تجري حملة نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس المرشحة المحتملة عن الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني، عملية اختيار نائبها، ومن تختاره سيوفر نظرة ثاقبة لخطة معركتها الانتخابية.

ومن بين الأسماء التي تم طرحها حكام ولايات بنسلفانيا جوش شابيرو، وكارولينا الشمالية روي كوبر، وكنتاكي أندي بشير، والسيناتور مارك كيلي من ولاية أريزونا.

على الرغم من أن معظم المرشحين المحتملين يشتركون في مواصفات ديموغرافي - بيض وذكور وأصغر من الرئيس جو بايدن - فإنهم يأتون من ولايات مختلفة يمكن أن تكون محورية في تأمين النصر الانتخابي.

وقال خمسة خبراء في السياسة الأميركية، لموقع Business Insider، إن اختيار هاريس سيكشف على الأرجح عن استراتيجية حملتها المبكرة للفوز بالرئاسة، وهي بناء طريق إلى 270 صوتاً انتخابياً.

شابيرو وبنسلفانيا

تلعب ولاية بنسلفانيا (التي يمثلها بين المرشحين جوش شابيرو) دوراً كبيراً في حسابات الفوز بالمجمع الانتخابي. مع 20 صوتاً انتخابياً، من المرجح أن يكون الفوز بالولاية التي تمثل ساحة المعركة جزءاً مهماً من حملة الرئيس السابق دونالد ترامب وهاريس.

وقال مدير مركز UCL للسياسة الأميركية، توماس جيفت، لموقع Business Insider: "بنسلفانيا هي مركز العالم السياسي".

وأضاف: "لن يقتصر الأمر على أن أصواتها الانتخابية العشرين ستكون كبيرة لكلا المرشحين، ولكن التركيبة السكانية لها - على حد تعبير أحد الاستراتيجيين السياسيين، بنسلفانيا هي فيلادلفيا وبيتسبرغ، مع ألاباما بينهما - تعني أن الطريقة التي ستتبعها ستكون على الأرجح بمثابة مؤشر لكيفية أداء ترامب وهاريس في ولايات أخرى". 

اقرأ أيضاً: ما هي ولايات ساحة المعركة الرئيسية في الانتخابات الأميركية وموقف ترامب وهاريس بها؟

وقال جيفت إن اختيار شابيرو، حاكم الولاية، يمكن أن يعزز بشكل كبير تذكرة هاريس هناك.

وقال المستشار السياسي والاستراتيجي الديمقراطي، تشاك روشا، لـ Business Insider، إن اختيار شابيرو سيظهر أن حملة هاريس "جادة للغاية بشأن مضاعفة جهودها في ولايات حزام الصدأ (يطلق على المنطقة الجغرافية الممتدة من غرب ولاية نيويورك عبر ولايات الغرب الأوسط، وتشمل سبعة ولايات منها: بنسلفانيا".

وقال روشا: "أعتقد أن هذا يظهر أنهم يريدون حماية الجدار الأزرق"، في إشارة إلى الولايات الديمقراطية التقليدية مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن.

وأشار روشا إلى أنه من الصعب تخيل خسارة هاريس لولاية بنسلفانيا مع تحقيق انتصارات في جورجيا وأريزونا، لذا فإن اختيار شابيرو "سيُظهر بالتأكيد إيماءة الرأس لولاية بنسلفانيا (علامة الموافقة)".

ويوافقه الرأي الأستاذ المساعد للعلوم السياسية في جامعة نوتنغهام، كيفن فاهي، لكنه قال لـ Business Insider، إن اختيار شابيرو قد يشير إلى بعض الخوف في حملة هاريس.

وأضاف: "ستكون هذه إشارة إلى أن حملة هاريس تدرك أنهم يواجهون مشكلة عميقة للغاية في الغرب الأوسط العلوي ومنطقة حزام الصدأ، وعليهم التمسك بولاية بنسلفانيا".

وذكر فاهي أن هذا قد يشير إلى استراتيجية التخطيط "لتحقيق الفوز" في ميشيغان، وخسارة ويسكونسن، ومحاولة "استعادة" أريزونا.

وقال إن اختيار كوبر من نورث كارولينا، وهي ولاية أكثر صعوبة للفوز بها، أو بشير، الذي من غير المرجح أن يفوز في كنتاكي بالنسبة للديمقراطيين، من شأنه أن يظهر نهجاً مختلفاً.

ويفسر ذلك بمعنى أن الديمقراطيين "سيقولون: نريد المضي في الهجوم. ونعتقد أنه يمكننا ملاحقة عدد قليل من الولايات وفتح الخريطة".

بشير: تفضيل الكاريزما على الجغرافيا

قال فاهي إن اختيار شخص مثل بشير سيكون "اختياراً خارج الصندوق" لأنه لا يساعد حملة هاريس جغرافياً، "لكنه قد يساعدهم من الناحية الديموغرافية".

كنتاكي ولاية جمهورية آمنة. وكانت آخر مرة صوتت فيها للديمقراطيين في انتخابات رئاسية عام 1996. وفي عام 2020، تغلب ترامب على بايدن هناك بنحو 26 نقطة.

لكن فاهي قال إن اختيار بشير، البالغ من العمر 49 عاماً وأحد أكثر حكام الولايات المتحدة شعبية، سيظهر أن الحملة تحاول إبراز طاقة "شبابية" وكاريزما قد تكون لها جاذبية وطنية - مع إعطاء الأولوية للأرقام الوطنية على النهج الذي يركز على الولاية.

اقرأ أيضاً: وفق استطلاع جديد.. 60% من الناخبين الأميركيين الشباب سيصوتون لهاريس

بالإضافة إلى ذلك، كان بشير مهاجماً ضد مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس، السيناتور جي دي فانس، الذي كان يلاحقه بسبب أوراق اعتماده في منطقة الآبالاش.

اختيار كيلي لمضاعفة الجاذبية في الغرب

قال مدير مركز دراسات الكونغرس والرئاسة في "الجامعة الأميركية"، ديفيد باركر، لموقع Business Insider، إن حملة هاريس ستحسب الآن أين تكمن نقاط قوتهم - هل هي في الجنوب أم الغرب أم حزام الصدأ؟

وأضاف أن هاريس، التي افترضت جاذبية في الولايات الغربية المتأرجحة مثل أريزونا ونيفادا، نظراً لقربها من ولايتها الأصلية كاليفورنيا، ستضاعف في الواقع من "جاذبيتها الغربية" من خلال اختيار كيلي، التي تمثل أريزونا.

وذكر باركر أن الحسابات الاستراتيجية التي يشتبه في أنهم سيجرونها تشمل ما إذا كان مثل هذا الاختيار سيؤدي إلى تشويش الأمور في تلك الولايات أو، بدلاً من ذلك، ستصبح الجاذبية زائدة عن الحاجة.

لكنه قال إن اختيار كيلي لن يشير فقط إلى أن أريزونا في المنافسة، بل من المرجح أن يشير أيضاً إلى أن الحملة تعتبره يتمتع بجاذبية وطنية أوسع.

وقال: "بعبارة أخرى، هل سيكون أداء كيلي في الغرب الأوسط أفضل من أداء شابيرو في الغرب، وما إلى ذلك؟ أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال هي نعم".

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة ويسكونسن ماديسون، باري بوردن، لموقع Business Insider، إن اختيار كيلي سيشير إلى التفكير في الصورة الأكبر.

وأضاف بوردن أن طريق هاريس إلى النصر سيتضمن الحاجة إلى الفوز بالولايات ذات الجدار الأزرق التي فاز بها ترامب في عام 2016 - بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان - وأن كيلي لا يزال من الممكن أن يكون بمثابة ميزة لها خارج أريزونا.

وقال بوردن: "إنه (كيلي) ليس محبوباً في ولايته الأصلية، لكنه نجح في جذب أصوات من ذوي الأصول اللاتينية يمكن أن تكون مفيدة في ولايات أخرى".

وذكر: "إن سجله كرائد فضاء وإطلاق النار المأساوي على زوجته هما أيضاً من العوامل الفريدة التي لن تتوفر في أي نائب آخر".