فصل جديد في الخلاف بين الملياردير الأميركي إيلون ماسك، والرئيس الأميركي والمرشح الديمقراطي حتى الآن لانتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان الأول دعم منافس بايدن الجمهوري، دونالد ترامب في السباق نحو البيت الأبيض.

وأعلن إيلون ماسك تأييده لترامب بعد محاولة اغتيال الأخير يوم السبت 13 يوليو/ تموز حينما نجا من إطلاق نار عليه في تجمع انتخابي لحملته في ولاية بنسلفانيا، كما ماسك يخطط للتعهد بنحو 45 مليون دولار شهرياً للجنة العمل السياسي الكبرى التي تم تشكيلها حديثاً لدعم مساعي ترامب للوصول إلى البيت الأبيض، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الاثنين نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر.

رغم إعلان إصابته بفيروس كورونا الأربعاء 17 يوليو وعزله في المنزل، هاجم بايدن، ماسك ومن وصفهم بـ "رفاقه الأثرياء"، وقال في منشور على موقع إكس: "إيلون ماسك ورفاقه الأثرياء يحاولون شراء هذه الانتخابات. وإذا وافقتم، شاركوا هنا"، وأرفق رابطاً يوجه المستخدمين إلى موقع جمع التبرعات لحملته.

لم تكن العلاقة بين ماسك وبايدن سيئة على طول الطريق، لكن تخللها فترات صغيرة من التوافق، فعندما تم تنصيب بايدن، قال ماسك لمجلة فورتشن، إنه "متحمس للغاية لأن الإدارة الجديدة تركز على المناخ".

لكن سرعان ما بدأ ماسك في استهداف سياسات بايدن عندما تولى منصبه. ومنذ ذلك الحين، يتبادل الاثنان الاتهامات وإعلان الخلافات، بحسب موقع Business Insider.

سنوات من الخلافات

في وقت مبكر من رئاسة بايدن، بدأ ماسك في انتقاد الخيارات السياسية للإدارة. وقال إن بايدن كان "تسيطر عليه النقابات"، وقال مازحاً إن بايدن "لا يزال نائماً" عندما لم يعلق البيت الأبيض على رحلة الفضاء التاريخية الخاصة لشركته سبيس إكس Space X.

اعترض ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا Tesla، بشدة على نهج بايدن تجاه الشركة.

وزاد الخلاف بينهما بشكل خاص عندما لم يقم الرئيس بدعوة ماسك، الذي تعد شركته Tesla، أكبر شركة لتصنيع السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، لحضور قمة السيارات الكهربائية في البيت الأبيض.

اقرأ أيضاً: من عزلته بسبب كورونا.. بايدن يهاجم ماسك وترامب

وقال ماسك على موقع إكس، إنه "يبدو من الغريب عدم دعوة Tesla". سُئلت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض آنذاك جين بساكي خلال مؤتمر صحفي عما إذا كان قد تم استبعاد Tesla من الحدث لأن موظفيها لم يكونوا جزءاً من اتحاد السيارات، لكنها أجابت: "سأدعك تتوصل إلى استنتاجك الخاص".

واستمر الخلاف بعد أن ترك بايدن شركة Tesla خارج المناقشة حول إنتاج السيارات الكهربائية المحلية.

ونشر بايدن مقطع فيديو، على موقع إكس، يظهر فيه وهو يتحدث مع الرئيس والمدير التنفيذي لشركة جنرال موتورز General Motors، ماري بارا. وجاء في التعليق: "لقد قصدت ذلك عندما قلت إن المستقبل سيتم صنعه هنا في أميركا. شركات مثل General Motors، وفورد Ford تصنع المزيد من السيارات الكهربائية هنا في الوطن أكثر من أي وقت مضى".

علق الرئيس التنفيذي لشركة Tesla لأول مرة على المنشور: "يبدأ بحرف T، وينتهي بحرف A، وESL في المنتصف".

قبل أن يرد على تعليق آخر قائلاً: "بايدن دمية جورب رطبة على شكل إنسان"، مستخدماً رمز الجورب التعبيري.

واستمر ماسك في توبيخ الرئيس الأميركي على أسلوبه في التعامل مع Tesla. ونشر في عام 2022: "لقد بذلت هذه الإدارة كل ما في وسعها لتهميش وتجاهل Tesla".

بايدن لا يتحدث كثيراً في العلن

لم يتحدث بايدن، الذي تأمل إدارته في زيادة نسبة السيارات الكهربائية على الطريق إلى 50% بحلول عام 2030، كثيراً في العلن عن ماسك، لكنه قال في مؤتمر صحفي عام 2022 إن "تعاون ماسك و/ أو علاقاته الفنية مع الدول الأخرى أمر يستحق أن يتم النظر إليها"، في إشارة إلى مشاركة صندوق الثروة السيادية بإحدى الدول في شراء ماسك لشركة التواصل الاجتماعي المعروفة آنذاك باسم تويتر، وعلاقته الحميمة في كثير من الأحيان مع الحزب الحاكم في الصين، بحسب شبكة فوربس.

كما استهدفت إدارة بايدن أيضاً ماسك وشركاته عدة مرات، بما في ذلك التحقيق المستمر الذي تجريه وزارة العدل في برنامج القيادة الذاتية المثير للجدل لشركة Tesla.

اقرأ أيضاً: إيلون ماسك ينقل مقر SpaceX إلى تكساس

ووصل الخلاف إلى ذروته في مايو/ أيار 2022، عندما قال ماسك إنه لم يعد يخطط للتصويت للمرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وفقاً لموقع Business Insider.

لكن في أوائل عام 2023، بدا وكأن الاثنين قد توصلا إلى أرضية مشتركة. وأشاد بايدن بشركة Tesla بعد أن تعهد ماسك بفتح آلاف شواحن Tesla أمام ماركات أخرى. 

وأجاب ماسك: "شكراً لك، Tesla سعيدة بدعم السيارات الكهربائية الأخرى عبر شبكة Supercharger الخاصة بنا".

وقال ماسك في فبراير/ شباط 2023، إنه صوت لصالح بايدن في انتخابات الرئاسة 2020، وتبرع لمنافسة ترامب هيلاري كلينتون قبل انتخابات 2016.

ومع ذلك، كثف ماسك انتقاداته لبايدن في الفترة التالية وذلك قبل الانتخابات المقرر عقدها في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وأصبحت تلك الانتقادات تشمل مجالات سياسية أخرى مثل الهجرة والصحة، كما استهدف سن بايدن البالغ 81 عاماً، واتهامه بسيطرة النقابات عليه.

واستحوذت Tesla على حوالي 70% من مبيعات السيارات الكهربائية المحلية في الولايات المتحدة خلال الربع الأول من عام 2024، بحسب فوربس.

تطور علاقة ترامب وماسك

على الجانب الآخر، أعلن ترامب الشهر الماضي أنه "معجب بإيلون". وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في مايو/ أيار الماضي، أن الرجلين ناقشا دوراً في إدارة ترامب المحتملة، وهو ما نفاه ماسك لاحقاً. 

ويعتقد محللو وول ستريت أن رئاسة ترامب ستكون "سلبية" لصناعة السيارات الكهربائية ككل بسبب تباطؤ محتمل في الطلب، ولكنها ستكون نعمة محتملة لشركة Tesla، حيث أن التعريفات الجمركية التي اقترحها ترامب على البضائع الصينية ستحظر السيارات الكهربائية الأرخص من منافسيها BYD وNIO من اختراق السوق الأميركية.