منذ أن قرر الرئيس الأميركي جو بايدن مغادرة السباق الرئاسي وتسليم الشعلة إلى نائبته كامالا هاريس اختفى ترامب وحملته تقريباً من العناوين الرئيسية.
بدأ الجميع بالحديث عن هاريس وقدرتها على احداث الفرق ووجد ترامب نفسه فجأة في المرتبة الثانية من اهتمام وسائل الإعلام فكل وسائل الإعلام كرست جهدها للبحث عن المعلومات عن هاريس منذ ولادتها حتى وصلت إلى السباق الرئاسي.
هنا وجد ترامب الذي كان يشغل العناوين صباحاً ومساءً نفسه مضطراً للتعامل مع خصم عنيد فهذه التجربة غير مألوفة له لأنه الخبير في احتكار الاهتمام وها هو يفقده شيئاً فشيئاً.
أدرك ترامب أن هاريس حضيت بتغطية غير مسبوقة وغير مدفوعة الثمن في حملة الانتخابات خلال ثلاثة أيام فقط .
اقرأ أيضاً: وفق استطلاع جديد.. 60% من الناخبين الأميركيين الشباب سيصوتون لهاريس
حملة وضعت بالاعتبار أن بايدن قد ينسحب وأن هاريس قد تحل محله لكن الامر قد يحتاج لعدة أسابيع قبل أن يحسم الديموقراطيون أمرهم بشان مرشحهم للسباق الرئاسي وبهذا يكون لدى ترامب متسع من الوقت لتوجيه الحملة في الاتجاه الجديد.
أعدت حملة ترامب خطة الهجوم على هاريس من خلال مقاطع فيديو سابقة تظهرها بمظهر غير مستقر مع التركيز على نقاط الضعف في مسيرتها المهنية.
لكن يبدو أن بايدن ضيع على ترامب فرصة الاستعداد لهذا الهجوم وذلك من خلال تأييده المباشر لهاريس فلم يحضى ترامب بدقيقة واحدة لإعادة ترتيب اوراقه فهو خرج من نزال بايدن ودخل إلى نزال هاريس في نفس اللحظة.
اقرأ أيضاً: استطلاعات رأي متباينة حول فرص فوز ترامب أم هاريس!
مؤشرات القلق في حملة ترامب بدأت تظهر خاصة بعد إعلان حملة هاريس عن جمع تبرعات قياسية فحاول ترامب العودة إلى المشهد من خلال اتهام هاريس باستخدام تبرعات حملة بايدن.
المؤشر الثاني لقلب حملة ترامب تمثل باستطلاعات الرأي التي وضعته بدرجة مقاربة جداً مع هاريس بفارق نقطة مئوية صالحه بعد أن كان يتقدم بنحو 6 نقاط مئوية على بايدن.
المؤشر الآخر هو الغضب الذي عاشه ترامب بعد التغيير الذي حدث حيث يرى أنه ليس من الإنصاف أن يبدأ من جديد مع خصم آخر .
ويبدو أن ترامب وحملته بدأت مقاربة في التعامل مع هاريس من خلال التركيز على الجانب الشخصي .. لكن الخشية أن تنقلب هذه الاستراتيجية ضد ترامب لانها تستخدم أبعاد عنصرية وقد يتحول ذلك إلى تاييد لهاريس
فما هي المقاربة التي سيعتمدها ترامب في التعامل مع هاريس في المرحلة المقبلة؟ وماذا تخبىء هاريس في جعبتها لمواجهة ترامب؟ وكيف سيتفاعل الأميركيون مع ذلك؟