عادت من تعرف بـ "ملكة العملات المشفرة" إلى الواجهة من جديد خلال الأيام الأخيرة مع عودة وزارة الخارجية الأميركية الإعلان عن عرض مكافأة، في إطار برنامج مكافآت الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، تصل إلى 5 ملايين دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى اعتقال و/أو إدانتها.
البلغارية الأصل الألمانية الجنسية روجا إغناتوفا، من بين أهم عشرة مطلوبين لمكتب التحقيقات الفدرالي FBI في الولايات المتحدة لاتهامها بالمشاركة في واحدة من أكبر مخططات الاحتيال العالمية في التاريخ، وذلك بعد أن احتالت على المستثمرين في مبلغ قيمته 4 مليارات دولار في قضية تعود أحداثها إلى ما يقرب من سبع سنوات.
من هي "ملكة العملات المشفرة" وما قصتها؟
ولدت روجا إغناتوفا في 30 مايو/ أيار من عام 1980 في بلغاريا، لتبلغ من العمر حالياً 44 عاماً، وكانت تعتبر نجمة صاعدة في صناعة العملات المشفرة قبل هذه القضية، بحسب موقع Entrepreneur.
اشتهرت إغناتوفا بحبها للتألق وكانت تحظى بالاحترام لنموها من بداياتها المتواضعة في ألمانيا إلى النجاح كمستشارة ثم رائدة أعمال في مجال العملات المشفرة.
أطلقت مع شريكها التجاري سيباستيان غرينوود، عملة وان كوين OneCoin، وقامت بتأسيس شركة OneCoin Ltd في عام 2014، وحاول الاثنان إقناع المستثمرين بدعم رمز OneCoin المشفر الجديد وقالا إنه سيكون أكثر قيمة من بتكوين Bitcoin.
اقرأ أيضاً: ارتفاع عملة BNB يرفع ثروة مؤسس منصة بينانس في أول أسبوع من سجنه
وعد الثنائي المستثمرين في جميع أنحاء العالم بعائد خمسة أو عشرة أضعاف على استثماراتهم. ومن خلال الاستفادة من جنون العملات المشفرة في ذلك الوقت، منحهم المستثمرون أربعة مليارات دولار بين عامي 2014 و2016. ومع ذلك، تم التلاعب بقيمة OneCoin من الشركة ولم يتم تعدينها أبداً مثل العملات المشفرة الأخرى، على الرغم من إخبار المستثمرين بخلاف ذلك، وفقاً لشبكة CNN.
تقول السلطات الأميركية إنها من أجل تنفيذ مخطط الاحتيال أدلت إغناتوفا ببيانات كاذبة وإقرارات لأشخاص بغرض التماس استثمارات في شركتها، وزعمت السلطات أن إغناتوفا أعطت تعليمات للضحايا بتحويل أموال الاستثمار إلى حسابات OneCoin من أجل شراء حزم منتجات الشركة، مما أدى بالضحايا إلى إرسال تحويلات إلكترونية تمثل تلك الاستثمارات.
قال ممثلو الادعاء الأميركي، وفقاً لوثائق المحكمة: "كانت OneCoins عديمة القيمة على الإطلاق... تم تصميم أكاذيبهم بهدف واحد، وهو إقناع الناس العاديين في جميع أنحاء العالم بالتخلي عن أموالهم التي حصلوا عليها بشق الأنفس".
وتكشف وثائق المحكمة أن إغناتوفا وغرينوود كانا يعتزمان خداع عملائهما منذ البداية، حيث وصفا العملة المشفرة الخاصة بهما بأنها "عملة تافهة" وناقشا استراتيجية الخروج منها عبر رسائل بريد إلكتروني خاصة.
انهار مخطط الاثنين في عام 2016 عندما كافح المستثمرون لبيع OneCoins الخاصة بهم لاسترداد استثماراتهم، مما أدى إلى تنبيه وسائل الإعلام والمحققين للنظر في أعمال الشركة.
اقرأ أيضاً: بعد الحكم بسجنه ربع قرن.. من هو مؤسس منصة FTX المنهارة سام بانكمان فريد؟
شغلت إغناتوفا منصب رئيسة شركة OneCoins حتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2017، وفي الخامس والعشرين من نفس الشهر سافرت من مدينة صوفيا ببلغاريا إلى أثينا في اليونان، وقد تكون سافرت إلى مكان آخر بعد ذلك مستخدمة جواز سفرها الألماني، بحسب ما ذكره مكتب FBI.
ويعتقد الـ FBI أن إغناتوفا تسافر برفقة حراس و/ أو شركاء مسلحين، وربما خضعت لجراحة تجميلية أو أنها غيرت مظهرها.
في أكتوبر 2017، اتهمت وزارة العدل الأمريكية إيغناتوفا بتهمة واحدة تتعلق بالاحتيال عبر الإنترنت، والتآمر لارتكاب عمليات احتيال عبر الإنترنت، والاحتيال في الأوراق المالية، والتآمر لارتكاب عمليات احتيال في الأوراق المالية، والتآمر لارتكاب غسل الأموال، وصدر في السادس من فبراير/ شباط 2018 أمر فدرالي باعتقالها.
بمجرد أن كشف المنظمون عن المخطط اختفت إغناتوفا، وتركت شركائها للتعامل مع التداعيات.
وتم القبض على المؤسس المشارك سيباستيان غرينوود في يوليو/ تموز 2018. وصدر حكم ضده بالسجن 20 عاماً في سبتمبر/ أيلول 2023 بعد اعترافه بالذنب في جرائم الاحتيال الإلكتروني، والتآمر لارتكاب عمليات احتيال عبر الإنترنت، والتآمر لغسل الأموال.
كما تم القبض على شقيق روجا إغناتوفا، كونستانتين، والذي كان أيضاً جزءاً من مخطط الأعمال، في مارس/ آذار 2019.
ومنذ كشف الفضيحة، تم إغلاق OneCoin ولم يعد موقعها الإلكتروني نشطًا.