تعلم العالم التعايش مع كوفيد-19 في عام 2022، ورُفع عدد متزايد من القيود التي كانت مفروضة للسيطرة على الوباء، يعني ذلك عودة الموظفين للعمل في مكاتبهم لأول مرة منذ عامين.

أدى التحول عن القرارات الحكومية المتعلقة بالبقاء في المنزل إلى قيام الشركات بالتساؤل عما إذا كان بإمكان العاملين في المكاتب القيام بعملهم من المنزل على أساس دائم. 

رأى العديد من رؤساء الشركات ضرورة العودة للمكاتب، وسرعان ما اندلعت معركة في العديد من الشركات بين الرؤساء والعاملين الذين إما تجاهلوا سياسات العودة إلى العمل أو تمردوا ضدهم.

في هذا التقرير نلقي نظرة على الطريقة التي حاولت بها الشركات الكبرى إعادة موظفيها، حيث نجح البعض في مهمته فيما فشل البعض الآخر.

 

Tesla و Twitter

تسبب ماسك في إثارة ضجة في يونيو/حزيران عندما ركز بشكل كبير على ما إذا كان العمل عن بعد يجب أن يستمر مع تخلي الاقتصادات عن قيود كوفيد-19 الصارمة.

قال في مذكرة داخلية لموظفي Tesla: "يتعين على كل شخص في Tesla قضاء ما لا يقل عن 40 ساعة في المكتب أسبوعيًا.. إذا لم تحضر، سنفترض أنك استقلت."

قيل لاحقًا إن الرئيس التنفيذي لشركة Tesla كان يحصل على تقارير أسبوعية مفصلة عن الموظفين الذين لم يحضروا للعمل في المكتب.

ومع ذلك، لم تكن العودة إلى العمل من المكتب سهلة تمامًا في Tesla، حيث وجد العديد من الموظفين أنه لم تكن هناك مكاتب أو أماكن انتظار كافية لهم.

كما فرض ماسك قراراً صارمًا بالعودة إلى المكتب في Twitter بعد توليه الشركة في أكتوبر/تشرين الأول، حيث أرسل إلى الموظفين في شركة التواصل الاجتماعي رسالة بريد إلكتروني في نوفمبر/تشرين الثاني أوضح أنه يتوقع وجودهم في المكتب لمدة 40 ساعة على الأقل في الأسبوع، وقال لموظفي Twitter إن العمل عن بعد سيتم حظره ما لم يوافق عليه بنفسه.

قبل استحواذ ماسك على الشركة بمبلغ 44 مليار دولار، كانت سياسة Twitter هي السماح لموظفيها بالعمل من أي مكان "إلى الأبد".

 

Apple

لم تكن محاولات تيم كوك - الرئيس التنفيذي لشركة Apple لإعادة موظفي شركة التكنولوجيا العملاقة إلى المكتب - أمرًا سهلاً أيضًا.

خلال الصيف، حددت الشركة موعدًا نهائيًا في سبتمبر/أيلول لموظفيها ليعملوا من المكتب 3 أيام على الأقل في الأسبوع.

على عكس Tesla وTwitter اللتان ترغبان في أن يعمل موظفوهما في المكتب بدوام كامل، تهدف Apple إلى نموذج هجين يرى موظفي المكاتب في المقر عدة مرات كل أسبوع.

في أغسطس/ آب، أرسل كوك إلى الموظفين مذكرة روج فيها لفوائد العمل المكتبي، لكنه تراجع عن المقترحات السابقة الأكثر صرامة لحضور الموظفين في أيام ثابتة أسبوعياً.

ردت مجموعة من موظفي شركة Apple بإطلاق التماس قالوا فيه إن الشركة "يجب أن تشجع - لا تحظر - العمل المرن لبناء شركة أكثر تنوعًا ونجاحًا".

كما دفعت هذه السياسة أحد كبار المديرين التنفيذيين إلى الاستقالة من الشركة، قائلاً إنه يعتقد "بقوة" أن المزيد من المرونة كان من شأنها أن تكون السياسة الأفضل لفريقه.

 

Goldman Sachs

لا يخفى على أحد أن ديفيد سولومون - الرئيس التنفيذي لبنك Goldman Sachs - لم يعتبر العمل عن بُعد ممارسة دائمة في البنك.

في العام الماضي، أشار إلى العمل من المنزل على أنه "ليس الوضع الطبيعي الجديد"، ومع ذلك، فإن إصراره المتكرر على عودة الموظفين إلى المكتب بدوام كامل لم يكن له صدى لدى الموظفين حتى الآن عندما أعاد عملاق الخدمات المصرفية الاستثمارية فتح مكاتبه في الولايات المتحدة في فبراير/شباط، ولم يحضر سوى نصف موظفيه.

بحلول أكتوبر/تشرين الأول، قال سولومون لـ CNBC أن 65% من موظفي Goldman Sachs كانوا في المكتب في أي يوم من أيام الأسبوع، وهو ليس بعيدًا عن مستوى الحضور قبل الجائحة البالغ 75%.

على الرغم من أن سولومون يبدو راضيًا عن تنفيذ قرار العودة إلى المكتب، إلا أن موظفيه - وخاصة الشابات - لا يزالون حذرين من دفع الشركة نحو إنهاء العمل عن بعد.

 

JPMorgan

في رسالته السنوية إلى المساهمين في وقت سابق من هذا العام، قال جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لشركة JPMorgan إن 10% فقط من الموظفين لديهم إذن بالعمل عن بعد بدوام كامل.

وقال للمستثمرين إن ما يقرب من نصف موظفي البنك مطالبون بالتواجد في المكتب يومياً، بينما يُسمح للـ 40% المتبقية بتقسيم وقتهم بين المنزل والمقر.

أعرب ديمون - مثل ماسك وسولومون - عن أسفه علنًا على أن العمل عن بعد قد أثر سلباً - في رأيه - على "إنتاج الأفكار" بالإضافة إلى القيادة والتدريب.

 

Google

بعد عامين من العمل عن بُعد، استدعت شركة Alphabet - الشركة الأم لـ Google - موظفيها إلى المكتب في أبريل/نيسان، حيث أخبرت الموظفين أنه يريدهم مرة أخرى في المقر 3 أيام أسبوعياً.

علاوة على استثمار بقيمة 9.5 مليار دولار في مكاتب جديدة، استخدمت الشركة ألعاب arcade والطعام المجاني وحفل أحيته Lizzo في محاولة لجذب عمالها للعودة للمقر.

ومع ذلك، تسببت أعمال إصلاحات في الطرق في الأسبوع الأول من العودة في حدوث فوضى مرورية عرقلت موظفي Google، بينما عاد البعض إلى المكتب ليجدوا أنه ليس لديهم مكتب.