ربما تكون السلطات التنظيمية الأميركية نجحت في القضاء على أزمة مصرفية من خلال ضمان ودائع بنك وادي السيليكون المنهار SVB، لكن بعض الخبراء يحذرون من أن هذه الخطوة شجعت المستثمرين على ما يسمى بـ Moral Hazard أو الخطر الأخلاقي.

بعد الجدل حول مستقبل مجموعة SVB المالية مالكة SVB، كشف المنظمون المصرفيون عن خطط تمويل طارئة للبنك.

قال مدير صندوق التحوط الملياردير بيل أكمان على Twitter: "من المحتمل أن تنهار المزيد من البنوك على الرغم من تدخل الفدرالي، لكن لدينا الآن خارطة طريق واضحة لكيفية إدارة الحكومة لها".

ومع ذلك، من خلال ضمان عدم خسارة المودعين للأموال، أثارت السلطات مرة أخرى مسألة الخطر الأخلاقي، مع إزالة حافز الحماية من المخاطر المالية.

لكن ماذا يعني مصطلح "الخطر الأخلاقي"؟

وفي الاقتصاد يحدث الخطر الأخلاقي عندما يزيد شخص ما تعرضه للمخاطر عند التأمين، خاصة عندما يأخذ الشخص مخاطر أكثر لأن شخص آخر يتحمل تكلفة تلك المخاطر. 

وبمعنى آخر فإن مفهوم الخطر الأخلاقي يٌطلق عندما لا يتوفر عواقب لسلوك الشركات بما يدمر أي حافز للشركات لتغيير أساليبها.

ويرى محللون أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأميركية لم تكن خطة إنقاذ لأن المساهمين وحملة لسندات SVB غير المؤمن عليهم لن يتم تغطيتهم.

وتحدث ستيف سوسنيك، كبير الاستراتيجيين في Interactive Brokers في Connecticut عن إجراءات المنظمين بأنها تخفيف للتوتر على المدى القصير، وأنه ينبغي القلق حول الخطر الأخلاقي، والقوانين المتراخية فيما بعد.

وتابع: ما حدث لن يمحي بالكامل القلق بشأن ما قد تكون البنوك الأخرى عليه من متاعب.

ويشبه ذلك ما حدث بعد تقديم خطة الإنقاذ للبنوك بعد أزمة 2008، إذ أنه عندما تصبح الشركات أكبر من أن تسقط فإنها تبدأ بالتصرف بما يحلو لها والانخراط في نفس السلوك المحفوف بالمخاطر.

ولعل ذلك ما يوضح انتقادات السيناتور الأميركي بيرني ساندرز بأن فشل بنك SVB هو نتيجة مباشرة لمشروع قانون في 2018 بشأن تحرير البنوك وقعه الرئيس السابق دونالد ترامب.

اعتُبر مشروع القانون بمثابة تراجع كبير عن قانون دود-فرانك لإصلاح وول ستريت وحماية المستهلك لعام 2010. 

وقال نيكولاس فيرون من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي بواشنطن: "هذه خطة إنقاذ وتغيير كبير في الطريقة التي تم بها بناء النظام الأميركي وحوافزه". "سيتم تحميل التكلفة على كل من يستخدم الخدمات المصرفية."

بشكل منفصل، قال المسؤولون إن المودعين في بنك Signature في نيويورك، الذي أغلقه المنظم المالي لولاية نيويورك الأحد 12 مارس/آذار، سيحصلون على ودائعهم بالكامل بدون خسارة لدافعي الضرائب. كما سهل الاحتياطي الفدرالي على البنوك الاقتراض منه في حالات الطوارئ.

كتب مايكل إيفري وبن بيكتون ، استراتيجيي في بنك Rabobank في مذكرة إلى عملاء: " إذا كان الاحتياطي الفدرالي يدعم الآن أي شخص يواجه تعثراً في الأصول / أسعار الفائدة، فهو في الواقع يسمح بتيسير كبير للأوضاع المالية بالإضافة إلى زيادة المخاطر الأخلاقية".