- قد يبدو الانتقال إلى وظيفة أخرى خيارًا مغريًا، لكنه قد لا يكون الحل المثالي

- إذا كنت تفكر في الاستقالة: هل لديك وظيفة أخرى جاهزة؟ وهل الحزمة المعروضة مماثلة أو أفضل؟

- قد يكون الخيار الأفضل هو أخذ إجازة طويلة بدلاً من الاستقالة مباشرة

◾ محمد الدروي (خبير علاقات العمل و الموارد البشرية)

 

 

في عالمنا السريع اليوم، و مع ضغوط العمل و الضغوط المالية غالباً ما يقترح الأطباء النفسيون الاستقالة من الوظيفة المرهقة كحل سريع للتغلب على الإرهاق. النفسي  ولكن هل هذا دائماً هو الحل الصحيح؟ قبل اتخاذ قرار يغير حياتك، إليك بعض الأمور التي يجب التفكير فيها:

1- هل شاركت القصة الكاملة؟

عندما تتحدث مع الطبيب النفسي، هل تعطيه صورة كاملة عن وضعك أو مجرد وجهة نظرك؟ من الضروري أن تفكر في ما إذا كنت قد شاركت كل التفاصيل أو فقط اللحظات الأكثر إجهاداً.

يمكن أن تتغير القرارات بناءً على المعلومات التي تقدمها، لذا يجب أن تكون صريحاً بشأن الظروف والضغوط التي تعيشها في العمل، سواء كانت داخلية أو خارجية.

2- ماذا عن العروض الوظيفية الأخرى؟

إذا كنت تفكر في الاستقالة، هل لديك وظيفة أخرى جاهزة؟ وهل الحزمة المعروضة مماثلة أو أفضل؟ قد يبدو الانتقال إلى وظيفة أخرى خيارًا مغريًا، لكنه قد لا يكون الحل المثالي إذا كان الضغط في الوظيفة الجديدة مماثلاً أو أكبر. الانتقال من مكان عمل إلى آخر قد يحمل معه تحديات جديدة لم تكن تتوقعها. ولذلك، من المهم أن تزن العروض المتاحة بعناية وتتأكد من أنك لا تهرب من مشكلة لتواجه أخرى أكبر.



3- مستوي  الضغط في العمل الجديد ؟

قد يبدو العمل الجديد مثيراً، ولكن هل تحققت من ما إذا كان يأتي بنفس مستوى الضغط؟ أحياناً، لا يكون العشب أكثر اخضراراً في الجهة الأخرى. بعض الوظائف قد تبدو مثالية على الورق، لكن في الواقع، قد تكون مليئة بالتحديات المماثلة. لذلك، من الأفضل أن تقوم بتقييم دقيق لكافة الجوانب المتعلقة بالوظيفة الجديدة قبل أن تتخذ قرارك النهائي.

من السهل أن ننظر إلى الاستقالة على أنها الحل الأسهل لمشكلة الإرهاق المهني. وفي مجال الأعمال، قد ينصحك الأطباء النفسيون بالاستقالة، كما قد يقترحون الطلاق في الحياة الشخصية. لكن في كلتا الحالتين، من الضروري التروي والتفكير العميق قبل اتخاذ أي قرار كبير.



قد يكون الخيار الأفضل هو أخذ إجازة طويلة بدلاً من الاستقالة مباشرة. هذا الوقت يمكن أن يوفر لك فرصة لإعادة التفكير، وإعادة تقييم وضعك المهني والشخصي بهدوء. عندما تستريح وتبعد نفسك عن الضغوط اليومية، قد تجد أن الحل ليس في الاستقالة، بل في إعادة تنظيم حياتك أو طلب الدعم المهني المناسب.

أخيراً، التراجع عن اتخاذ قرار فوري قد يمنحك الوضوح الذي تحتاجه لاتخاذ أفضل قرار لمستقبلك. الحياة مليئة بالتحديات، لكن التفكير الهادئ والمستدام هو المفتاح للتعامل مع أي موقف بشكل صحيح. 

اقرأ أيضاً: العمل في أكثر من وظيفة في وقت واحد.. هل يعيق التقدم المهني؟