في شهر مايو/أيار، قام كايل بخطوة مهنية كان يستعد لها منذ سنوات.
الرجل البالغ من العمر 35 عاماً، الذي يعيش في ميشيغان، قال إن وظيفته كمدير في شركة توظيف أصبحت لا تطاق على نحو متزايد خلال فترة عمله التي استمرت 7 سنوات.
مع سلسلة من عمليات التسريح وتجميد التوظيف، تقلص فريقه، وكان يستسلم للاحتراق المهني.
قال كايل، الذي طلب عدم الكشف عن هويته سوى جزئياً خوفاً من العواقب المهنية: "لقد سئمت من البقاء عالقاً بين الإدارة العليا -التي أصبحت أكثر قسوة في فرض مقاييس صارمة تهدف إلى التخلص من أي شخص يتمتع بتوازن بين العمل والحياة، وسياسات العودة إلى المكتب غير المحبوبة بشكل كبير، وعمليات التسريح المتكررة، وبين الموظفين الذين كانوا يريدون مزيداً من المال، ومرونة أكبر، وفلسفة أعمل أكثر استرخاءً".
اقرأ أيضاً: رحلة رائد أعمال استقال من وظيفته ليقود شركة من الفشل إلى النجاح في مجال غريب عليه
بعد استكشاف خياراته، انتقل كايل إلى دور غير إداري في نفس الشركة، رغم أن هذه الخطوة جاءت مع تخفيض في راتبه، بحسب تقرير لـ "بيزنس انسايدر".
كانت السنوات الأخيرة صعبة بشكل خاص على العديد من المديرين، حيث ارتفعت معدلات الإرهاق الوظيفي لديهم، وتم استهدافهم بالتسريح حيث تتطلع الشركات إلى خفض التكاليف، وغالباً ما طُلب منهم القيام بمزيد من العمل بموارد أقل وسط تباطؤ التوظيف.
تحديات الوظائف الإدارية
يواجه البعض تحديات في إدارة فرق العمل عن بُعد أو في فرض سياسات العودة إلى المكتب، ومع قيام الشركات بتقليص زيادات الأجور والترقيات، غالباً ما يتحمل المديرون مسؤولية نقل الأخبار السيئة.
يقول بعضهم إن الوظيفة لم تعد تستحق العناء، وهم يبحثون عن مخرج.
نقل التقرير عن كبير الاقتصاديين في "Glassdoor"،آرون تيرازاس، قوله: "لطالما كان المديرون المتوسطون هم الرابط الأساسي بين الإدارة العليا والموظفين العاملين مباشرة. فهم يقومون بترجمة الخطط الاستراتيجية إلى مهام عملية على أرض الواقع؛ لكن هذا الدور أصبح أكثر صعوبة في الآونة الأخيرة بسبب الضغوط المتزايدة التي يتعرضون لها من كلا الجانبين".
وأضاف تيرازاس: "على الرغم من أن المديرين المتوسطين كانوا دائماً في موقف يُطلب منهم إرضاء الأشخاص الذين فوقهم مع الحفاظ على مصداقيتهم مع من هم تحتهم، إلا أن هذا الموقف أصبح صعباً للغاية في الوقت الحالي، وأعتقد أنك ترى ذلك في مشاعر الكثير منهم".
لين تيزديل مارتن، مديرة متوسطة تبلغ من العمر 43 عاماً وتعمل في شركة تكنولوجيا أميركية، تقول إنها "على دراية تامة" بهذا الشعور.
وأضافت: "أشعر وكأنني محصورة بين مطرقة العمال وسندان الإدارة، العمال ينظرون إلي على أني جزء من الإدارة التي تستغلهم، بينما تراني الإدارة وكأنني أؤيد مطالب العمال بشكل مبالغ فيه. مهمتي هي إيجاد حلول توافقية بين الطرفين".
يتضمن عملها، إخبار الموظفين بشكل متزايد مؤخراً أن زيادة في الراتب أو الترقية في المسمى الوظيفي لن تحدث.
معدلات الترقية في الوظائف
أظهر تقرير "Workday" أن متوسط معدلات الترقية في عام 2023 كان أقل من تلك التي كانت في عام 2022 في جميع الصناعات العشر التي تم قياسها، حيث شهدت قطاعات التكنولوجيا والخدمات المهنية وتجارة التجزئة والتأمين انخفاضات بأكثر من 20%.
كما أن الزيادات في الرواتب أصبحت أصغر وأقل تكراراً. في أغسطس/آب، كانت الزيادة السنوية في متوسط الأجور بالساعة 3.8%، وهو أقل من الذروة الأخيرة البالغة 5.9% في مارس/آذار 2022.
اقرأ أيضاً: 3 كتب يمكن أن تغير حياتك وتساعدك على "الازدهار"
قالت تسفيتلانا ناستيفا، مديرة الموارد البشرية البالغة من العمر 32 عاماً في موقع Casinoreviews، إن أحد أصعب جوانب وظيفتها هو إبلاغ موظفي فريقها بزيادات مخيبة للآمال في الرواتب، وهو أمر اضطرت إلى القيام به بشكل أكبر في السنوات الأخيرة. تحاول "تخفيف الصدمة" من خلال تذكير فريقها بمزايا الشركة والتوازن بين العمل والحياة الشخصية وفرص النمو.
وقالت: "لكنني أعلم أنه لا يزال من الصعب على الناس سماع ذلك".
اقرأ أيضاً: مرونة ساعات العمل ساعدت على تخفيف ساعة الذروة
العودة إلى المكاتب
أصبح فرض العودة إلى المكتب نقطة خلاف جديدة في عالم ما بعد الجائحة؛ في السنوات الأخيرة، وجد الموظفون الذين طُلب منهم العودة إلى المكتب طرقاً متنوعة للتلاعب بالنظام.
يدير تياغو بيتا، مدير العلامة التجارية والتجارة الإلكترونية البالغ من العمر 37 عاماً والمقيم في المملكة المتحدة، فريقاً يضم موظفين يعملون في المكتب وآخرين عن بُعد. يقول إنه قد يكون من الصعب ضمان شعور كلا المجموعتين من الموظفين بـ"المشاركة والاندماج بالتساوي".
رغم أن كايل ترك وظيفته كمدير في وقت سابق من هذا العام، إلا أنه يقول إن دوره الجديد غير الإداري يشترك في عدة جوانب مع وظيفته السابقة. ومع ذلك، لا يوجد لديه تقارير مباشرة، مما يعني أنه لا يحتاج للقلق بشأن تسريح الموظفين أو إلزامهم بالسياسات الخاصة بالشركة.
أوضح أن وظيفته تحمل لقب "مدير" لأن شركته لم ترد أن يبدو انتقاله الوظيفي "وكأنه خطوة إلى الوراء"، ولكنه يتوقع أن يكون راتبه الجديد أقل من راتبه السابق بمجرد احتساب العمولات.
ومع ذلك، يرى أن الانخفاض في الدخل الذي يأتي مع وظيفة أقل ضغطاً يستحق ذلك.
وأضاف: "بصراحة، أنا أكثر سعادة من أي وقت مضى".