
حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إيران من المضي في تخصيب اليورانيوم على أراضيها، مؤكدًا أن بلاده "لن تسمح بذلك".
وأوضح ترامب، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أمريكية، أدلى بها على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجهه إلى جيرسي، مساء أمس الجمعة، أن "واشنطن ستضطر إلى اتخاذ إجراءات مختلفة في حال استمرت إيران في تخصيب اليورانيوم"، دون أن يحدد طبيعة هذه الإجراءات.
وأضاف ترامب: "لن يُخصّبوا.. وإذا خصّبوا، فسوف نضطر إلى التحرك واتخاذ اتجاه مغاير"، مشيرًا إلى احتمال تبني سياسة بعيدة عن المفاوضات.
وشدد الرئيس الأمريكي على أنه لا يرغب في التصعيد، لكنه لن يتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة، خاتمًا حديثه، بالقول: "لن يكون لدينا خيار آخر.. لن نسمح بالتخصيب".
جاءت هذه التصريحات بعد يومين من رفض المرشد الإيراني علي خامنئي، المقترح الأمريكي الخاص بإنشاء ما يشبه الـ"كونسورتيوم الإقليمي" (تجمع دولتين أو أكثر في عمل مشترك) لإدارة تخصيب اليورانيوم، ما أثار تساؤلات حول مصير المفاوضات المزمعة بين البلدين. وكان من المتوقع عقد الجولة السادسة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية قريبًا، إلا أن خامنئي اعتبر أن المقترح الأمريكي يتعارض مع مصالح طهران.
وأكدت ممثلية إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% ليس محظورا بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وإيران بذلت قصارى جهدها لتحديد مصدر الجزيئات المشبوهة في المواقع النووية الخلافية.
وأضافت أن "الجهات الأمنية المختصة في البلاد اكتشفت مؤخرا مؤشرات إضافية تؤكد أن تلوث تلك المواقع كان نتيجة أعمال تخريب أو أنشطة عدائية".
يذكر أن إيران تلقت مقترحا أمريكيا مكتوبا، السبت الماضي، عبر الوسيط العماني، وأعلنت أنها ستقدم ردها الرسمي خلال الأيام المقبلة. ومنذ 12 أبريل/ نيسان الماضي، أجرى الجانبان 5 جولات من المفاوضات بوساطة سلطنة عمان، مع تأكيدهما تحقيق تقدم، رغم استمرار الخلاف حول حق إيران في تخصيب اليورانيوم محليًا.
وتُعد هذه القضية أحد أبرز نقاط الخلاف بين البلدين، فبينما تؤكد طهران على حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، ترفض واشنطن ذلك بشكل قاطع، ما يزيد من تعقيد مسار المفاوضات الجارية.