجية الروسية الأسبوع الماضي إن المحادثات بين وانغ ونظيره الروسي خلال زيارته ستغطي "مجموعة واسعة من قضايا التعاون الثنائي، بما في ذلك الاتصالات على أعلى المستويات".
ما الذي سيدور بين الزعيمين؟
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الوزارة قولها إنه سيكون هناك أيضا "تبادل مفصل لوجهات النظر" بشأن قضايا مثل أوكرانيا.
وكانت آخر زيارة قام بها وانغ لروسيا في فبراير شباط عشية الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، مما أثار قلق الولايات المتحدة التي اتهمت البلدين في ذلك الوقت بالتشارك في رؤية يمكن من خلالها "إعادة ترسيم الحدود بالقوة".
وقبل زيارة هذا الأسبوع، سافر وانغ إلى مالطا لإجراء محادثات "بناءة" لساعات مع مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان.
وكانت محادثات نهاية الأسبوع هي الأحدث في سلسلة اجتماعات رفيعة المستوى بين المسؤولين الأميركيين والصينيين والتي يمكن أن تضع الأساس لاجتماع هذا العام بين شي والرئيس الأميركي جو بايدن.