
في أول رد حكومي مباشر على تهديدات أطلقتها فصائل مسلحة باستهداف المصالح الأميركية في العراق، شدد وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسي، على أن الحكومة لن تسمح بأي اعتداء ضد قوات التحالف الدولي، مؤكداً أن وجودها في البلاد لا يزال "مطلوباً" في هذه المرحلة.
العباسي: وجود التحالف ضروري لمواجهة خطر "الهول" وداعش في سوريا
وفي تصريحات صحافية ،أمس الجمعة، نقلها موقع العربي الجديد في تقرير له، تابعته سما نيوز، أوضح العباسي أن: بقاء القوات الأميركية في الجانب السوري ضروري، بسبب استمرار تهديد تنظيم "داعش" هناك، بالإضافة إلى الخطر الذي يشكله مخيم الهول قرب الحدود العراقية".
وأكد أن: "التنسيق مع التحالف الدولي مستمر، ولم يرد إلينا أي إشعار رسمي حول تعديل مواعيد الانسحاب أو تغيير طبيعة الوجود العسكري الأميركي في العراق"، مشيراً إلى أن:" بعض المواقع العسكرية من المتوقع إخلاؤها في نهاية سبتمبر، مع انتقال جزئي نحو إقليم كردستان".
رفض قاطع لاستغلال الفصائل للفراغ الأمني قبيل الانتخابات
جاءت تصريحات العباسي عقب يومين من تهديد "كتائب حزب الله"، أحد أبرز فصائل "الحشد الشعبي" ، باستئناف استهداف المصالح الأميركية في حال عدم تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بجدول الانسحاب.
واعتبر الوزير أن:" أي هجوم على التحالف الدولي مرفوض بشكل قاطع من قبل الحكومة".
هدنة غير معلنة بين الفصائل وواشنطن منذ عام
يُذكر أن الهجمات التي كانت تنفذها الفصائل المسلحة ضد القوات الأميركية توقفت منذ نحو عام في ظل هدنة غير معلنة، أعقبت سلسلة اغتيالات نفذتها واشنطن ضد قيادات ميدانية لتلك الجماعات.
وكانت الحكومة العراقية قد توصلت في سبتمبر/أيلول الماضي إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لإنهاء مهمة التحالف الدولي في البلاد بحلول نهاية سبتمبر 2025، بعد أشهر من الحوار الثنائي.
باحث: تصريحات العباسي رسالة تحذير.. وترامب لن يتساهل
من جانبه، رأى الباحث في الشأن العسكري، سيف رعد، أن تصريحات العباسي تمثل رسالة تحذير واضحة للفصائل التي تهدد بزعزعة الاستقرار الأمني، مشيراً إلى أن واشنطن –وخاصة في ظل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض– لن تتردد في الرد عسكرياً، وربما تتجه نحو استهداف قادة بارزين في حال تطور التهديدات، على غرار ما حدث مع قيادات حزب الله اللبناني سابقاً.
تخوف من استغلال الفوضى لتأجيل الانتخابات
وحذر رعد من وجود أطراف سياسية ومسلحة تسعى إلى افتعال توترات أمنية لتعطيل الانتخابات البرلمانية المقبلة، خاصة في ظل خشيتها من خسارة مواقع النفوذ الحالية.
2500 جندي أميركي ينتشرون في ثلاث قواعد داخل العراق
يبلغ عدد الجنود الأميركيين في العراق حالياً نحو 2500 عنصر، موزعين على ثلاث قواعد رئيسية: قاعدة "عين الأسد" في محافظة الأنبار، وقاعدة "حرير" في أربيل، ومعسكر "فيكتوريا" قرب مطار بغداد الدولي. ويضم التحالف أيضاً قوات من دول غربية أخرى مثل بريطانيا وفرنسا وأستراليا، فضلاً عن بعثة "الناتو" في العراق.