
قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، علي البنداوي، إن أغلب الهجمات التي طالت إيران مؤخراً مرّت عبر الأجواء العراقية، مشيراً إلى أن الحكومة تتحمل مسؤولية هذا الخرق للسيادة الوطنية.
وأضاف البنداوي في تصريحات تابعتها سما نيوز، أن النظام الإيراني يُعدّ من بين خمسة أنظمة تُدرّس في العلوم السياسية، ويملك القدرة على استنزاف الآخر وإرباك خصومه، لكنه رغم ذلك لم يسبق له أن اعتدى على العراق، على عكس الاعتداءات التي قامت بها الولايات المتحدة ودول مجاورة مثل تركيا.
وفيما يتعلق بعدم مشاركة الفصائل العراقية في التصعيد العسكري الأخير، أوضح البنداوي أن الفصائل التزمت بقرار الدولة العراقية بالنأي بالنفس، احتراماً للسيادة وموقف الحكومة الرسمي، مبيناً أن الطائرات المسيّرة التي قصفت مواقع داخل العراق انطلقت من الداخل، وقد وجّه القائد العام للقوات المسلحة بتشكيل لجنة تحقيقية للكشف عن الجهات المسؤولة.
وأشار البنداوي إلى أن تنظيم داعش لم يعد يشكل تهديداً جدياً، بعد أن فقد حاضنته الاجتماعية في أعقاب عمليات التحرير، لافتاً إلى أن هناك تعاوناً أمنياً مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي سلّمت العراق عدداً من العناصر الداعشية الخطرة الذين كانوا محتجزين في مخيم الهول.
وتطرق البنداوي إلى ملف الانتخابات، كاشفاً عن تقديمه مقترحاً لرئيس مجلس النواب يمنع ترشح المسؤولين التنفيذيين للانتخابات إلا بعد استقالتهم من مناصبهم، إلا أن الكتل السياسية وقفت ضد المقترح.
وأكد في الوقت نفسه أنه لا يوجد استثمار انتخابي داخل الوزارات الأمنية، واصفاً أداء الوزراء الأمنيين بأنه جيد جداً.
وفي ملف الحشد الشعبي، أوضح البنداوي أنه تم إعادة 38 ألفاً من المفسوخة عقودهم إلى الخدمة، نافياً وجود استثمار انتخابي من قبل رئيس الهيئة فالح الفياض.
وأرجع التوتر بين الشيخ ميثم الزيدي وبعض فصائل الحشد إلى اختلاف مرجعيته الدينية عن مرجعيات تلك الفصائل، وليس إلى خلاف سياسي أو تنظيمي.
وحول العلاقة داخل الإطار التنسيقي، أشار إلى وجود حالة من الغضب من قبل بعض القيادات تجاه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، رغم أن حكومته تُعد من أفضل الحكومات العراقية، خاصة في ما يتعلق بإدارته للملف الخارجي ونجاحه في إعادة علاقات العراق مع دول الجوار والمحيط العربي والعالمي.
وفي ما يتعلق بالحكومة السابقة، اتهم البنداوي جهاز المخابرات العراقي في عهد مصطفى الكاظمي بأنه كان مُسخراً لخدمة القضايا الشخصية لرئيس الوزراء السابق، بدلاً من أن يكون أداة لحماية الأمن القومي.
كما كشف البنداوي أن الزيارة الأولى التي أجراها رئيس جهاز الأمن الوطني حميد الشطري إلى سوريا كانت ذات طابع أمني، موضحاً أن الرئيس السوري أحمد الشرع وعد خلال اللقاء بعدم إخراج الإرهابيين من السجون وحماية المقدسات.
وفي الملف الخدمي، تحدث البنداوي عن تشكيل كتلة نيابية جديدة بعنوان "شرق القناة" تضم 28 نائباً، لكنها ما تزال تعاني من ضعف الجدية وغياب التخصيصات المالية المطلوبة لتنفيذ مشاريعها.
واختتم حديثه بالإشارة إلى وجود مطالبات غير رسمية بجعل مدينة الصدر محافظة مستقلة، إلا أن غالبية القوى السياسية رفضت هذا الطرح بحجة ارتباطها بالعاصمة بغداد.
وأضاف أن تيار الحكمة سيخوض الانتخابات المقبلة بقائمة منفردة تحت مسمى "تحالف قوى الدولة"، مؤكداً أن القانون الانتخابي الحالي أكثر ملاءمة للتيار من النسخة السابقة.