منذ أن لوح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بقبضته، معلنا نجاته من محاولة اغتيال فاشلة فجر الأحد بتوقيت غرينتش، وضعت الأسواق رهاناتها على فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ خاصة إذا أصر منافسه الديمقراطي الرئيس جو بايدن على الاستمرار في السباق.
ومع بداية أسبوع التداول في وول ستريت، مالت المؤشرات للارتفاع، خاصة في ظل الاحتمال المتزايد بأن يبدأ مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة الرئيسية في سبتمبر (أيلول) ما ساعد على تأجيج شهية المخاطرة.
وارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية الثلاثة بشكل متواضع بعد أن قلصت مكاسبها السابقة، لكن أسهم الشركات الصغيرة "الحساسة اقتصاديًا" وشركات النقل ارتفعت بشكل أكبر.
وبدا أن محاولة اغتيال ترامب، المرشح الجمهوري المفترض للرئاسة، في بنسلفانيا قد حسنت فرصه في الانتخابات. ومن المفترض أن تؤدي رئاسة ترامب إلى سياسة تجارية أكثر تشددًا، وتمديد التخفيضات الضريبية وإلغاء القيود التنظيمية، وذلك وسط حزمة من التغييرات المتوقعة بخصوص مجموعة من القضايا التي تتراوح من تغير المناخ إلى العملات المشفرة.
اقرأ أيضاً: الدولار يرتفع بعد تعليقات حذرة لرئيس الفدرالي الأميركي
وأظهر موقع المراهنات عبر الإنترنت "بريديكتيت" رهانات على فوز ترامب في الانتخابات عند 67 سنتًا، بعد محاولة الاغتيال، ارتفاعًا من 60 سنتًا يوم الجمعة، مع توقف رهانات فوز الرئيس الديمقراطي جو بايدن عند 26 سنتًا.
كما ارتفعت الأسهم بفضل التفاؤل المستمر بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيدخل مرحلة خفض أسعار الفائدة المتوقعة في وقت مبكر من سبتمبر (أيلول)، مع ما يصل إلى ثلاثة تخفيضات إجمالية بحلول نهاية العام.
وأكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، في حديثه أمام النادي الاقتصادي في واشنطن، يوم الاثنين اعتقاده بأن الاقتصاد الأميركي يمكنه تجنب الركود، وتُظهر قراءات البيانات الأخيرة تقدمًا في خفض التضخم إلى هدف البنك المركزي البالغ 2%.
كما حققت أسهم العملات المشفرة أداءً جيدًا، حيث ارتفعت "كوينبز غلوبال" و"ريوت بلاتفورمز" بنسبة تتراوح بين 8.9 و10.9%.
على الجانب السلبي، تراجعت شركات الطاقة الشمسية، حيث أدى احتمال انتخاب ترامب إلى إضعاف آفاق دعم الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة. وانخفضت أسهم الشركات بنسب ما بين 9.9 و14.4%.
كما انخفضت أسهم الشركات الصينية المدرجة في الولايات المتحدة بسبب المخاوف من تشديد القيود التجارية في ظل إدارة جديدة لترامب، فانخفض مؤشر "آي شيرز تشاينا لارج كابيتال" المتداول في البورصة بنسبة 2.2%.
وفي أسواق العملات، وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام ست عملات رئيسية، 0.23% إلى 104.05، بعد ارتفاعه في وقت سابق إلى 104.10 نقطة.
وفي المقابل ارتفعت العملات المشفرة، حيث قدم ترامب نفسه بوصفه مناصرا قويا للعملات المشفرة؛ لكنه لم يقدم تفاصيل عن سياسته المقترحة للعملات المشفرة.
وقفزت بتكوين في أحدث تعاملات نحو 5% إلى 62982 دولارا بعد أن وصلت إلى أعلى مستوى في أسبوعين عند 63273 دولارا. وزادت إيثر 6% تقريبا إلى 3364.20 دولار.
اقرأ أيضاً: محاولة اغتيال ترامب.. فصل قاتم ومعتم جديد في الولايات المتحدة
وفي أسواق النفط، حافظت الأسعار على مستوياتها يوم الاثنين بعد أن محت الضغوط الناجمة عن قوة الدولار والقلق حيال الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، الزيادة التي نتجت عن طلب قوي في أسواق أخرى، والتقييد الذي تفرضه أوبك+ على المعروض، والتوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت ثلاثة سنتات إلى 85.06 دولار للبرميل بحلول الساعة 1326 بتوقيت غرينتش. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي سبعة سنتات إلى 82.28 دولار للبرميل.
وانخفض سعر النفط الخام الأسبوع الماضي بعد مكاسب لأربعة أسابيع إذ قوبلت آمال انتعاش الطلب في الصيف في الولايات المتحدة بمخاوف أخرى حيال الطلب في الصين.
وعززت بيانات صينية يوم الاثنين هذا القلق إذ أظهرت أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم نما 4.7% في الربع من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران)، في أبطأ وتيرة منذ الربع الأول من 2023.
وأظهرت بيانات منفصلة يوم الجمعة أن واردات الصين من النفط الخام تراجعت 2.3% في النصف الأول من العام الجاري.
ومع هذا، دفع استمرار تأثير المخاطر الجيوسياسية النفط إلى الارتفاع وسط حالة الضبابية بشأن الوضع المتقلب في الشرق الأوسط، إلا أن الطاقة الفائضة الوفيرة لدى السعودية وأعضاء آخرين في أوبك حدت من دعم الأسعار، كما يقول محللون.
كما لا تزال أسواق النفط مدعومة على نطاق واسع بتخفيضات الإمدادات من أوبك+. وقالت وزارة النفط العراقية إنها ستعوض أي فائض في إنتاج النفط منذ بداية 2024.