نهى النحاس
محررة في CNBC عربية
-
إنهاء اتفاق تصدير الحبوب بالبحر الأسود قد يؤدي إلى زيادة أسعار الحبوب بنسبة تتراوح ما بين 10% إلى 15%
-
القيود أو الضرائب المفروضة على صادرات الغذاء ارتفعت بنحو 62% من العام الماضي
رغم جهود البنوك المركزية الكبرى في العالم لخفض التضخم، وبدء انعكاس ذلك على أسعار الغذاء في أميركا وأوروبا، إلا أن المحللين ووكالات التصنيف حذروا من عصر جديد من التقلب في أسعار الغذاء العالمية بسبب التقلبات في الإمدادات.
عوامل عديدة تضافرت معاً لتؤثر على إمدادات الغذاء، بداية من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مروراً بجهود بعض الدول لحماية مواردها الغذائية بفرض ضوابط على الصادرات، ووصولاً إلى ظروف المناخ التي تؤثر سلباً على المحاصيل الزراعية.
ومع تعدد العوامل المؤثرة سلباً على أسعار الغذاء العالمية، أصبحت التوقعات في مهب الريح.
وحذر محللون لدى Capital Economics من أن التوقعات للمعروض العالمي من المواد الغذائية تدهورت منذ بداية العام الجاري، ومن المتوقع حدوث مزيد من الارتفاع في الأسعار.
وأشار التقرير إلى أن المعروض من القمح على وجه التحديد سيتراجع على الأرجح إلى عجز شديد، بفعل انهيار اتفاق البحر الأسود والمناخ الجاف.
ومع ذلك استبعد التقرير ارتفاع الأسعار مجدداً نحو القمم المسجلة في أعقاب بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
الطقس السيئ يهجم كالجراد
حطمت موجات الحرارة المستويات القياسية في الصين، فيما تفشت حرائق الغابات في جميع أنحاء جنوب أوروبا وشمال إفريقيا، ووصلت درجات الحرارة أعلى مستوى لها على الإطلاق في يوليو تموز.
وفي باكستان، جُرف معظم محصول الدولة في 2022 بفعل الفيضانات الكارثية.
وحذر خبراء من أن كوكب الأرض قد يكون على أعتاب فترة من الدفء الاستثنائي -ستمتد على مدار سنوات- بفعل انبعاثات الغازات الدفيئة.
وخفضت المفوضية الأوروبية مؤخراً تقديراتها لحصاد المحاصيل بشكل خاص القمح اللين والشعير الربيعي، بسبب جفاف أكثر من المعتاد في الظروف الجوية في أجزاء كبيرة في القارة.
وفي الصين، أدت الفيضانات إلى تدمير محاصيل ذرة قدرت بمستوى يتراوح ما بين 4 ملايين إلى 5 ملايين طن متري أو حوالي 2% من إنتاج الدولة، وفقاً لمصادر لرويترز.
فيما أكدت وزارة الزراعية الصينية على أن الفيضانات بسبب إعصار دوكسوري لم تؤثر على توقعات إنتاج الذرة لموسم 2023-2024 والمقدرة بـ282.3 مليون طن متري.
وأشارت وكالة فيتش إلى أن الذرة وفول الصويا من بين المحاصيل الرئيسية المزروعة في منغوليا الداخلية وجيلين وهيلونغجيانغ، والتي ستتأثر بمخاطر الفيضانات.
كما من المتوقع أن تزيد الصين من وارداتها من الحبوب العام الجاري مقارنة بالعام الماضي.
ومن المتوقع أيضاً ارتفاع أسعار الحبوب المحلية في الصين، مما قد يدفع الواردات نحو الارتفاع في النصف الثاني من العام، لتعويض الخسائر المحتملة.
وأضافت فيتش: بكين قد تحتاج إلى النظر في استيراد المزيد من الأرز في حالة حدوث عجز في محصولها وهو ما قد يؤدي لارتفاع أسعار الأرز العالمية.
الحمائية التجارية تثير هلعاً عالمياً
شجع التقلب في أسعار الغذاء بعض الحكومات على اللجوء إلى القيود على التجارة.
وفي الشهر الماضي، أصدرت الهند -أكبر مورد للأرز في العالم- حظراً على صادرات الأرز غير البسمتي، بعدما فرضت رسوم تصدير بنسبة 20% على الأرز العام الماضي.
وكشفت بيانات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، ارتفاع أسعار الأرز العالمية بحوالي 20% على أساس سنوي في يوليو تموز لأعلى مستوى في 12 عاماً.
وحذرت فيتش من أن أسعار الأرز العالمية قد تتعرض لضغوط أكبر مع مواجهة الصين أمطار غزيرة ومخاطر للفيضانات.
ولم تكن الهند الوحيدة التي لجأت إلى تلك الأساليب، إذ أظهرت بيانات الإنذار التجاري العالمي لأرقام القيود أو الضرائب المفروضة على صادرات الغذاء ارتفاعاً بنحو 62% منذ العام الماضي.
وعالمياً، بلغت القيود على الصادرات التي تؤثر على الطعام والأعلاف والأسمدة مستويات 176.
وناشدت نجوزي أوكونجو إيويالا مديرة منظمة التجارة العالمية الدول لرفض الحمائية والتحول نحو تجارة أكثر انفتاحاً كطريقة لمعالجة نقص الغذاء.
الحرب الروسية الأوكرانية تزيد الأمور سوءً
في الشهر الماضي شهدت الحرب الروسية الأوكرانية منعطفاً جديداً أثر سلباً على الوضع الغذائي العالمي.
إذ رفضت روسيا تمديد اتفاق البحر الأسود لتوريد الحبوب، أعقبه هجوم عسكري على أماكن تخزين الحبوب في أوكرانيا.
أدت تلك التطورات إلى ارتفاع في أسعار القمح والذي أدى في المقابل إلى ارتفاع في أسعار الذرة وفول الصويا.
ووفقاً لتقديرات حديثة لبيير أوليفييه غورينشاس، كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، فإن إنهاء الصفقة قد يؤدي إلى زيادة في أسعار الحبوب بنسبة تتراوح ما بين 10% إلى 15%.
وارتفع مؤشر الأسعار العالمية لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة في يوليو تموز من أدنى مستوياته في عامين إلى 123.9 نقطة.
وعلى الرغم من ذلك كانت قراءة يوليو تموز أقل بنسبة 12% تقريباً مما كانت عليه قبل عام وأقل 22% من أعلى مستوى لها على الإطلاق في مارس آذار 2022.