صعوبات كبيرة قد تواجه أي مرشح محتمل قد يتم اختياره من الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية في حالة انسحاب الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن من الترشح عن الحزب أو تم استبداله.

ومن بين هذه الصعوبات التي قد تحدث مفاجأة ترشيح اسم معين خاصة أن أغلب المرشحين لخلافة بايدن ليسوا على نفس مستوى الثقل الذي يتمتع به الرئيس الأميركي، وفي ظل ضيق الوقت سيكون من الصعب أن تؤدي الحملات الانتخابية خلال الأشهر القليلة المتبقية للتعريف بأي مرشح جديد غير معروف للجماهير حالياً وأيضاً البرنامج الذي سيطبقه في حال نجاحه، خاصة أن سياسات بايدن السابقة توفر على الكثير معرفة اتجاهاته تجاه قضايا معينة تهم الناخبين.

ميشيل أوباما وكامالا هاريس

من بين البدائل المرشحة لخلافة بايدن هناك اسمان أحدهما ربما يكون الأمل الكبير لانتصار مريح أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بحسب ما أظهرته استطلاعات للرأي، وهي ميشيل أوباما، لكنها أكدت مراراً أنها لن تترشح في الوقت الحالي لأي مناصب سياسية.

اقرأ أيضاً: اسم "ميشيل أوباما" إلى الواجهة.. الديمقراطية الوحيدة القادرة على هزيمة "ترامب"!

والاسم الآخر هي كامالا هاريس التي ربما قد تساعدها الظروف من حيث أن برنامجها لن يختلف كثيراً عن برنامج بايدن باعتبارها نائبة الرئيس الحالية، كما أنها معروفة للجماهير بحكم منصبها الحالي، كما أنها ستدخل في مواجهة ترامب من الجانب المنافس وهو ما قد يخفف عليها المنافسة مقارنة بمرشح آخر.

ورغم هاريس يجمعها مع بايدن وترامب النظرة السلبية لأغلبية الأمريكيين، فإنها تعتبر المرشح الديمقراطي الأنسب فعلياً لمواجهة ترامب في حالة انسحاب بايدن من السباق، وكشف استطلاع لرويترز/ إبسوس عن حصول كامالا هاريس على نسبة 42% من الأصوات مقابل 43% لترامب، مع وجود هامش خطأ بنسبة 3.5% وبالتالي لديها فرص للفوز عليه مقارنة بمرشحين ديمقراطيين آخرين.

كما أن هاريس لديها عوامل جذب للمجموعات ذات الميول الديمقراطية التي تراجع تأييدها لبايدن، بما يشمل الناخبين السود، والشبان، ومن لا يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع الحرب في غزة، إلى جانب النساء في الضواحي.

فرص المرشحين الآخرين

ورغم التوقعات بارتفاع فرص فوزه بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها السبت 13 يوليو/ تموز، فإن ترشيح ترامب عن الحزب الجمهوري ربما يكون عاملاً مساعداً للحزب الديمقراطي، في حال اختياره مرشحاً بخلاف بايدن وهاريس، وذلك رغم عدم تمتع المرشحين الباقيين بنفس الثقل.

 وتشمل قائمة البدائل المقترحة لبايدن: حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، وحاكم ولاية كنتاكي آندي بشير، وحاكمة ميشيغان غريتشين ويتمر، وحاكم إلينوي جيه بي بريتزكر، والأربعة جاءوا أقل من ترامب بفارق يتراوح من 3 إلى 6% في استطلاع رويترز/ إبسوس.

وتعد هذه الفروق ليست كبيرة عند مقارنة هذه الأسماء برئيس سابق ومرشح معروف عن الحزب الآخر، وبحسب تقرير لموقع The Intercept، اختبر استطلاع بيانات التقدم الذي أجري بعد المناقشة احتمالات ثمانية ديمقراطيين تم طرحهم كبدائل محتملة لبايدن، بما في ذلك نائبة الرئيس كامالا هاريس والعديد من الحكام الديمقراطيين. 

اقرأ أيضاً: بايدن يتسبب في "وضع حرج" للديمقراطيين وسط حالة من الفوضى

وبصرف النظر عن هاريس، لم يكن الناخبون المحتملون على دراية بهؤلاء القادة الديمقراطيين لدرجة أن ما بين 39 و71% من المشاركين قالوا إنهم لم يسمعوا عنهم ما يكفي ليكون لديهم رأي. ومع ذلك، كان أداء كل مرشح محتمل مماثلاً أو حتى أفضل من أداء بايدن.

على سبيل المثال، خسرت حاكمة ميشيغان، غريتشن ويتمر، أمام ترامب بنقطتين، مقارنة بـ 3 نقاط لبايدن - على الرغم من حقيقة أن 56% من الناخبين لا يعرفون ما يكفي عنها لمشاركة أي رأي معين. وآخرون، مثل حاكم ولاية إلينوي جيه بي بريتزكر، وسناتور مينيسوتا إيمي كلوبوشار، مثل بايدن، يتخلفون عن ترامب بثلاثة درجات.

وبما أن نتائج الاستطلاع تأتي دون أي حملة مركزة من قبل أي من هؤلاء المسؤولين، فيمكن قراءتها على أنها انعكاس للحد الأدنى لدرجاتهم في الاستطلاعات. وبالنظر إلى استياء الناخبين الجماعي من الاختيار بين ترامب وبايدن، تشير الاستطلاعات إلى أن الناخبين يمكن أن يساندوا بسهولة شخصاً آخر، وفقاً للتقرير.

لا ترامب ولا بايدن

أظهر استطلاع أجرته رويترز في يناير/ كانون الثاني أن حوالي نصف الديمقراطيين و75% من المستقلين يعتقدون أن بايدن لا ينبغي أن يترشح للرئاسة مرة أخرى؛ ووجد أيضاً أن 31% من الجمهوريين و63% من المستقلين قالوا إنه لا ينبغي لترامب أن يترشح مرة أخرى. 

أظهر استطلاع للرأي أجرته NewsNation في نفس الوقت تقريباً أن 59% من الأميركيين لن يكونوا متحمسين لمباراة العودة بين بايدن وترامب. واستمر هذا الاتجاه في استطلاعات الرأي الأخيرة: فقد أظهر استطلاع أجرته صحيفة USA Today بعد المناظرة الرئاسية في أواخر يونيو/ حزيران أن 41% من الديمقراطيين و64% من المستقلين يريدون استبدال بايدن، بينما يريد 63% من المستقلين استبدال ترامب. 

وفي أعقاب المناظرة، وجد استطلاع أجرته شبكة سي إن إن أن 75% من جميع الناخبين يعتقدون أن الديمقراطيين سيكون لديهم فرصة أفضل للفوز في الانتخابات مع وجود شخص آخر غير بايدن على رأس القائمة. وأشار إلى أن أداء ويتمر وحاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم ووزير النقل بيت بوتيجيج كان أفضل قليلاً من الرئيس.

ويشير هذا الاستطلاع إلى أن هناك أعداداً كبيرة من الديمقراطيين والمستقلين وحتى الجمهوريين المحبطين يمكن أن يكونوا متحمسين لبديل، في حين أن أولئك الذين ما زالوا يقفون إلى جانب بايدن من المرجح أن يدعموا أي بديل ديمقراطي لترامب.

اقرأ أيضاً: بعد دعوات انسحاب بايدن.. هل غادر مرشحون السباق الانتخابي الأميركي من قبل؟

لم تنطلق الجهود المبذولة لتحدي بايدن في وقت سابق من الدورة الانتخابية، وهو ما يرجع جزئياً إلى أن المؤسسة السياسية شكلت جبهة موحدة حول بايدن. ولكن حتى بينما يحاول مستشارو بايدن تهدئة المخاوف، فإن قائمة الأشخاص الذين أعربوا عن قلقهم بشأن أداء بايدن أو اقترحوا عليه التنحي من أجل تعظيم احتمالات التغلب على نطاق ترامب في تزايد مضطرد. 

وفي الوقت الحالي، ظل المرشحون البديلون المحتملون هادئين وأكدوا دعمهم لبايدن. وبحسب ما ورد اتصلت ويتمر بمسؤول كبير في حملة بايدن للتعبير عن كرهها لطرحها كبديل محتمل، بينما أعربت أيضاً عن قلقها بشأن مدى صعوبة الحملة الآن بالنسبة لبايدن. وأصدرت لاحقاً بياناً أكدت فيه دعمها "بنسبة 100%" لمعركة بايدن ضد ترامب.

وأشار التقرير إلى أن السؤال هو ما إذا كان الديمقراطيون الآخرون، بخلاف بايدن، يمكن أن تتكرر لديهم فرصة أفضل من هذه ضد شخص يجب أن يكون من بين المرشحين الأكثر قابلية للهزيمة في تاريخ الانتخابات الرئاسية.

وأرجع ذلك إلى أن ترامب أصبح الآن أول رئيس سابق يكون مجرماً مداناً، ولا يزال يواجه العديد من الإجراءات الجنائية الأخرى، إلى جانب بعض الأخطاء التي ارتكبها خلال فترة حكمه.