للعام الحادي عشر على التوالي، تصدرت سويسرا القائمة باعتبارها الدولة الأكثر تنافسية للمواهب في العالم، وفقاً لتصنيف المواهب العالمية لعام 2024 الصادر عن IMD، مما يشير إلى مجموعة المواهب القوية والمستقرة لديها على الرغم من مشهد العمل العالمي سريع التغير.
يقيس التصنيف أداء الاقتصادات في جميع أنحاء العالم عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على مجموعة المواهب لديها. وفي هذا العام، تمّ تطوير القائمة من خلال مجموعة من إجابات الاستطلاع والبيانات الصلبة من مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية IMD ومصادر خارجية عبر 67 اقتصاداً على مستوى العالم.
اقرأ أيضاً: دول هي حلم المواهب العالمية.. من هي الدولة الأكثر جاذبية؟
يتم تقسيم هذه البيانات إلى ثلاث مجموعات: الاستثمار في المواهب المحلية وتطويرها، والجاذبية (مدى استفادة الدولة من مجموعة المواهب الخارجية)، والاستعداد (توافر المهارات والكفاءات في مجموعة المواهب)، وفقاً لتقرير تقرير.
هذه هي الاقتصادات العشرة الأكثر تنافسية للمواهب على مستوى العالم:
1- سويسرا
2- سنغافورة
3- لوكسمبورغ
4- السويد
5- الدنمارك
6- أيسلندا
7- النرويج
8- هولندا
9- هونغ كونغ
10- النمسا
وهيمنت الدول الأوروبية على التصنيف هذا العام، حيث احتلت ثمانية من المراكز العشرة الأولى. كما ضمت القائمة اقتصادين في آسيا، حيث احتلت سنغافورة وهونغ كونغ المركزين الثاني والتاسع على التوالي.
ومع ذلك، لم تصل الولايات المتحدة إلى المراكز العشرة الأولى وتراجعت ستة مراكز إلى المركز الحادي والعشرين هذا العام. ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة تراجعت أيضاً من المركز الثاني في عام 2020 إلى المركز الرابع عشر في عام 2024 في فئة الاستئناف، متأثرة بتكلفة المعيشة في البلاد ومعدل ضريبة الدخل الشخصي المحصلة.
اقرأ أيضاً: لماذا يعتبر التوظيف وفقاً للمهارات هو الحل الأمثل لمشكلة نقص المواهب عالمياً؟
كما تراجعت الولايات المتحدة أيضاً في فئة الاستعداد إلى المرتبة 32 هذا العام. تم تصنيف الدولة على أنها أقل من المتوسط في المهارات اللغوية أو توافر المهارات اللغوية لتلبية احتياجات الشركات، حيث احتلت المرتبة 47 من أصل 67 اقتصاداً على مستوى العالم.
تظل سويسرا في طليعة القدرة التنافسية للمواهب، حيث تتصدر القائمة منذ بداية التصنيف في عام 2014. وتهيمن البلاد على الاستثمار والتنمية، فضلا عن عامل الجاذبية.
اقرأ أيضاً: "عام الرحلات حول العالم".. ما هي أفضل وجهات السفر في 2024؟
تتصدر الدولة الأوروبية القائمة في عدة معايير مثل نوعية الحياة، والبنية التحتية الصحية، والتعليم الجامعي، ووجود حد أدنى قانوني للأجور، والقدرة على جذب الموظفين الأجانب ذوي المهارات العالية والمزيد.
تعد سنغافورة أيضاً فائزاً بارزاً في قائمة هذا العام. ووفقاً للتقرير، فإن "صعود الدولة المدينة من المركز الثامن عشر في عام 2014 إلى المركز الثاني هذا العام قد يشكل تحدياً للهيمنة السويسرية في المستقبل القريب".
ويرجع الارتفاع المطرد في سنغافورة إلى جاهزية مجموعة المواهب لديها، والتي تمَّ تصنيفها في المرتبة الأولى بين الدول في التصنيف. وتظهر البلاد أيضاً أعلى نسبة غياب للتمييز، وتحتل المرتبة الأولى عندما يتعلق الأمر بنمو القوى العاملة، وتوافر العمالة الماهرة، وتوافر المهارات المالية، وفقاً للتقرير.
تأثير الذكاء الاصطناعي على مشهد المواهب العالمية
ويسلط تقرير WTR لعام 2024، الذي يحمل عنوان "الآثار الاجتماعية والاقتصادية للذكاء الاصطناعي في مكان العمل"، الضوء أيضاً على تأثير الذكاء الاصطناعي على مشهد المواهب العالمية.
وكتب كبير الاقتصاديين في مركز التنافسية العالمية التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية IMD، خوسيه كاباليرو، في التقرير: "إن التبني السريع للذكاء الاصطناعي AI يؤدي إلى تحويل الصناعات وإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي بطرق غير مسبوقة، مما يخلق فرصاً وتحديات للقدرة التنافسية للمواهب".
وقال كاباليرو: "على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحقق كفاءة وإنتاجية لا مثيل لهما، فإنه يهدد أيضاً بإزاحة الوظائف على نطاق واسع، خاصة في القطاعات التي تعتمد على المهام الروتينية والأتمتة".
ومن الجدير بالذكر أن تقرير هذا العام وجد أنه في اليابان وتايلاند وسنغافورة والمملكة المتحدة وكندا، "وجد أن كبار المسؤولين التنفيذيين يعتبرون الذكاء الاصطناعي أكثر وضوحاً في مكان العمل من خلال الطريقة التي يحل بها محل الأشخاص". وبالإضافة إلى ذلك، فقد وجد أن التمييز يتزايد في هذه الاقتصادات، وذلك وفقاً لما جاء في مدونة IMD.
شاهد أيضاً: كبرى الشركات الأميركية تعتبر الذكاء الاصطناعي "خطراً محتملاً".. ولكن لماذا؟!
وقال كاباليرو في التقرير: "إن دمج الذكاء الاصطناعي في القوى العاملة يمكن أن يؤدي إلى أشكال جديدة من التمييز، مثل الخوارزميات المتحيزة، التي قد تعزز عدم المساواة القائمة ولها آثار اجتماعية أوسع على المجتمعات المهمشة".
على سبيل المثال، وجد التقرير أن عمالة النساء أكثر عرضة للتأثر بالأتمتة بأكثر من الضعف (7.9%) مقارنة بالرجال (2.9%) في البلدان ذات الدخل المرتفع.
وفي نهاية المطاف، في حين أن الاقتصادات ذات الدخل المرتفع من المرجح أن تشهد اضطراباً وتمييزاً متزايداً من اعتماد الذكاء الاصطناعي على المدى القصير مقارنة بالاقتصادات منخفضة الدخل، "فمن المتوقع أيضاً أن تحصل على فوائد إجمالية أكبر"، وفقاً للتقرير.