في خطوة تبدو وكأنها إنهاء لأزمة مصرفية جديدة كادت أن تنفجر في أميركا، وافق JP Morgan على الاستحواذ على First Republic.
وبموجب تلك الخطوة، سيحصل JP Morgan على 104 مليارات دولار ودائع في First Republic، ويشتري أصولاً بقيمة 229 مليار دولار من أصل 233 مليار دولار بلغت في الربع الأول من 2023، كما أنه يتوقع تحقيق ربح مرة واحدة بقيمة 2.6 مليار دولار بعد الصفقة.
لكن ما الذي تسبب في تفاقم أزمة First Republic؟
يعتمد First Republic على عملاء أثرياء أي نادراً ما يتعثرون عن سداد القروض، لكن في الوقت نفسه فإن هذا النوع من العملاء هو سلاح ذو حدين، لأن معظمهم ليس لديهم ودائع مؤمن عليها (ودائع تتجاوز قيمتها 250 ألف دولار).
وحتى نهاية 2022، شكلت الودائع غير المؤمنة ثلثي إجمالي ودائع First Republic.
وعند انهيار Silicon Valley Bank في شهر مارس آذار فرت تلك الفئة من العملاء وسط مخاوف من خسارتهم لأموالهم.
وبالفعل هبطت ودائع First Republic بنحو 40% إلى 104.47 مليار دولار بنهاية الربع الأول من العام الجاري.
وعند مستويات 102.7 مليار دولار حتى الحادي والعشرين من أبريل نيسان، إلى أن سجلت مستويات 92 مليار دولار عند استحواذ JPMorgan.
وكان سهم البنك شهد تراجعاً حاداً خلال أزمة SVB، على الرغم من تلقيه إيداعات بقيمة 30 مليار دولار من 11 بنكاً لدعمه في أزمته، لكن ذلك لم يسهم في دعم موقف البنك.
ومما أدى إلى المزيد من تدهور الأوضاع داخل البنك، هو سعيه لإغراء العملاء الأثرياء برهون عقارية رخيصة حينما كانت أسعار الفائدة منخفضة للغاية.
لكن مع ارتفاع سعر فائدة قروض الرهن العقاري الثابت لمدة 30 عاماً بأكثر من الضعف في غضون عام، أصبحت تلك الرهون العقارية أقل قيمة بالنسبة لـFirst Republic مقارنة بما كانت عليه في البداية.
وأدى المزيج من الخسائر بسبب نقص الودائع وقروض الرهن العقاري إلى تداعي البنك.
ما تداعيات انهيار First Republic على القطاع المصرفي؟
ويعد مزيج انهيار SVB وSignature وFirst Republic هو تذكير بالمشاكل التي تؤثر على النظام المصرفي.
إذ هبط مؤشر البنوك الأميركية The Dow Jones US Bank بنحو 16% منذ انهيار SVB نتيجة حالة عدم اليقين.
وعلى الرغم من تدخل السلطات والبنوك الكبرى لدعم البنوك الأكثر انكشافاً، لا يزال البعض الآخر عرضة للخطر.
وصرح جيمي ديمون رئيس JPMorgan بأن هناك عدد محدود من البنوك التي لديها مشاكل في نفس درجة خطورة First Republic، لكن هذا لا يعني أن كل شيء على ما يرام إذ أنه في ظل ارتفاع أسعار الفائدة واحتمال حدوث ركود سنرى تصدعات أخرى في النظام.
وأظهرت بيانات الاحتياطي الفدرالي زيادة اقتراض المقرضين للقروض الطارئة من الاحتياطي الفدرالي لثاني أسبوع على التوالي خلال الأسبوع المنتهي في 27 أبريل نيسان.
كما أنه لا يزال هناك حوالي تريليون دولار من الودائع غير المؤمن عليها في حوزة البنوك الأميركية.
وعلى الرغم أن إنقاذ First Republic قد يعيد بعض الهدوء للسوق فإنه سيكون هدوء حذر وسط تصريحات من جانب الاحتياطي الفدرالي في نيويورك بأن الأوضاع المالية تدهورت بشكل حاد.