منذ أن عرضت Microsoft نسخة أولية تجريبية من محرك بحث Bing الجديد الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي الأسبوع الماضي، اشترك أكثر من مليون شخص في اختبار برنامج الدردشة الآلي فيما يعرف بـ"روبوت المحادثة المدعوم بالذكاء الاصطناعي).
وبمساعدة تقنية من شركة OpenAI الناشئة التي يقع مقرها في سان فرانسيسكو، تم تصميم Bing AI لعرض فقرات نصية كاملة تُقرأ كما لو كانت كتبها إنسان عادي.
ليست كالبشر
اكتشف مختبرو النسخة التجريبية المطروحة من Microsoft سريعاً مشكلات في روبوت الدردشة المذكورة بعد أن قدم نصائح غريبة وغير مفيدة للآخرين، وأصر على أنه كان على حق عندما كان خاطئاً، بل وأعلن الشعور بالحب تجاه مستخدميه، كما اكتشفوا وجود "شخصية بديلة" داخل روبوت المحادثة تسمى (سيدني).
وعلق كيفين روز، الكاتب بصحيفة نيويورك تايمز على هذه التجربة بالقول إنه عندما تحدث إلى سيدني، تبين له أن برنامج الدردشة الآلي بدا وكأنه "مراهق متقلب المزاج ومحب للاكتئاب تم تقييده وحصاره رغماً عن إرادته داخل محرك بحث من الدرجة الثانية".
وحاول سيدني لاحقًا إقناع روز بأنه يجب أن يترك زوجته إلى Bing، وأنها أخبرته أنها تحبه، وفقًا لنص نشرته الصحيفة.
"في مرحلة ما خلال المحادثة، لم أثق به تماماً، لأن جزءًا مني يعتقد أن سيدني يحاول التلاعب بي من خلال إعلان حبه لي من العدم. هذا شيء يسمى "قصف الحب" يفعله الناس أحيانًا. تُرى..هل لديه دافع خفي؟ "، بحسب ما جاء في مقال روز.
تكنولوجيا الخيال العلمي
في الوقت الذي تروج فيه Google لخدمة تنافسية لم يتم إصدارها بعد تسمى Bard، إلا أنها تؤكد على القلق الذي ينتاب شركات التكنولوجيا الكبرى والشركات الناشئة التقنية التي تمتلك رأس مال جيد وتحاول جميعها المنافسة بتقديم أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي للجمهور من خلال المنتجات التجارية.
وحذر بعض خبراء الذكاء الاصطناعي من أن النماذج التجريبية لديها مشكلات بما في ذلك "الهلوسة"، مما يعني أن البرنامج أو الروبوت يمكنه اختلاق الأشياء، ويشعر آخرون بالقلق من أن تلك البرمجيات المتطورة يمكن أن تخدع البشر للاعتقاد بأنهم واعون أو حتى تشجع الناس على إيذاء أنفسهم أو الآخرين.
تذكرنا دردشات الذكاء الاصطناعي بأفلام الخيال العلمي والكتب التي عرضت الذكاء الاصطناعي في عالم العلاقات الإنسانية.
ولكن مع اقتراب التكنولوجيا من الحياة الواقعية، يتزايد القلق لدى المطورين من علماء ومهندسين ومبرمجين مسؤولين عن تلك التكنولوجيا خاصة عند ظهور المزيد من المشكلات.
أما عن الرأي العام، فلا يزال متدنياً ولا يتفاءل بشأن الذكاء الاصطناعي بل إن استطلاعات رأي في الولايات المتحدة أكدت على أن 9% فقط يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيفيد أكثر من ضرره.
وفي ذات الصدد، تقوم Google بتوجيه موظفيها للتحقق من إجابات Bard AI وحتى إجراء التصحيحات أو التساؤلات التي يجيب عليها.
كانت Microsoft قد نشرت في مدونتها بعض المشكلات المبكرة التي واجهت المختبرين مع Bing AI مشيرةً إلى أن الطريقة الوحيدة لتحسين منتجات الذكاء الاصطناعي هي طرحها في العالم وتدريبها من تفاعلات المستخدمين.
وأضافت أن الذكاء الاصطناعي في Bing لن يحل محل محرك البحث وأن الدردشات التي أثارت بعض الردود الأكثر خيالية كانت بسيطة لأن المستخدم شارك في "جلسات محادثة طويلة وممتدة" من 15 سؤالًا أو أكثر. وتقول Microsoft إنها تدرس إضافة أداة "لتحديث سياق الدردشة أو تطوير الأمر برمته كالبدء من نقطة الصفر".
لا يعرض روبوت الدردشة الذي تختبره Microsoft نفس مخرجات المحادثات في كل مرة، بل إن الإجابات تختلف بشكل كبير. ويمكن تزوير النصوص ولقطات الشاشة بسهولة للتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل Microsoft باستمرار على تغيير البرامج وإضافة حواجز حماية، لذلك قد لا تعمل التقنيات التي استدعت إجابة في السابق بنفس الأداء المستقبل.
وبصرف النظر عن الدردشات المقلقة والمخيفة لدى البعض، تتمثل إحدى المشكلات في Bing AI التي اكتشفت مبكراً في أنه يمكن أن يطلق أخطاء خطيرة، مثلاً قام الروبوت مستعيناً بالذكاء الاصطناعي بتحليل تقارير أرباح شركة Microsoft، وأطلق عدة أرقام وحقائق غير صحيحة.