ستفقد المملكة المتحدة نحو 9500 مليونيراً هذا العام، وهو ما يفوق خسارة أي دولة في العالم باستثناء الصين، وفقاً لتقرير جديد عن نوايا أثرياء العالم في الهجرة.
وبحسب تقرير أعدته شركة "هينلي آند بارتنرز" الاستشارية للهجرة، الثلاثاء، فإن هذا العدد هو أكثر من ضعف العدد الذي غادر البلاد في عام 2023، ما يجعل بريطانيا في المرتبة التالية للصين فقط، التي من المتوقع أن تفقد 15200 مليونيراً هذا العام، وفقاً لتقرير هينلي لهجرة الثروات الخاصة.
اقرأ أيضاً: المملكة المتحدة ستعاني من أبطأ نمو بين جميع الدول الغنية
وبمناسبة صدور التقرير، قال رئيس مجموعة عملاء القطاع الخاص في شركة هينلي، دومينيك فوليك، الثلاثاء في بيان: "في الوقت الذي يتصارع فيه العالم مع عاصفة كاملة من التوترات الجيوسياسية، وعدم اليقين الاقتصادي، والاضطرابات الاجتماعية، فإن أصحاب الملايين يصوتون عن طريق تحركاتهم".
وبحسب أرقام التقرير حول صافي الوافدين والمغادرين، يعكس مكان تزايد أعداد المليونيرات مقابل تقلصها.
وقامت الشركة الشريكة لـ "هينلي آند بارتنرز"، New World Wealth بتقدير أرقام الهجرة بناءً على بيانات النقل وإحصاءات برنامج هجرة الاستثمار والمقابلات مع الوسطاء في صناعة الثروة.
الإمارات الوجهة المفضلة
دولة الإمارات العربية المتحدة، كانت الوجهة الأولى لأصحاب الملايين الذين هجروا بريطانيا، والتي من المقرر أن تجتذب 6700 فرد ثري هذا العام.
الدولة الغنية، باتت مفضلة منذ فترة طويلة للأثرياء من الهند والشرق الأوسط الأوسع، وقد رحبت بآلاف الروس في أعقاب حرب أوكرانيا.
وبينما تباطأ تدفق الروس إلى الإمارات خلال العام الماضي، فقد تم تعويض ذلك جزئياً من خلال أعداد أكبر من الأوروبيين والبريطانيين الذين انتقلوا إلى الإمارات، وفقاً للتقرير.
وقالت شركة هينلي إن عدد المليونيرات الذين يعيشون في دبي ارتفع بنسبة 78% خلال العقد الماضي.
اقرأ أيضاً: حزب العمال البريطاني يقدم خطة "خلق الثروة" وتحفيز الاقتصاد في المملكة المتحدة
ومع عدم وجود ضرائب على الدخل الشخصي، ومنطقة زمنية ملائمة لقارات متعددة ومطار عالمي المستوى، بذلت الإمارات العربية المتحدة جهوداً لجذب الأثرياء. وأنشأت كل من أبوظبي ودبي أسواقاً مالية متطورة لإغراء الشركات العالمية والمكاتب العائلية بإنشاء فروع لها.
ضرائب على الأثرياء
ويأتي هذا التقدير في الوقت الذي تستعد فيه بريطانيا لإجراء انتخابات خلال ما يزيد قليلاً عن أسبوعين حيث يتقدم حزب العمال المعارض، الذي يدعو إلى زيادة بعض الضرائب على الأثرياء، بنحو 20 نقطة على حزب المحافظين الحاكم.
وقد بدأ الارتفاع الأخير في عدد السكان الأثرياء المهاجرين لبريطانيا في وقت قريب من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ومنذ عام 2017 حتى العام الماضي، فقدت البلاد 16500 مليونير بسبب الهجرة، وفقاً للتقرير.
ويمثل هذا النزوح انتكاسة للبلاد التي كانت على مدى عقود بمثابة نقطة جذب للعائلات الغنية من أوروبا وآسيا وإفريقيا والشرق الأوسط، التي تدفقت بشكل رئيسي إلى لندن.
وأظهر التقرير أن أكثر من 7% من أصحاب الملايين المتوقع أن ينتقلوا إلى دول جديدة هذا العام، سيغادرون في الأصل من المملكة المتحدة.
وقالت هانا وايت، الرئيسة التنفيذية لمعهد الحكومة، إن ذلك يعكس "تراكماً ثابتاً للعوامل" التي تجعل البلاد أقل جاذبية للأغنياء، بما في ذلك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا والارتفاع اللاحق في التضخم في لندن.
وتعهد كل من حزب المحافظين وحزب العمال بإلغاء المعاملة الضريبية التفضيلية للمقيمين الأجانب الأغنياء الذين يعيشون في المملكة المتحدة، فيما لدى زعيم حزب العمال، كير ستارمر، خطط إضافية لفرض ضرائب على الأثرياء.