حيلة جديدة تتخذها روسيا من أجل الالتفاف على العقوبات الغربية عبر الاتجاه إلى استخدام السكك الحديدية في نقل البضائع للالتفاف على العقوبات الغربية، حيث تخطط لضخ مليارات الدولارات لتطوير خطين رئيسيين للسكك الحديدية الشرقية يربطان روسيا بالصين.
كما تعمل روسيا حالياً على ربطها بالهند ودول بالخليج العربي، عبر خط جديد للسكك الحديدية جنوباً، بحسب ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية على موقعها الإلكتروني، الأربعاء 13 مارس/ آذار.
فمن خلال الخط الواصل إلى إيران سيكون لدى التجار الروس سهولة الوصول إلى الهند، وكذلك إلى وجهات مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وباكستان وغيرها.
وسيصل طول هذا الخط إلى 100 ميل بتكلفة 1.7 مليار دولار، وهو مصمم لربط روسيا بالموانئ في إيران، وهو ما سيساعد بدوره روسيا على الاتصال بالمركز التجاري الهندي في مومباي. ومن المقرر أن يبدأ بناء الخط هذا العام، وفقا للصحيفة.
وروجت روسيا لخط القطارات مع إيران باعتباره رابطاً جديداً يمكن أن ينافس قناة السويس كطريق تجاري رئيسي، حسبما ذكرت رويترز في مايو، عندما وقع الجانبان اتفاقاً بشأن السكك الحديدية.
اقرأ أيضا:انخفاض عائدات نفط روسيا مع تجنب المشترين العقوبات
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الطريق الجديد سيختصر الوقت الذي تستغرقه البضائع للسفر إلى مومباي من سانت بطرسبرغ إلى 10 أيام فقط، من 30 إلى 45 يوماً حالياً.
كما أنه سيكمل الطرق التجارية الروسية تجاه الصين، التي تعد حالياً أكبر شريك تجاري لها، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 240 مليار دولار في عام 2023، وفقًا للأرقام الصينية.
وتعمل روسيا كذلك على ترميم خط سكة حديد آخر يسمح لها بالوصول إلى تركيا، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأربعاء.
وتأتي مساعي روسيا للشحن بالسكك الحديدية بعد عامين من العقوبات الغربية ضد البلاد بسبب حربها في أوكرانيا. وأثرت القيود على تجارة روسيا مع أوروبا، التي تعد أكبر سوق تقليدي لها.
لكن روسيا تمكنت من الحفاظ على نشاط اقتصادها من خلال تحويل تجارتها إلى أسواق بديلة، بما في ذلك الهند والصين وإيران، والتي تخضع آخرها لعقوبات شديدة من قبل الغرب.
ومن شأن خطوط السكك الحديدية الجديدة أن تساعد روسيا في الحفاظ على الواردات وسط العقوبات.
روسيا تعمل على إنشاء "طريق تجاري للمنبوذين"، بحسب ما قاله الرئيس التنفيذي لمنصة Publican لفحص البضائع، رام بن تسيون، لصحيفة نيويورك تايمز.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، ديفيد ساكوني، لموقع Business Insider: "إن تطوير العلاقات مع العالم جنوباً هو في الأساس إحدى أكبر أولويات روسيا".
اقرأ أيضاً: وكالة الطاقة الدولية تتوقع إمدادات جيدة نسبياً في سوق النفط في 2024
الروابط التجارية الجديدة لن تساعد مبيعات النفط والغاز الروسية إلى الأسواق البديلة فحسب، بل ستساعد روسيا أيضاً على استيراد السلع التي لا تستطيع إنتاجها بنفسها بسبب نقص التكنولوجيا المتقدمة أو القوى العاملة، بحسب ما ذكره ساكوني.
وأضاف: "لكي لا ينهار هذا الاقتصاد، تحتاج الحكومة الروسية إلى مواصلة تنمية علاقات قوية مع أي دولة لم تخضع للعقوبات بعد". "لذلك أعتقد أننا سنرى الكثير من هذا النوع من الدبلوماسية الاقتصادية في العامين المقبلين."
ويرى أستاذ العلوم السياسية أن روسيا كانت مبدعة في تجنب العقوبات منذ ضمها شبه جزيرة القرم في عام 2014، لذا يجب على الغرب "أن يفكر كما يفكرون" وأن يتقدم بخطوة على موسكو للتغلب عليها في لعبتها.
وذكر: "علينا أن نتوقع من الروس أن يتكيفوا ويتطوروا، بدلاً من التظاهر بأن مجموعة الإجراءات الحالية هذه ستحل المشكلة إلى الأبد".