أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد 21 يوليو/ تموز، انسحابه من الترشح في انتخابات الرئاسة المقرر عقدها في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ودعمه لنائبة الرئيس كامالا هاريس للترشح عن الحزب الديمقراطي بدلاً منه.

وقال بايدن في بيان إنه سيركز على الوفاء بمهامه الرئاسية حتى انقضاء ولايته الحالية التي بدأت في يناير/ كانون الثاني 2021، وإنه سيتحدث إلى الأمة في وقت لاحق هذا الأسبوع بشأن قراره.

وعلقت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس على دعم الرئيس جو بايدن لها من أجل الترشح عن الحزب الديمقراطي قائلاً: "يشرفني أن أنال تأييد الرئيس وسأسعى للفوز بالترشح للرئاسة".

وبحسب وكالة رويترز، أضافت هاريس: "سأبذل كل ما في وسعي لتوحيد الحزب الديمقراطي وتوحيد أمتنا لهزيمة دونالد ترامب".

وعلق المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب على قرار انسحاب بايدن، قائلاً لشبكة CNN، إنه يعتقد أن هزيمة كامالا هاريس في الانتخابات ستكون أسهل من هزيمة جو بايدن.

اقرأ أيضاً: انسحاب بايدن من الترشح للسباق الرئاسي

وتشير استطلاعات الرأي التي أعلنت في أوائل الشهر الجاري أن أداء هاريس يمكن أن يكون أفضل من بايدن في مواجهة ترامب، لكنها ستواجه منافسة شديدة.

من هي كامالا هاريس؟

ولدت كامالا هاريس في أوكلاند بولاية كاليفورنيا في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 1964.

حصلت كامالا هاريس على درجة البكالوريوس من جامعة هوارد عام 1986 حيث درست العلوم السياسية والاقتصاد. ثم التحقت بكلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا هاستينغز، حيث تخرجت بدرجة في القانون عام 1989، بحسب موقع Britannica.

وباعتبارها ابنة المهاجرين، نشأت هاريس محاطة بمجتمع متنوع وعائلة ممتدة محبة. استوحت هي وشقيقتها مايا إلهامهما من والدتهما شيامالا جوبالان، عالمة سرطان الثدي، والتي جاءت إلى الولايات المتحدة من الهند في سن 19 عاماً ثم حصلت على الدكتوراه في نفس العام الذي حصلت فيه كامالا على درجة الدكتوراه، بحسب موقع البيت الأبيض.

انضمت كامالا هاريس في عام 1990 إلى مكتب المدعي العام لمقاطعة ألاميدا حيث تخصصت في مقاضاة قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال.

في عام 2004، تم انتخاب هاريس كمدعٍ عام لمنطقة سان فرانسيسكو حيث كانت رائدة وطنية في حركة حقوق LGBTQ+. وأنشأت أيضاً وحدة العدالة البيئية التابعة للمكتب وأنشأت برنامجاً رائداً لتزويد مرتكبي جرائم المخدرات لأول مرة بفرصة الحصول على شهادة الثانوية العامة والعثور على عمل، وهو ما صنفته وزارة العدل الأميركية كنموذج وطني للابتكار في القانون.

في عام 2010، تم انتخاب هاريس كمدعٍ عام لولاية كاليفورنيا. فازت هاريس بتسوية بقيمة 20 مليار دولار لسكان كاليفورنيا الذين تم حجز منازلهم، وتسوية بقيمة 1.1 مليار دولار للطلاب والمحاربين القدامى الذين استغلتهم شركة تعليمية هادفة للربح. كما دافعت أيضاً عن قانون الرعاية الميسرة في المحكمة ونفذت القوانين البيئية.

تزوجت هي ودوغ إيمهوف في عام 2014. إيمهوف، محامي، لديه طفلان من زواج سابق. وهو الزوج اليهودي الأول لرئيس أميركي أو نائب رئيس، ولعب دوراً رائداً لإدارة بايدن في التحدث علناً ضد معاداة السامية.

وفي عام 2017، أدت هاريس اليمين الدستورية في مجلس الشيوخ الأميركي حيث دافعت عن تشريعات مكافحة الجوع، وتخفيف الإيجارات، وتحسين الرعاية الصحية للأمهات، وتوسيع الوصول إلى رأس المال للشركات الصغيرة، وتنشيط البنية التحتية الأميركية، ومكافحة أزمة المناخ. استجوبت اثنين من المرشحين للمحكمة العليا أثناء عملها في اللجنة القضائية.

كما عملت هاريس أيضاً على الحفاظ على الشعب الأميركي من التهديدات الخارجية، وصياغة تشريعات مشتركة بين الحزبين للمساعدة في تأمين الانتخابات الأميركية أثناء خدمتها في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ.

في 20 يناير/ كانون الثاني 2021، أدت كامالا هاريس اليمين الدستورية لمنصب نائب الرئيس، وهي أول امرأة، وأول أميركية سوداء، وأول أميركية من جنوب آسيا يتم انتخابها لهذا المنصب.

بصفتها نائبة للرئيس، عملت على جمع الناس معاً لتعزيز الفرص وتوفير الخدمات للعائلات وحماية الحريات الأساسية في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى العمل من أجل حرية المرأة في اتخاذ القرارات المتعلقة بجسدها، وحرية العيش في مأمن من العنف المسلح، وحرية التصويت، وحرية شرب الماء النظيف واستنشاق الهواء النظيف، بحسب موقع البيت الأبيض.

فرص فوز هاريس على ترامب في حال اختيارها كمرشحة

كشف عدد من استطلاعات الرأي في أوائل الشهر الجاري أن كامالا هاريس لديها فرص أفضل من بايدن في المنافسة مع دونالد ترامب، وأشار استطلاع أجرته شبكة CNN ونشرت نتائجه في الثاني من يوليو/ تموز إلى أن الناخبين يؤيدون هاريس بنسبة 45% مقابل 47% لترامب، وهو فارق يدخل ضمن هامش الخطأ في الاستطلاع.

وأوضح الاستطلاع أيضاً أن التأييد لهاريس من المستقلين بلغ 43% مقابل 40% لترامب، كما أن الناخبين المعتدلين من كلا الحزبين أيدوها بنسبة 51% مقابل 39% لترامب.

اقرأ أيضاً: هل كاملا هاريس قادرة على هزيمة دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية؟

وبعد المناظرة التلفزيونية التي جرت بين ترامب وبايدن أواخر يونيو/ حزيران، أظهر استطلاع أجرته رويترز/ إبسوس، أن هاريس وترامب متعادلان تقريباً إذ أيدها 42% وأيده 43%.

وأظهر استطلاع داخلي نشرته حملة بايدن بعد المناظرة أن هاريس لديها نفس فرص فوز بايدن على ترامب، إذ قال 45% من الناخبين إنهم سيصوتون لها مقابل 48% للمرشح الجمهوري.

من أبرز مناصري هاريس من طوائف الأميركيين؟

أصبحت هاريس الصوت الأبرز في إدارة بايدن حول حقوق الإنجاب منذ إلغاء المحكمة العليا الحق الدستوري للنساء في الإجهاض في 2022، وهو ملف يراهن عليه الديمقراطيون لمساعدتهم في الفوز خلال انتخابات 2024.

كما يرى بعض الديمقراطيين أن هاريس بمقدورها أن تبث الحماس لدى المجموعات ذات الميول الديمقراطية التي تراجع حماسها لبايدن، بما يشمل الناخبين السود، والشبان، ومن لا يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وقال عضو الكونغرس الديمقراطي السابق من ولاية أوهايو، تيم ريان، في مقال رأي نشر مؤخراً: "ستبث الحماس لدى الأعضاء من السود وأصحاب البشرة السمراء ومن تعود أصولهم لمنطقة آسيا والهادي في تحالفنا... ستجتذب على الفور المحبطين من الشبان في بلادنا ليعودوا للمشهد".

ويعتقد ريان أن النساء المقيمات في الضواحي قد يكن أكثر ارتياحاً لهاريس مقارنة بترامب أو بايدن.

ورغم تطابق استراتيجية هاريس العلنية تجاه إسرائيل بصفتها نائبة للرئيس، مع بايدن، لكنها كانت أول شخصية سياسية بارزة في الحكومة الأميركية تدعو لوقف إطلاق النار في مارس/ آذار.

من أيدها حتى الآن من الديمقراطيين؟

بدأت نائبة الرئيس في حصد بعض التأييدات من عدد من الديمقراطيين، بعد فترة قصيرة من إعلان انسحاب بايدن ودعمه لها. 

وأعلن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وزوجته هيلاري، في بيان، تأييدهما لترشيح كامالا هاريس للرئاسة الأميركية عن الحزب الديمقراطي.

كما أعلنت عضوة الكونغرس الديمقراطية براميلا دجيابال تأييد لكامالا هاريس لمنصب الرئيس.

كما كشف عن تأييدها كل من لجنتي العمل السياسي PRIORITIES USA وUNITE THE COUNTRY، وكتلة النواب السود في الكونغرس، والعديد من المانحين الرئيسيين، والمشرعين بمن في ذلك السناتور باتي موراي.

وقال رائد الأعمال ريد هوفمان على منصة إكس، إنه يؤيد كامالا هاريس.

وذكر حاكم كولورادو، جاريد بوليس، في مقابلة مع شبكة CNN،  أنه يؤيد كامالا هاريس.

ودعا السناتور الأميركي بيتر ويلش، وهو أول ديمقراطي يدعو بايدن للتخلي عن ترشحه لفترة جديدة، إلى عملية مفتوحة لترشيح هاريس.