تتصاعد المخاوف في أوروبا من الهيمنة الأميركية على قطاع الحوسبة السحابية في ظل تزايد التوترات السياسية مع إدارة الرئيس دونالد ترمب، ما دفع بعض الحكومات والشركات الأوروبية إلى تقليص اعتمادها على خدمات التكنولوجيا الأميركية الكبرى، بسبب المخاوف المتعلقة بالخصوصية والأمن، بحسب مجلة WIRED الأميركية.

وقالت المجلة في تقرير نشرته، الاثنين، إن رد الفعل العالمي ضد إدارة ترمب بات يتزايد بشكل كبير، إذ قاطع الكنديون المنتجات الأميركية، وظهرت لافتات مناهضة للملياردير الأميركي إيلون ماسك في لندن وسط احتجاجات واسعة النطاق ضد شركة "تسلا" المملوكة له، كما زاد المسؤولون الأوروبيون الإنفاق العسكري بشكل كبير مع تراجع الدعم الأميركي لأوكرانيا، مشيرة إلى أن خدمات التكنولوجيا الأميركية قد تكون هي الهدف التالي. 

وأضافت أن هناك علامات مبكرة على أن بعض الشركات والحكومات الأوروبية بدأت تتراجع عن استخدام خدمات الحوسبة السحابية الأميركية التي تقدمها الشركات الثلاث الكبرى Google Cloud وMicrosoft Azure وAmazon Web Services، التي تستضيف مساحات شاسعة من الإنترنت، وتُبقي آلاف الشركات تعمل.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفقة الملياردير إيلون ماسك يشاهدان إطلاق الرحلة التجريبية السادسة لصاروخ ستارشيب التابع لشركة سبيس إكس في ولاية تكساس الأميركية. 19 نوفمبر 2024
الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفقة الملياردير إيلون ماسك يشاهدان إطلاق الرحلة التجريبية السادسة لصاروخ ستارشيب التابع لشركة سبيس إكس في ولاية تكساس الأميركية. 19 نوفمبر 2024 - Reuters

وذكرت المجلة أن بعض المؤسسات بدأت بإعادة النظر في استخدامها لخدمات الحوسبة السحابية لهذه الشركات لتخزين البيانات والخوادم وقواعد البيانات، مُشيرةً إلى المخاوف المتعلقة بالخصوصية وإمكانية الوصول إلى البيانات في ظل وجود إدارة ترمب.

ونقلت WIRED عن مارييتيه شاكي، الباحثة بمركز السياسات السيبرانية في جامعة ستانفورد والعضوة السابقة في البرلمان الأوروبي قولها: "هناك رغبة كبيرة داخل أوروبا في تقليل مخاطر الاعتماد المفرط على شركات التكنولوجيا الأميركية أو فك ارتباطها بها، خشيةً من أنه قد يتم استخدامها ضد المصالح الأوروبية".