من المتوقع أن يتوقف خلال هذا العام الارتفاع الكبير في المبيعات العالمية لحقائب اليد والأحذية والملابس الفاخرة والذي حدث في فترة ما بعد وباء كوفيد 19، وذلك بحسب دراسة جديدة لشركة Bain الاستشارية، وذلك وسط أزمة في "إبداع" الشركات وارتفاع الأسعار حيث تحول العلامات التجارية تركيزها إلى العملاء الأكثر إنفاقاً.

تتوقع شركة Bain، في دراستها الصادرة يوم الثلاثاء 18 يونيو/ حزيران، استقرار مبيعات المنتجات الفاخرة في جميع أنحاء العالم في عام 2024 بعد انخفاض طفيف في الربع الأول، وفقاً للدراسة التي أجرتها بالتعاون مع رابطة Altagamma، لصناعة السلع الفاخرة الإيطالية. 

أشارت الشركة الاستشارية إلى استمرار مواجهة الولايات المتحدة لضغوط الاقتصاد الكلي على الرغم من علامات التحسن التدريجي في الناتج المحلي الإجمالي وثقة المستهلك، فضلا عن عدم اليقين الاقتصادي في الصين الذي أدى إلى ظاهرة "فضح الرفاهية"، بحسب وكالة الأنباء الأميركية أسوشيتد برس.

وقالت الشريكة في شركة Bain، كلوديا داربيزيو، إنه إلى جانب العوامل الاجتماعية والاقتصادية والتوترات الجيوسياسية المتزايدة، فإن التباطؤ هو أيضاً "من صنع ذاتي" للشركات جزئياً.

وأشارت إلى "أزمة الإبداع" في هذا القطاع، حيث يقوم عدد من دور الأزياء الكبرى بتغيير المديرين المبدعين، والتركيز الجديد على العملاء الأثرياء، على حساب الطبقة الوسطى الطموحة وشباب الجيل Z الذين غذوا النمو قبل فترة الوباء.

اقرأ أيضاً: في مرحلة انتقالية للقطاع.. تباين أداء شركات السلع الفاخرة

وقالت داربيزيو لوكالة أسوشيتد برس: "هناك نقص في الوضوح بالنسبة للعديد من هذه العلامات التجارية. إنهم يقومون بمحاولات لاستعادة التركيز. إنها خمس أو ست علامات تجارية قيد التطوير، وهي علامات تجارية كبيرة". 

وأضافت: "هذه صناعة تعتمد على العرض. عندما تكون لديك علامات تجارية متناغمة حقاً مع احتياجات العملاء، فعادةً ما تتفاعل بسرعة".

وأشارت إلى أن هناك حاجة إلى بعض "التعديلات" على الاستراتيجية ونقاط الأسعار، مضيفة أنه "لا يمكنك النمو بدون الطبقة المتوسطة والأجيال الشابة".

من بين دور الأزياء الكبرى، ظهرت Gucci وMoschino بشكل ملحوظ في الأسواق لاتجاهاتهما الإبداعية الجديدة، في حين من المتوقع أن تظهر المجموعة الأولى لمنتجات المدير الإبداعي الجديد لشركة Valentino في الأسواق خلال شهر سبتمبر المقبل. 

وفي حين أن التضخم هو أحد عناصر ارتفاع الأسعار، قالت داربيزيو إن العلامات التجارية تعيد التركيز أيضاً على ما يقدر بنحو 6 إلى 8 ملايين مستهلك في قمة الهرم أثناء بحثهم عن هوامش ربح أفضل. وفي الوقت نفسه، كان هناك تجديد أقل في العروض.

الزيادات الحادة في أسعار المنتجات التي لا تتزامن مع ابتكار كبير فيها، والتي تبدو وكأنها شيء رأوه من قبل، وهو ما يترك العملاء "منزعجين ومحيرين".

وتأتي توقعات المبيعات العالمية الفاخرة في أعقاب زيادة الإنفاق المكبوتة بعد الوباء والتي دفعت المبيعات خلال الفترة 2021-2023 إلى الارتفاع بنسبة 24% مقارنة بمستويات عام 2019.

وفي العام الماضي، نمت مبيعات السلع الفاخرة الشخصية بنسبة 4% إلى 362 مليار يورو (حوالي 388 مليار دولار) من 349 يورو في عام 2022، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عودة السياحة الأميركية والآسيوية إلى أوروبا مما أدى إلى زيادة المشتريات. 

اقرأ أيضاً: اليخوت الفاخرة.. حفرة تبتلع عشرات الملايين من أموال الأثرياء سنوياً

كما زاد الاهتمام بالسفر الفاخر والفنون الجميلة والسيارات واليخوت، حيث توسعت سوق السلع الفاخرة العالمية الأوسع إلى 1.5 تريليون يورو العام الماضي - مما يسلط الضوء على الاتجاه نحو التجارب الفاخرة أكثر من السلع الملموسة.

وبحسب الدراسة، تمثل اليابان نقطة مضيئة مع عودة السياح الأجانب مع انخفاض الين إلى أدنى مستوى أمام الدولار الأميركي منذ 20 عاماً، بينما تواصل أوروبا اتجاهاتها القوية بسبب الإنفاق السياحي وزيادة الاستهلاك المحلي، خاصة في المدن الفرنسية والإيطالية.