⬅️ أستاذ الشؤون الدولية في كلية الإدارة الحكومية الأميركية: لا يزال الانسحاب يبدو محتملاً إن لم يكن حتمياً

- ذعر في الحزب الديمقراطي والسبب"ليس فقط طموح بايدن وعائلته وأقرب مستشاريه للبقاء في السلطة، ولكن أيضاً لعدم توافر استراتيجية بديلة واقعة"!

- أرقام الرئيس الأميركي في استطلاعات الرأي تتراجع، خاصة في "الولايات المتأرجحة"، ومن المرجح أن يخسر أمام دونالد ترامب

⬅️ باحث أول بمؤسسة "أميركا الجديدة": انسحاب بايدن من السباق قد يعزز موقف الديمقراطيين

- المشكلة الرئيسية التي سيواجهها المرشح الجديد هي أنه لا يتمتع بشهرة كبيرة.. وهذا من شأنه أن يمنح الجمهوريين الفرصة! 

CNBC عربية- محمد خالد

مع اقتراب انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني، يعيش الأميركيون حالة من الترقب والقلق الشديدين، بينما تتزايد حدة المنافسة في الأسابيع الأخيرة بشكل لافت، خاصة بعد المناظرة الرئاسية التي جرت الشهر الماضي بين الرئيس الحالي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب، خاصة بعدما جاء أداء بايدن في هذه المناظرة باهتاً، مما أثار جدلاً واسعاً وزاد من حدة الانقسام داخل الحزب الديمقراطي.

تشهد الأوساط الديمقراطية حالة من الانقسام والتوتر، في وقت تزايدت فيه المخاوف من تراجع شعبية بايدن بشكل ملحوظ. ويعبر عدد من الأعضاء وأعضاء الكونغرس عن قلقهم، حيث يرون أن أداء بايدن الضعيف وزلاته المتكررة والشكوك حول حالته الصحية ومدى قدرته على الاستمرار لفترة رئاسية جديدة، عوامل قد تؤثر سلباً على فرص الحزب في الانتخابات المقبلة.
حرك ذلك مطالبات داخل الحزب الديمقراطي بانسحاب بايدن من السباق الرئاسي، مع تقديم مرشح بديل يمكنه المنافسة بفعالية أكبر.

وعلى الرغم من الضغوط المتزايدة عليه، يصر بايدن على البقاء في المنافسة، ويؤكد بثقة على قدرته في الفوز بالانتخابات، مشدداً على أن حملته تعتمد على إنجازاته خلال فترة رئاسته الأولى وعلى خططه المستقبلية لتحسين أوضاع البلاد. لكن السؤال يظل قائماً: كيف سيكون السيناريو في حال انسحاب بايدن؟ وما هي فرص الحزب الديمقراطي في مواجهة التحديات الراهنة؟

إذا قرر بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي، سيواجه الحزب الديمقراطي تحدياً كبيراً في اختيار مرشح بديل يمكنه منافسة ترامب بفعالية. هذا التحدي يتضاعف مع ضيق الوقت المتبقي حتى موعد الانتخابات، مما يقلل من فرص المرشح البديل في بناء قاعدة شعبية قوية والترويج لبرنامجه الانتخابي.

ومن بين الأسئلة التي تطرح نفسها أيضاً، هل سيعتبر انسحاب بايدن وتقديم الحزب الديمقراطي مرشحاً بديلاً فرصة ذهبية لدونالد ترامب لتحقيق "فوز مبكر"، بالنظر إلى التحديات الكبيرة التي سيواجهها المرشح البديل، وبالتالي قد يجد ترامب نفسه في موقف قوة يمكنه من ضمان هذا الانتصار؟

تعكس الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي حالة من الاضطرابات المقلقة، مما قد يضعف من موقف الحزب أمام الجمهوريين. هذه الانقسامات تقدم فرصة على طبق من ذهب لترامب، الذي يمكنه استغلال هذه الحالة لصالحه. فالأزمات الداخلية والتشتت في صفوف الديمقراطيين تجعل من السهل على ترامب تسليط الضوء على ضعف منافسه واستخدام ذلك كورقة رابحة في حملته الانتخابية.



حالة ذعر

"وبعد مناظرة بايدن الكارثية مع دونالد ترامب في 27 يونيو/ حزيران، التي كشفت عن تدهور القدرات الإدراكية للرئيس البالغ من العمر 81 عاماً، دخل الحزب الديمقراطي في حالة ذعر"، طبقاً لوصف أستاذ الشؤون الدولية في كلية الإدارة الحكومية، كلية هاملتون بالولايات المتحدة الأميركية، آلان كفروني، في تصريحات خاصة لـ CNBC عربية، شدد خلالها على أنه "يمكن القول إن سبب الذعر ليس فقط طموح بايدن وعائلته وأقرب مستشاريه للبقاء في السلطة، ولكن أيضاً  عدم توافر استراتيجية بديلة واقعية".

وأضاف الأكاديمي الأميركي المتخصص في العلاقات الدولية والشؤون السياسية: "من الواضح أن بايدن غير قادر على إتمام فترة ولاية ثانية والتي ستستمر حتى يناير/ كانون الثاني 2029، ومع ذلك، تواصل عائلته وطاقمه السعي لإصلاح الأضرار التي سببتها المناظرة، معزيين أدائه الضعيف إلى تعب السفر والإرهاق، وليس إلى مراحل مبكرة من الخرف".

وأشار الاستاذ بكلية هاملتون بالولايات المتحدة الأميركية، لدى حديثه مع CNBC عربية، إلى زلة لسان بايدن في قمة الناتو، حينما قدم الرئيس الأوكراني زيلينسكي بـ "الرئيس ترامب" وأشار إلى نائبته كـ "دونالد ترامب" بدلاً من كامالا هاريس.

لكن كان الأداء بشكل عام (في أحدث ظهور لبايدن" ربما جيداً بما يكفي لتبرير بقائه في السباق ولكن ليس لإقناع الأغلبية من الناخبين بأنه يجب ألا يكون له فترة ولاية ثانية، وفق كفروني.

واستطرد: السكاكين موجهة في الحزب الديمقراطي! القادة الكبار في الحزب والكثير من وسائل الإعلام التي كانت تدعم بايدن سابقاً ينادون علناً أو بشكل أكثر دهاءً وبالتأكيد خلف الأبواب المغلقة إلى انسحابه، ولكن المستقبل غير مؤكد وخطير للحزب. 
ذلك أن فائزاً في الانتخابات الأولية التي "لم يتحداه فيها أي مرشح جاد آخر، لا يمكن إجباره على الخروج". وفقاً لقواعد الانتخابات للحزب الديمقراطي، وبالتالي يمكن أن يكون خروجه طوعياً فقط، وفق كفروني.

آلية الانسحاب

يشار في هذا السياق، إلى أن بايدن يتمتع بحق الانسحاب من سباق الانتخابات التي ستجرى في نوفمبر/ تشرين الثاني، وفك تعهد المندوبين بالالتزام بالتصويت له خلال المؤتمر، والذين يبلغ عددهم 3894 من أصل 3937 مندوباً للحزب عن الولايات، وفقاً لإحصاء وكالة أسوشيتد برس.

وإذا فعل ذلك، فسيكون لهؤلاء المندوبين الحرية في التصويت لمن يختارونه. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى مؤتمر مفتوح، وسيكون ذلك خطوة نادرة في السياسة الأميركية الحديثة.

ولكن مع رفض بايدن الدعوات التي تطالبه بالتنحي والتي تصاعدت في الأيام الأخيرة، قد لا يتمكن من لا يرغبون في استكمال ترشحه من أعضاء الحزب من إثنائه عن الترشح إذا حصل خلال المؤتمر السنوي له على نسبة الأغلبية المطلوبة في تصويت المندوبين عن الولايات والتي كان يضمنها إلى حد كبير مع تعهد أكثر من 90% من المندوبين بالتصويت له.


لمزيد من التفاصيل، اقرأ أيضاً: "انسحاب بايدن".. الحزب الديمقراطي أمام "عملية معقدة" قد تفتح الباب أمام اضطرابات سياسية


ماذا تقول أحدث استطلاعات الرأي؟

فيما أشار أستاذ الشؤون الدولية في كلية الإدارة الحكومية، كلية هاملتون بالولايات المتحدة الأميركية، إلى أن أرقام الرئيس الأميركي في استطلاعات الرأي تتراجع، خاصة في "الولايات المتأرجحة"، ومن المرجح أن يخسر أمام دونالد ترامب.

ومن بين أحدث تلك الاستطلاعات، الاستطلاع الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، والذي أشار إلى تراجع نسبة مؤيدي بايدن من الحزب الديمقراطي ممن قالوا إنهم سيصوتون له في الانتخابات المقبلة، والتي تراجعت من 93% إلى 86%.

لكن مع انقسام معظم الناخبين الأميركيين بشدة إلى معسكرات إيديولوجية مختلفة، تظهر استطلاعات الرأي تقاربا في السباق الرئاسي.

ويشعر الديمقراطيون بالقلق من أن انخفاض معدلات التأييد الشعبي لبايدن، إلى جانب تنامي المخاوف من تقدمه في السن لدرجة تقوض قدرته على تحمل مهام المنصب، قد يتسببان في خسارة الحزب مقاعد في مجلسي النواب والشيوخ، مما يفقدهم القبضة على السلطة في واشنطن في حالة فوز ترامب بالرئاسة>

فيما أظهر استطلاع للرأي أجرته إن.بي.آر/بي.بي.إس الجمعة تقدم بايدن على ترامب بنسبة 50 بالمئة مقابل 48 %، وهي زيادة طفيفة مقارنة بموقفه قبل المناظرة التي أجراها قبل أسبوعين أمام ترامب وأظهرت أداء متذبذبا من بايدن.

وأظهر استطلاع لرويترز/إبسوس الأسبوع الماضي أن بايدن وترامب تعادلا بتأييد 40 % لكل منهما. لكن بعض المحللين حذروا من أن بايدن يخسر شعبيته في عدد من الولايات المتأرجحة التي تحدد نتيجة الانتخابات.

فرص "البدائل"

وحول بدائل بايدن والأسماء المطروحة على الساحة لخلافته في الترشح حال انسحابه، قال الاستاذ بكلية هاملتون بالولايات المتحدة الأميركية:  نائب الرئيس كامالا هاريس لا تحظى بالشعبية على الأقل مثل بايدن. دفعها سيخلق انقسامات واضطرابات داخل الحزب. لا يزال الانسحاب يبدو محتملاً إن لم يكن حتمياً.

ويشار في هذا السياق، إلى مجموعة من المرشحين المحتملين الذين يُمكن الدفع بأي منهم من خلال الحزب الديمقراطي كبدائل في المنافسة للرئيس بايدن، ممن تطرح  أسماءهم وسائل الإعلام الأميركية.

القائمة تضم كلاً من نائبة الرئيس بايدن كامالا هاريس، وحاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، وحاكم ولاية إلينوي جي بي بريتزكر، وحاكمة ميشيغان غريتشن ويتمر، والسيناتور شيرود براون، والنائب عن ولاية مينيسوتا الأميركية دين فيليبس، كما يطرح اسم ميشيل أوباما على نطاق واسع.


لمزيد من التفاصيل: "بدائل بايدن"..  ستة أسماء تتصدر الواجهة حال تنحي الرئيس الأميركي


الانسحاب في صالح الديمقراطيين

على الجانب الآخر، رأى الباحث في مؤسسة "أميركا الجديدة" باراك بارفي، ان "انسحاب بايدن من السباق قد يعزز موقف الديمقراطيين".

وقال بارفي لـ CNBC عربية، إن "استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة تشير إلى أنه (بايدن) يتخلف عن المرشحين في صناديق الاقتراع مثل السيناتور في أريزونا وأوهايو وبنسلفانيا ومونتانا. ومن المرجح أن يؤدي المرشح الجديد أداءً أفضل من بايدن ضد ترامب لأن الانتخابات هي استفتاء على ترامب والذي هو غير محبوب للغاية".

لكن الباحث السياسي من ناحية أخرى أشار إلى معضلة أساسية تواجه "بديل بايدن" حال انسحاب الرئيس الأميركي من السباق في أي وقت، وذلك بقوله: "المشكلة الرئيسية التي سيواجهها المرشح الجديد هي أنه لا يتمتع بشهرة كبيرة.. وهذا من شأنه أن يمنح الجمهوريين فرصة لتحديد المرشح".

وهو يعني بذلك أن الجمهوريين سيكون لديهم فرصة لتشكيل وتحديد صورة المرشح الديمقراطي الجديد في أذهان الناخبين قبل أن يتمكن هذا المرشح من بناء صورته الخاصة. بمعنى آخر، إذا لم يكن لدى المرشح الجديد شهرة واسعة بين الناخبين، يمكن للجمهوريين استغلال هذا الفراغ لتعزيز رؤيتهم الخاصة عن هذا المرشح، مما قد يؤثر سلبًا على فرصه في الفوز.

حملة بايدن

يأتي ذلك فيما بدأت حملة إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن، الجمعة 12 يوليو/ تموز، في مواجهة احتمال حقيقي للغاية بأن يطالبه المزيد من الديمقراطيين بالانسحاب من السباق ضد الرئيس السابق دونالد ترامب والسماح لمرشح جديد بتصدر القائمة.

وبعد وقت قصير من عقد بايدن مؤتمراً صحافياً نادرا يوم الخميس كان يهدف إلى تهدئة المخاوف بشأن صحته الإدراكية، قال ثلاثة ديمقراطيين آخرين في مجلس النواب إنه يجب أن ينسحب من المنافسة، مما يجعل ما لا يقل عن 18 عضواً ديمقراطيا في الكونغرس حتى الآن قد دعوا بايدن إلى الانسحاب، وفق تقرير لشبكة CNBC.

لكن بايدن كرر في المؤتمر أنه سيواصل الترشح لولاية ثانية، قائلاً إنه لا يوجد شيء سيجعله يعيد النظر في هذا القرار باستثناء استطلاعات الرأي التي أظهرت أنه ليس لديه أي فرصة للفوز.

وتمكن بايدن من اجتياز المؤتمر الصحافي الذي استمر لمدة ساعة وأجاب على أسئلة المراسلين، مما دفع حملته إلى إعلان النصر على منتقديه.

إصرار الرئيس الأميركي

وقال بايدن: "أعتقد بأنني الشخص الأكثر تأهيلا للترشح للرئاسة. لقد هزمت ترامب مرة، وسأهزمه مرة أخرى". واعترف الرئيس الأميركي لفترة وجيزة بانخفاض معدلات تأييده، لكنه أشار فقط إلى أن هناك "ما لا يقل عن خمسة رؤساء مرشحين أو رؤساء حاليين حصلوا على أرقام تأييد أقل من تلك التي حصلت عليها الآن في وقت لاحق من الحمل".

وأضاف: "إن الطريق أمام هذه الحملة لا يزال طويلا. لذا، سأستمر في التحرك، وسأستمر في التحرك، لأنني أرى أن أمامي المزيد من العمل الذي يتعين عليّ إنجازه. ولدينا المزيد من العمل الذي يتعين علينا إنهاؤه".