ارتفعت شعبية المكملات الغذائية التي تعني بتحسين المظهر خلال العقد الماضي، وارتفعت نسبة المستخدمين الأميركيين الذين أبلغوا عن تناول مكملات لتحسين مظهر الشعر والجلد والأظافر خلال يونيو (حزيران) الماضي من 2.5% إلى 4.9%.

ووجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية، أن مكملات الشعر والبشرة والأظافر غالبا ما تحتوي على كمية كبيرة من البيوتين أكثر من احتياج الجسم البشري. 

وحذر الخبراء من خطورة تناول مكملات البيوتين أكثر من الاحتياج اليومي للجسم.

وقالت الدكتورة ريبيكا هارتمان، الأستاذ المساعد لطب الأمراض الجلدية في كلية الطب بجامعة هارفرد، واحد باحثي الدراسة، إن الجرعات العالية من البيوتين يمكن أن تغير نتائج الاختبارات المعملية التي قد يطلبها مقدمو خدمات الرعاية الصحية، على غرار اختبار الغدة الدرقية واختبارات القلب واختبار فيتامين دال.

وتبلغ الجرعة اليومية الموصي بها من البيوتين للبالغين 0.03 ملليغرام، وفي بعض الحالات تحتوي المكملات الغذائية على 650 ضعف هذا المقدار، وفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأميركية.

وأشارت هارتمان إلى أن مستويات البيوتين العالية يمكن أن تؤدي إلى تشخيصات خاطئة لفرط نشاط الغدة الدرقية وتؤثر على قدرة الأطباء في اكتشاف النوبات القلبية.

من جانبه قال الدكتور آدم فريدمان، رئيس قسم الأمراض الجلدية في جامعة جورج واشنطن، إن هذه الآثار الجانبية يمكن أن تكون مميتة في بعض الأحيان.

"مات شخص بسبب إغفال نوبة قلبية [أثناء الاختبار]"، ويشرح فريدمان قائلاً إن مستويات التروبونين لم تظهر علامات قلق لدي المريض، فلم ترتفع بسبب تناول مكمل البيوتين لنمو الشعر. 

ويوجد البيوتين أو فيتامين ب 7 بشكل شائع في معظم الأطعمة والفيتامينات المتعددة، لذلك نادرا ما يحتاجه الناس لتناوله كمكمل غذائي مستقل، "الطريقة الطبيعية للحصول على البيوتين والكولاجين: نظام غذائي متوازن"، بحسب فريدمان.

وتري هارتمان أن معظم الأميركيين يحصلون على الكمية التي يحتاجونها بالفعل خلال نظامهم الغذائي اليومي.

وعلى نفس المنوال تظهر البيانات الأولية أن مكملات الكولاجين قد تساعد في بشرة أكثر صحة، لكن هارتمان تري أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذا الادعاء.

ويتفق الباحثين على أن النظام الغذائي الشامل هو الطريقة الأكثر طبيعية والأكثر أمانا للحصول على "مغذيات الجمال" مثل البيوتين والكولاجين.

وأسرد الباحثين قائمة الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من "مغذيات الجمال" لتشمل الأطعمة الغنية بالبيوتين صفار البيض، البقول، المكسرات، البذور.

فيما تساعد اللحوم، مرق العظام، الجيلاتين، منتجات الألبان، البقوليات، فول الصويا، الفواكه والخضراوات الورقية والخضروات الجذرية لفيتامين سي والزنك والنحاس، مما يساعد على إنتاج الكولاجين.

وعدد الخبراء عدة أسئلة يجب الإجابة عليها قبل تناول أي مكملات غذائية تمثلت في الآتي:
-    هل يحتوي بالفعل على المكونات النشطة التي تدعي أنها تحتوي عليها؟
-    ما الدليل الذي يدعم استخدام هذه الكمية المحددة من هذا المنتج بالذات؟
-    هل هذه شركة موثوقة لشراء هذا المنتج المحدد منها؟
-    هل تم اختباره من قبل طرف ثالث وهل يحتوي على أي ملوثات؟
-    هل راجعت طبيبي قبل تناوله؟

ولاحظت هارتمان وأطباء أمراض جلدية آخرون، أنه غالبا ما يمكن تناول مكملات الكولاجين، التي غالبا ما توصف بأنها تساعد صحة الجلد دون قلق، لكن عند اختبارها احتوت العديد من العلامات التجارية الشهيرة على معادن ثقيلة سامة مثل الرصاص والزئبق.

وأضاف فريدمان أن تناول الكولاجين ربما "لن يضر"، لكن "لدينا القليل من الإرشادات بشأن تقديم التوصيات فيما يتعلق بالجرعة الصحية."

وقال فريدمان "أقول لمرضاي، من فضلك لا تأخذ البيوتين، بالنسبة لي، لا يوجد فائدة إضافية، فقط ضرر محتمل."