قام كبار مستشاري المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب بصياغة مؤتمر وطني للحزب الجمهوري يركز على الهجرة والتضخم وقضايا أخرى يتمتع فيها الرئيس السابق بميزة سياسية على الرئيس الحالي جو بايدن وحزبه الديمقراطي، وفقاً لجمهوريين مطلعين على التخطيط.
والقصد من ذلك هو تحسين صورة ترامب، الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض، وتجنب ادعاءاته غير الصحيحة بشأن "الانتخابات المسروقة" في عام 2020، ووجهات نظره حول أعمال الشغب التي جرت في 6 يناير/ كانون الثاني 2021 في الولايات المتحدة، والجدل الدائر بين الحزب الجمهوري حول الإجهاض.
لكن المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام في ميلووكي ويبدأ يوم الاثنين 15 يوليو/ تموز سيعرض أيضاً حزباً لا ينفصل عن ترامب وعناصر رؤيته الاستقطابية لولاية ثانية. وستكون وفود الولايات مليئة بالناشطين الذين دافعوا عن تأكيده أنه متهم في أربع قضايا لأسباب سياسية، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
تمتلئ قائمة المتحدثين بالأميركيين العاديين والمشاهير والسياسيين وغيرهم، وفقاً للجمهوريين المطلعين على التخطيط. لكن المنظمين لم يمنحوا فترات للتحدث لمؤيدي ترامب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول الأميركي في 6 يناير 2021، على الرغم من أن ترامب غالباً ما يمتدحهم. ومن المقرر أن يصوت المؤتمر على برنامج حزبي يخفف من الموقف الرسمي للحزب الجمهوري بشأن الإجهاض، على الرغم من احتجاجات المحافظين الاجتماعيين.
سوف يختبر المؤتمر الذي يعقد كل أربع سنوات قدرة الجمهوريين على تكييف خطابهم مع جمهور الانتخابات العامة في لحظة الاضطرابات التي يشهدها السباق الرئاسي. فبايدن واجه دعوات من بعض الديمقراطيين البارزين لإنهاء حملته بعد مناظرة كارثية بدا فيها وكأنه يفقد تسلسل أفكاره بشكل متكرر. بينما أصبح ترامب أول رئيس سابق مدان بعد إدانته في قضية أموال سرية في وقت سابق من هذا العام، ويواجه حالياً مجموعة من التهم الأخرى.
اقرأ أيضاً: إصابة ترامب خلال إطلاق أعيرة نارية بتجمع انتخابي في بنسلفانيا
قال رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري مايكل واتلي في مقابلة: "هذا أحد الأشياء التي نراها في بعض استطلاعات الرأي، أن بعض الناس سيصوتون لصالح بايدن حتى لو كانوا يعتقدون أنه يقوم بعمل سيء". "نريد أن نعطي الشعب الأميركي شيئاً ليصوت من أجله".
وتابع: "لدينا رسول أفضل، ولدينا رسالة أفضل. ونأمل أن نعرض ذلك في الأسبوع المقبل".
وقال واتلي إن الحزب لا يخطط للحديث عن 6 يناير 2021، أو أي من مبادرات الحزب بشأن "نزاهة الانتخابات" في المؤتمر. وقال قادة الحزب إنه من غير المتوقع أن يكون الإجهاض موضوعاً رئيسياً أيضاً.
فبدلاً من أن يرى الناخبون مرشحاً مداناً بـ 34 تهمة جنائية مديناً بما يقرب من 500 مليون دولار في محاكم نيويورك بسبب النتائج المدنية المتعلقة بالاحتيال التجاري والمسؤولية عن الاعتداء الجنسي، فإنهم في الحزب يأملون في تقديم رجل عائلة مازح من خلال تسليط الضوء على جميع أبنائه تقريباً.
وبدلاً من صورة ترامب المتهم بمحاولة إلغاء الانتخابات، وأخذ مواد سرية بشكل غير قانوني وعرقلة التحقيق لإعادتها، يأملون من في الحزب في تسليط الضوء على المتحدثين الذين وصفوه بأنه أقوى من بايدن فيما يتعلق بالأمن القومي، بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن هذه هي الخطة للمؤتمر. لكن ترامب لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، ومع تجمع الآلاف من المندوبين والناشطين من جميع أنحاء البلاد، فإن المؤتمرات لا تسير دائماً وفقاً للنص المحدد.
أبرز المتحدثين في مؤتمر الحزب الجمهوري
قال أشخاص مطلعون على التخطيط للمؤتمر إن فترة التحدث في وقت الذروة ستخصص لرئيس نقابة تيمسترز، وسيحاول البرنامج إظهار جانب مختلف من ترامب من خلال الموظفين السابقين والعاملين النقابيين الذين يعرفونه منذ البداية. ومن المتوقع أيضاً أن يتحدث اثنان من قادة النقابات الأصغر حجماً من نيويورك.
وتضم تشكيلة المتحدثين سياسيين بارزين مثل مايك بومبيو، ومنافس ترامب السابق رون ديسانتيس، وأيضاً عارضة الأزياء الشهيرة، أمبر روز، ووالتي أعطت ترامب تأييداً مفاجئاً مؤخراً. ومن بين المتحدثين الآخرين المتوقعين فرانكلين جراهام، ورئيس بطولة UFC للقتال، دانا وايت.
اقرأ أيضاً: رفع القيود على حسابي ترامب على فيسبوك وإنستغرام خلال أسابيع
وقال أشخاص مطلعون على التفاصيل إن ستيف ويتكوف، وهو رجل أعمال وصديق لترامب، سيتحدث عن سبب إعجابه بالرئيس السابق، كما سيتحدث ابنه أيضاً. ومن بين المانحين الآخرين المدرجين على جدول المتحدثين ديان هندريكس، وديفيد ساكس، رجل الأعمال في وادي السيليكون.
وذكر مسؤول مطلع على الخطة أن المنظمين فكروا في مشاركة إيلون ماسك لكنهم قرروا عدم القيام بذلك. كانت هناك مناقشات حول جلب مشاهير آخرين أيضاً مثل ماريو أندريتي، وماريانو ريفيرا.
وقال أشخاص مطلعون على التخطيط إن عدداً من المشرعين الذين طلبوا التحدث في المؤتمر قيل لهم "لا"، لأن المخططين أرادوا عدداً أقل من السياسيين وعدداً أكبر من "الأشخاص العاديين".