على مدار التاريخ كان هناك نجوم فوق العادة، لكن المغنية الأميركية تايلور سويفت (33 عاما) كسرت كافة الحواجز، ليس فقط على المستوى الشخصي بدخولها عالم المليارديرات، ولكن لأن تأثيرها فاق النطاق الشخصي والفني ليؤثر على اقتصاد أكبر دولة في العالم.
هذا الأسبوع، كشفت تقارير إعلامية أن ثروة سويفت تخطت حاجز المليار دولار، مثلها في ذلك مثل مشاهير آخرين سبقوها، منهم المعاصرين بيونسيه وكيم كارديشيان وأوبرا وينفري.
ويعود ذلك بشكل كبير إلى جولتها الغنائية "إيراس" التي من المتوقع أن تصبح الأعلى ربحية هذا العام مع إيرادات ضخمة لفيلمها الوثائقي تتصدر شباك التذاكر في كثير من دول العالم، بمبيعات تذاكر مسبقة تفوق 100 مليون دولار، وحفلات غنائية على مدار العام ضخت أكثر من 4.3 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي من خلال عوامل مباشرة وغير مباشرة، شملت السفر وإقامات الفنادق والدعاية وغيرها من الخدمات.
وفي مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، كشف رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي في نيويورك جون وليامس أن ما وصفه بـ"عامل تايلور سويفت" ساهم في تحفيز الاقتصاد الأميركي في الأشهر الأخيرة، "لأن الناس كانوا ينفقون على الحفلات والفنادق، وكل ذلك شكّل ظاهرة كبيرة".
وحقّقت فنادق فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا في مايو (أيار) الماضي أعلى إيرادات لها منذ بداية الجائحة، "ويعود الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى تدفق الزوار لحفلات تايلور سويفت في المدينة"، على ما ذكر أحد مسؤولي القطاع في تقرير "بيج بوك" الصادر عن الاحتياطي الفدرالي مطلع يوليو (تموز).
ولاحظت الخبيرة الاقتصادية ماريا سيلو من جامعة برمنغهام البريطانية أن الحفلات الست التي أقيمت في لوس أنجليس في أغسطس (آب) أدت إلى زيادة قدرها 320 مليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي للمقاطعة.
ويُتوقع أن تصل إيرادات جولة تايلور سويفت التي بدأت في مارس (آذار) الماضي في الولايات المتحدة والمكسيك، وتشمل 146 حفلة في الملاعب بيعت تذاكرها بالكامل، إلى مليار دولار. وستواصل حفلاتها في الأرجنتين وأوروبا وآسيا وأستراليا وكندا حتى نهاية العام المقبل.
ولاحظ جون وليامس أن "الطلب قوي" عموماً. وقال "نشهد تناوب الإنفاق من السلع إلى الخدمات الذي كنا نتحدث عنه قبل عام. وبات الناس يسافرون أكثر، ويرتادون المطاعم، ويذهبون إلى العروض" الفنية.
وباتت أسعار الخدمات هي التي تدفع التضخم إلى الارتفاع، في حين تنخفض أسعار السلع.
ولجأ الاحتياطي الفدرالي ضمن سعيه للجم التضخم إلى رفع أسعار الفائدة 11 مرة منذ مارس (آذار) 2022، بهدف زيادة كلفة القروض الائتمانية وتالياً الحدّ من الاستهلاك والاستثمار، لتخفيف الضغط على الأسعار في نهاية المطاف.
وبالفعل، توسع الاقتصاد الأميركي بمعدل سنوي قوي بلغ 4.9% في الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول)، حيث تحدى الأميركيون الأسعار المرتفعة وارتفاع أسعار الفائدة والتوقعات واسعة النطاق بحدوث ركود للإنفاق بوتيرة سريعة.
وقالت وزارة التجارة إن الاقتصاد توسع في الربع الأخير بأسرع وتيرة منذ ما يقرب من عامين – وأكثر من ضعف المعدل السنوي البالغ 2.1 بالمائة في الربع السابق.
وأظهر تقرير يوم الخميس عن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد أن المستهلكين قادوا التسارع، وزادوا إنفاقهم على كل شيء بدءًا من السيارات وحتى وجبات المطاعم. وعلى الرغم من أن التضخم المؤلم في العامين الماضيين قد أدى إلى إضعاف رؤية الكثير من الناس للاقتصاد، إلا أن الملايين ظلوا على استعداد لإنفاق المال على الإجازات وتذاكر الحفلات الموسيقية والأحداث الرياضية.
وأظهر التقرير أنه كانت هناك بعض العوامل التي ساهمت في زيادة الإنفاق، مثل جولات الحفلات الموسيقية الرائجة التي قامت بها تايلور سويفت وبيونسيه. وأنفق المعجبون في المتوسط 1500 دولار على تذاكر الطيران وغرف الفنادق وتذاكر الحفلات لمشاهدة عروض سويفت، و1800 دولار في المتوسط بالنسبة لبيونسيه، وفقا لحسابات سارة وولف، الخبيرة الاقتصادية الأميركية في مورغان ستانلي.