نهى النحاس، محررة في CNBC عربية
-
حجم الدنماركية Novo Nordisk يقترب من 600 مليار دولار أي أكبر من إجمالي حجم الاقتصاد الدنماركي
-
شركة Novo تتلقى مكالمات من رؤساء شركات التغذية الذين يستفسرون عن الكيفية التي ستؤثر بها أدوية علاج السمنة على أعمالهم
-
صناديق المؤشرات المتداولة المرتبطة بأدوية إنقاص الوزن تشهد إقبالاً ضعيفاً
في خطوة جديدة تعزز من طفرة أدوية إنقاص الوزن الآخذة في الصعود، أقرت الصين وهي صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، عقار ويجوفي لعلاج السمنة من إنتاج الدنماركية Novo Nordisk.
ويعاني أكثر من نصف سكان الصين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة من السمنة أو زيادة الوزن، بحسب بيانات لجنة الصحة الوطنية في الصين لعام 2020. في الوقت نفسه، كشفت بيانات التجارب السريرية أن هناك نحو 15 نوعاً من الأدوية المكافئة من أوزمبيك وويجوفي يتم تطويرها حالياً في بكين.
وتشير تقديرات Nomura إلى أن سوق أدوية إنقاص الوزن من الفئة GLP-1 ( ناهضات مستقبلات الببتيد 1 الشبيهة بالجلوكاجون) في الصين قد تصل قيمته إلى 11.4 مليار دولار في 2033، وأن يشهد نمواً بنحو 23% سنوياً أي أسرع من المتوسط العالمي.
لكن تلك الموافقة تأتي قبل حوالي عامين من انتهاء براءة اختراع المادة الفعالة لعقار ويجوفي والمعروفة باسم "Semaglutide" في الصين.
وتشكل موافقة الصين على عقار ويجوفي فصلاً جديداً في رحلة أدوية إنقاص الوزن المنطلقة بسرعة، إذ تكافح شركة Novo Nordisk ومنافستها Eli Lilly لتلبية الطلب المتزايد على أدوية السمنة.
اقرأ أيضاً: الموافقة على عقار Wegovy لإنقاص الوزن من Novo Nordisk في الصين
استثمارات ضخمة
في ظل زيادة الطلب والمنافسة على أدوية إنقاص الوزن، كشفت Novo Nordisk عن استثمارات بقيمة 4.1 مليار دولار لتوسيع شبكة إنتاج ويجوفي وأوزمبيك وغيرهما من العلاجات القابلة للحقن.
ومن المقرر أن يمول هذا الاستثمار مصنع جديدة في كارولينا الشمالية، فيما من المتوقع الانتهاء من المشروع بين عامي 2027 و2029.
وبالمثل، تعمل المنافسة Eli Lilly على تعزيز استثماراتها لدعم إنتاج أدوية إنقاص الوزن، إذ تعهدت بمليارات الدولارات لزيادة قدرتها الإنتاجية لعقارها Zepbound وMounjaro للسمنة.
وكشفت Eli Lilly في مايو أيار عن استثمارات بقيمة 5.3 مليار دولار لبناء مصنع في مدينة لبنان في إنديانا بهدف زيادة إمدادات أدوية إنقاص الوزن وغيرهما من الأدوية.
وتأتي استثمارات الشركة بعدما تجاوز الطلب على هذا الأدوية المعروض في العام الماضي وواجهت نقصاً في أميركا. وتتوقع Eli Lilly بدء الإنتاج في نهاية 2026، وتوسيع نطاقه في 2028.
وتؤكد الشركة أن المصنع سيعمل على زيادة إنتاج المادة الفعالة لـ Zepbound وMounjaro والمعروفة بـtirzepatide.
اقرأ أيضاً: بدعم من أدوية السمنة.. أداء إيجابي لأسهم Eli Lilly في النصف الأول من العام
سوق حجمه أكثر من 100 مليار دولار
وفي ظل الشعبية التي اكتسبتها أدوية إنقاص الوزن في الآونة الأخيرة، بدأت البنوك في تغيير نظرتها إلى هذا السوق. ومن بين تلك الجهات Morgan Stanley الذي رفع توقعاته للقيمة السوقية له إلى 105 مليارات دولار في 2030 مقابل التقديرات السابقة عند 77 مليار دولار.
وكان مبيعات أدوية السمنة ذات العلامة التجارية قد بلغت 6 مليارات دولار في 2023. فيما بلغ حجم السوق مستويات 3.82 مليار دولار في نفس الفترة.
أما إجمالي قيمة الإنفاق على تلك الأدوية فقد بلغت 24 مليار دولار العام الماضي، وفقاً لتقديرات IQVIA، وقد يصل عند 131 مليار دولار بحلول 2028، وقد تصل المبيعات السنوية لتلك الأدوية إلى 80 مليار دولار بحلول 2030.
ووفقاً لمحللو Morgan Stanley، فإن هناك عاملان يقودان سوق أدوية السمنة، الأول هو المعروض، إذ يتعين على شركات الأدوية مواكبة الطلب، وسط توقعات بأن تنفق الشركات الرائدة في القطاع أكثر من 50 مليار دولار لدعم سلاسل الإمدادات حتى 2028.
أما العامل الثاني هو الطلب على تلك الأدوية والذي من الممكن أن يرتفع في حالة أن توسعت الأدلة التي تثبت أنها تحسن النتائج بالنسبة لمئات الأمراض المرتبطة بالسمنة.
إبرٌ لعلاج #السكري.. أم إنقاص #الوزن؟!
الإجابة في هذا الفيديو مع حنان الكبت#cnbcعربية #اقتصاد_CNBCعربية #اقتصاد pic.twitter.com/hK0pA2FY5l — CNBC Arabia (@CNBCArabia) April 21, 2023
دعامة أساسية لبعض الاقتصادات
أدوية إنقاص الوزن لا تقتصر فائدتها فقط على الشركات المنتجة والمرضى، بل تمتد لاقتصاد الدول. ووفقاً لـGoldman Sachs قد ترفع أدوية مكافحة السمنة الناتج المحلي الإجمالي لأميركا بنحو 0.4% أو أكثر في السنوات المقبلة.
وعلى نطاق أوسع، قد ترفع الطفرات الأخيرة على مستوى الرعاية الصحية الناتج المحلي الإجمالي بنحو 1.3% أو حوالي 360 مليار دولار سنوياً بسعر صرف اليوم.
وتشير الدراسات الأكاديمية إلى أن الأمراض المرتبطة بالسمنة تقتطع حوالي 3% من نصيب الفرد من الناتج عند تفويت أيام العمل وخفض الإنتاجية، وأكثر من 1% من إجمالي الناتج عند أخد أكثر من 40% من سكان الولايات المتحدة الذين يعانون من السمنة في الاعتبار.
وبحسب توقعات Goldman Sachs، فإن عدد الأميركيين الذين سيتلقون علاج GLP-1 سيرتفع بحوالي ثلاثة أضعاف إلى 30 مليون بحلول 2028 وهو ما قد يزيد الناتج المحلي الإجمالي بنحو 0.4%.
أما بالنسبة للدنمارك حيث تنتمي شركة Novo Nordisk، فإن الوضع يأخذ أبعاداً أخرى إذ أن حجم الشركة الذي يقترب من 600 مليار دولار أكبر من إجمالي حجم الاقتصاد.
كما أن مؤسستها الخيرية هي الأكبر في العالم الآن، وبلغت فاتورة ضريبة الدخل لدى الشركة 2.3 مليار دولار العام الماضي، وساعدت استثماراتها الضخمة وإنتاجها في توسع الناتج المحلي للدنمارك بنحو 2% (أكثر 4 مرات من المتوسط في الاتحاد الأوروبي).
وقد ساعد ذلك كله في أن تنفق الحكومة بمستويات قياسية على الدفاع والتحول الأخضر ودعم أوكرانيا.
وبفضل Novo Nordisk، تم خلق آلاف الوظائف في الدنمارك التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين شخص، وامتد الأمر لصناديق التقاعد الدنماركية التي تتلقى عوائد قياسية من أسهم Novo.
هل تؤثر أدوية إنقاص الوزن على قطاع التغذية؟
في ظل الارتفاع الملحوظ للطلب على أدوية إنقاص الوزن، بدأت بعض التحذيرات تشير إلى تداعياتها على صناعة المواد الغذائية.
كما صرح رئيس Novo في فبراير شباط بأنه كان يتلقى مكالمات من رؤساء شركات التغذية الخائفين والذي يستفسرون عن الكيفية التي ستؤثر بها تلك الأدوية على أعمالهم.
وهو ما أكده الرئيس التنفيذي لشركة Nestle أولف مارك شنايدر الذي قال في تصريحات لـCNBC إن انتشار هذا النوع من الأدوية يهني أن احتياجات التغذية للمستهلكين "تتغير". مضيفاً: كان المستثمرون قلقون في البداية شعبية أدوية إنقاص الوزن مثل أوزمبيك وويجوفي لأنها تفترض أن الأشخاص سيستهلكون طعاماً أقل.
لكنه أشار إلى أن وجهة النظر تلك تغيرت بعد ذلك، وأن ما حدث هو أن الاحتياجات الغذائية لم تختفي هي فقط تغيرت، وأن الأشخاص لا يزال لديهم احتياجات غذائية لكنها قد تختلف عن شخص لا يتبع نظاماً غذائياً.
ونتيجة لهذا التغير أكد شنايدر أن Nestle تتطلع لمواكبة شعبية أدوية الـ GLP-1 مع مستهدف للدفع بمنتجات صحية. كما قلل من خطورة هذا الأدوية بالتأكيد على أنه في الوقت الذي سيبحث فيه مستهلكو GLP-1 عن منتجات تناسب نظامهم الغذائي، لن يكون لجميع المستهلكين الأهداف نفسها.
وعلى الرغم أن التأثيرات طويلة المدى لأدوية إنقاص الوزن لا تزال غير مؤكدة، بجانب المخاوف من آثارها الجانبية، إلا أن رئيس Nestle أكد أنه من المهم الاستجابة لها باعتبارها اتجاها استهلاكياً رئيسياً.
لكن رئيس Danone كان له رأياً مغايراً، إذ قلل من التهديد الذي تشكله أدوية إنقاص الوزن على صناعة الأغذية. وقال أنطوان بيرنارد دي سانت أفريك إن زيادة الطلب على أدوية أوزمبيك وويجوفي سيزيد شهية المستهلكين على المزيد من المنتجات الغذائية.
وأضاف في مقابلة مع CNBC: نرى أنفسنا مكملين للغاية لأدوية GLP-1s. مشدداً على أن منتجات الشركة ستكون مكوناً هاماً في الأنظمة الصحية الجديدة للمستهلكين.
من جانبه، يرى رئيس أسهم المستهلكين الأوروبية لدى Kepler Cheuvreux أن مستخدمي أدوية “GLP-1 قد يستهلكون سعرات حرارية أقل لكن لا يرى تأثيراً كبيراً على إجمالي الطلب على الأغذية، كما يرى أن هناك فرص بالنسبة لشركات الأغذية لإنتاج منتجات البروتين والمكملات الغذائية.
كما يعتقد أن كل من Danone وNestle كمستفيدين محتملين من المشهد الجديد للسلع الاستهلاكية.
هل أسهم شركات منتجات إنقاص الوزن فرصة استثمارية؟
انطلق في مايو أيار صندوقان للمؤشرات المتداولة مرتبطان بأدوية إنقاص الوزن لكنها لم ينجحا في جذب اهتمام كبير من المستثمرين على الرغم من الشعبية التي تكتسبها تلك المنتجات.
الأول هو صندوق e Amplify Weight Loss Drug & Treatment، والثاني The Roundhill GLP-1 & Weight Lo، لكنهما لم ينجحا في استقطاب استثمارات كبيرة، إذ جذب الأول 2.3 مليون دولار فقط، فيما تبلغ أصول الثاني حالياً 29 مليون دولار.
ولعبت مجموعة من العوامل دوراً في هذا الأداء، وأبرزها ارتفاع نسبة المصروفات المرتبطة بالصندوق، أما السبب الثاني فهو طبيعة نشاط الصندوق نفسه، إذ كل منهما معرض بشكل كبير لشركتي Novo Nordisk و Eli Lilly.
ولذلك فإن المستهلكين ليس لديهم شهية كبيرة لدفع رسوم مرتفعة لامتلاك سهمين فقط. وهو ما أكد المحلل الفني لدى Strategas Securities تود سون، والذي قال إن صناديق الأسهم المتداولة القائمة على المواضيع الشائعة وليس القطاعات أو المؤشرات قد لا تحظى بشعبية كبيرة من جانب المستثمرين