
وجّه مدير إعلام وزارة الداخلية العراقية، مقداد ميري، انتقادًا صريحًا لما وصفه بـ"غياب التقدير المحلي للمبدعين والمنجزات"، مسلطًا الضوء على ظاهرة اجتماعية وثقافية متجذرة، تؤدي إلى تهميش الكفاءات الوطنية والاحتفاء بالأصوات القادمة من الخارج.
و في منشور لافت نشره على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، وتابعته "سما نيوز"، تساءل ميري:"كم من شخص داخل مؤسسة لا يُؤخذ برأيه، بينما يُستقبل كرأي خبير عندما يُستشار من جهة أخرى؟"، مستندًا إلى المثل الشعبي العربي "مغنية الحي لا تُطرب"، الذي يعكس تجاهل المجتمعات لمواهبها، وافتتانها بكل ما هو خارجي، حتى وإن لم يكن الأفضل.
وأكد ميري أن:"هذه الظاهرة تنبع من عوامل عدة، أبرزها "الاعتياد الذي يقتل الدهشة، والانبهار غير المبرر بالبعيد، وغياب الثقة في القدرات المحلية"، محذرًا من أن، استمرار هذا النمط في التفكير قد يؤدي إلى خسارة الكثير من الطاقات التي لا تنتظر سوى التقدير.
وتابع في منشوره الذي أثار تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل:"المثل ليس فقط تعبيرًا ساخرًا، بل تحذير ثقافي من التهاون في تقدير القريب، والانبهار بالبعيد"، داعيًا إلى:"كسر هذه القاعدة السلبية وتعزيز ثقافة الاعتراف بالمتميزين في بيئتهم قبل أن يهاجروا بحثًا عن الاعتراف في الخارج".
ويعكس تصريح ميري، الذي يأتي من موقع رسمي حساس، تصاعد الأصوات المنتقدة لما يعتبره البعض "خللاً في العقل الجمعي والمؤسساتي" في دول تعاني من هجرة العقول وغياب الاحتضان المحلي للإبداع والابتكار.