تعرضت عديد من الشركات والعلامات التجارية الكبرى إلى حملات مقاطعة شعبية في عددٍ من دول منطقة الشرق الأوسط، منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، بدعوى علاقة تلك الشركات وارتباطاتها –سواء بأي شكل من أشكال الدعم أو التعاطف والتأييد- مع إسرائيل في حربها ضد حركة حماس الفلسطينية.

شكلت تلك الحملات ضغوطاً على امتيازات هذه الشركات بعديد من بلدان المنطقة، والتي منها من أفصح بالفعل عن تضرره المتمثل في تراجع الطلب منذ بدء حملات المقاطعة، رغم البيانات التي سعت فيها تلك الامتيازات توضيح حقيقة موقفها القانوني وعلاقاتها بالشركة الأم.

وفيما كانت تثار شكوك على نطاق واسع حول مدى تأثير تلك الحملات على الشركات الكبرى، إلا أن نتائج أعمال شركتين من أكثر الشركات التي كانت في مرمى حملات المقاطعة تعكس تأثيرات بنسب متفاوتة، مع إقرار من جانب مسؤول  بإحدى الشركتين (وهي شركة McDonald's)، بشكل من أشكال التأثير.

الرئيس التنفيذي للشركة قال إن عديداً من الأسواق في جميع أنحاء الشرق الأوسط تشهد تأثيرا تجاريا ملموسًا بسبب الحرب وما وصفه بالمعلومات الخاطئة المرتبطة بها (في إشارة للمقاطعة).

وفي الأسبوع الأول من العام الجاري، فقدت McDonald's أكثر من 6 مليارات دولار من قيمتها السوقية في 4 أيام بعد هذا الاعتراف.

McDonald’s

وتعد شركة McDonald’s الأميركية من أكثر الشركات التي طالتها حملات المقاطعة الشعبية في بلدان بمنطقة الشرق الأوسط، لا سيما بعد إعلان صاحب الامتياز الإسرائيلي عن وجبات مجانية ودعمه لإسرائيل في الحرب ضد غزة،  وبما اضطر عديداً من امتيازات الشركة في دول المنطقة خلال الأسابيع الأولى بعد الحرب في غزة إلى تأكيد استقلاليتهم، مع التعبير عن مواقف داعمة للفلسطينيين.

كما أصدرت الشركة الأم بياناً عبّرت فيه عن كونها تنأى بنفسها عن المواقف السياسية وأنها "ضد العنف بكل أشكاله".

اقرأ أيضاً: 5 أسئلة عن المقاطعة.. كيف تفكر الشركات؟

 إلا أن تلك المواقف لم تشفع للشركة الأم، وكذلك لبعض امتيازاتها ممن عانوا من تراجع الطلب، على غرار امتيازها في مصر الذي تشير التقديرات التي نقلتها "رويترز" قبل نهاية العام الماضي إلى انخفاض مبيعاته بنسبة تصل إلى 70% بين شهري أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني.

وفي نتائج أعمال الفصل الأول بعد الحرب (الربع الرابع من العام 2023) أعلنت McDonald’s  عن نتائج متباينة الاثنين 5 فبراير/ شباط، عكست تأثير الاضطرابات في الشرق الأوسط على مبيعاتها في تلك الأسواق.

سجلت الشركة ربحية السهم المعدلة بأعلى من التوقعات عند 2.95 دولار مقابل توقعات عند 2.82 دولار للسهم، وجاءت الإيرادات دون التوقعات عند 6.41 مليار دولار مقابل توقعات عند 6.45 مليار دولار.

شركة الوجبات السريعة العملاقة أبلغت عن صافي دخل للربع الرابع 2024 بلغ 2.04 مليار دولار، أو 2.80 دولار للسهم الواحد، ارتفاعًا من 1.9 مليار دولار، أو 2.59 دولار للسهم الواحد، في العام السابق.

وارتفعت مبيعات المتاجر العالمية للسلسلة بنسبة 3.4% في هذا الربع، وهي أقل من تقديرات StreetAccount البالغة 4.7%، وذلك في ظل معاناة مبيعاتها في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضاً: "نفي وتوضيح ومقاضاة".. كيف تعاملت علامات تجارية كبرى مع حملات المقاطعة؟

قطاع الأسواق الناشئة شهد زيادة في مبيعات المتاجر نفسها بنسبة 0.7% فقط، إذ قالت McDonald’s إن مبيعات القسم تراجعت نتيجة للتوترات في الشرق الأوسط والمقاطعة، وسجلت جميع الأسواق الأخرى في هذا القطاع، مثل الصين واليابان، نموًا إيجابيًا في المبيعات خلال هذا الربع.

Starbucks

ومن بين أكثر الشركات التي استهدفتها حملات المقاطعة الشعبية أيضاً كانت شركة المقاهي الأميركية الشهيرة  Starbucks والتي عانت مع دعوات متجددة، عززتها أخيراً الحرب في غزة بشكل واسع، ضمن مجموعة أخرى من العلامات التجارية التي يتم تداولها ضمن تلك الحملات.

اقرأ أيضاً: شركة McDonald’s تخسر نحو 9 مليارات دولار من قيمتها خلال ساعات

وبينما سجلت أسهم الشركة هبوطاً وخسائر قياسية منذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فقد ربط البعض بين تلك الخسائر وتأثير حملات المقاطعة، إلا أن بنك JPMorgan Chase & Co تلك التراجعات إلى مخاوف مرتبطة بـ "البيانات البطيئة في الصين".

النتائج الفصلية للشركة عكست تأثرها بشكل أو بآخر بالحملات، إذ نمت مبيعات  Starbucks بأبطأ وتيرة لها خلال عام، وانخفضت الأرباح عن تقديرات وول ستريت، حيث أثر تباطؤ الإنفاق سلباً.

بلغت أرباح الشركة، باستثناء بعض البنود، 90 سنتاً للسهم، بينما توقع المحللون 93 سنتاً. وكان صافي الإيرادات البالغ 9.4 مليار دولار أقل من متوسط التوقعات البالغ 9.6 مليار دولار.

وارتفعت مبيعات متاجر Starbucks، تلك المنافذ التي تديرها الشركة والمفتوحة منذ أكثر من عام، بنسبة 5% في الربع المالي الأول للشركة، الذي انتهى في 31 ديسمبر/ كانون الأول.

لكن هذه المبيعات كانت دون توقعات المحللين البالغة 6.4%، لتسجل أبطأ معدل نمو منذ عام، بعد أن أضر الضعف في الصين بالنتائج.

إلى ذلك، ارتفع متوسط أحجام الطلبات بنسبة 2%، وهو أبطأ من الربع السابق، ومقارنة بالعام الماضي. وفي أميركا الشمالية، ارتفعت أيضاً مبيعات المتاجر نفسها بنسبة 5%، مدفوعة إلى حد كبير بإنفاق العملاء المزيد على مشروباتهم وطعامهم.