بالنسبة لأصحاب اليخوت الفاخرة، غالباً ما تكون الخصوصية هي الشيء الأكثر قيمة الذي يمكن أن يشتريه المال. وهذا أحد الأسباب التي تجعل أصحاب الملايين والمليارديرات يدفعون ثمانية أو تسعة أرقام مقابل قصر فاخر يطفو على سطح البحر، بعيداً عن أعين المتطفلين على البرّ.

ليس من السهل الدخول إلى عالم اليخوت وحكاياته، لهذا القطاع المترف من الترفيه أسراره وحكاياته التي لا يجب أن تتخرج للعلن، بدءاً من هوية المالكين إلى مواعيد رحلاتهم ولائحة ضيوفهم التي غالباً ما تكون من عالم النخبة في الأعمال والسياسة والفن والإعلام.

شروط العمل ودخول هذا العالم، عنوانها الأكبر "الكتمان" أو السرية، مثلاً لا يمكن لأي عامل في طواقم اليخوت التحدث عمّا يرونه،وحتى أكثر الأفراد ميلاً للثرثرة يخضع لشروط السرّية فلا يبلّغ عن هوية مالك اليخت ولا المستأجر ولا الضيوف وحتى كل تفاصيل مايجري في عوالم الطبقة العليا من الأثرياء.

وبند السرّية يشمل الوسطاء ومنظمي الرحلات البحرية التي قد تستغرق أسبوعاً فلا عين ترى ولا أذن تسمع.

حبر المعلومات سرّي في عالم الفخامة البحرية، باستثناء إرشادات السلامة الأساسية، فإن معظم قواعد اليخوت الفاخرة غير مكتوبة. مثلاً لا يوجد بيانات لحوالي 5800 يخت يزيد طولها عن 30 متراً في البحر، وفقاً لصحيفة SuperYacht Times. فلايمكن التعرف على صفقات البيع والشراء ولا على ما يجري في عوالم البحر السرية، إنها عميقة تماماً كمياه البحار والمحيطات التيتعبرها القصور العائمة. 

في هذا العالم آداب و"إتيكيت" يجب معرفتها وفي حال كان أحدهم لديه صديق ملياردير من أصحاب "السوبر يخت" وكان محظوظاًبتلقي دعوة لقضاء عطلة الأسبوع على متن سفينة بقيمة 500 مليون دولار، أو وجد نفسه على متن يخت لقضاء إجازة لمدة أسبوع بتكلفة مليون دولار، فهناك بعض الأشياء التي يجب معرفتها.

بعد أربعة أيام من التجول بين اليخوت الفاخرة التي تباع بما يصل إلى 75 مليون دولار والدردشة مع الأشخاص الذين ينظمونعمليات البيع والشراء وحتى العاملين على متنها في معرض بالم بيتش الدولي للقوارب، توصل موقع Business Insider إلىبعض المعايير الرئيسية في هذا العالم المحاط بالأسرار

نظراً للطبيعة السرية لهذه الصناعة، يرفض معظم العاملين في هذه الصناعة النخبوية الكشف عن هوياتهم لحماية علاقات العملالخاصة بهم، لكنهم صرحوا عن بعض القواعد والمعلومات في عالم اليخوت الفاخرة.

اخلع حذائك

هذه القاعدة الأساسية لكل مرتادي القوارب، وليس هناك استثناء بغض النظر عن مدى ثراء الشخص أو مكانته الاجتماعية الأحذية ممنوعة على متن السفينة مهما غلا ثمنها وزادت جودتها.

هذا الشرط قد يتعلّق بالسلامة حتى لا يتعرض المرء للانزلاق على سطح مبلل بالماء، لكنه أيضاً شرط أساسي للحفاظ على نظافة اليخت وأثاثه الفاخ

لا تعلق على المظهر

بعض أصحاب اليخوت وهم حكماً من أصحاب الثراء الفاحش، قد يبدو مظهرهم متواضعاً، وهذه طبيعة سائدة في هذا العالم حيث يحبذ هؤلاء ارتداء الثياب البسيطة على غرار أسلوب بيل غيتس ومارك زوكربيرغ وإيلون ماسك وجيف بيزوس وغيرهم.

يقول العديد من الوسطاء ومصنعي اليخوت إنه لا يمكنك الحكم على كتاب من غلافه عندما يتعلق الأمر بالعملاء المحتملين.

وبحسب تصريح أحد السماسرة لـ Business Insider: "الأمر لا علاقة له بالطريقة التي يرتدون بها ملابسهم".

ويتابع "أكبر خطأ يمكن أن ترتكبه لأن الرجل أو الزوجين ذوي المظهر البسيط يمكن أن يكونا من أصحاب المليارات".

ومع ذلك، يمكن ملاحظة بعض أوجه الغنى منها الساعات التي يرتدونها، وأيضاً الأحذية الجديدة، كما يقول أحد خبراء اليخوتالفاخرة: "الأغنياء لديهم دائماً أحذية جديدة". 

منتجع صحي في البحر

الترفيه، لا يقتصر على النزهة البحرية، فهناك العديد من الخدمات التي يوفرها أصحاب اليخوت لضيوفهم من بينها جلسة تدليك فيالمنتجع الصحي الخاص داخل السفينة.

وهذا المنتجع الخاص يتضمن جلسات تدليك وأخرى للعناية بالبشرة، حيث يكون مزوداً بالأجهزة المناسبة مع خبراء مختصين.

وفق قبطان أحد اليخوت، يجب على الضيوف الحجز مسبقاً لهذه الجلسات حتى يتم تنظيم الوقت لتوفير هذه الخدمة لجميعالراغبين.

الاحتماء من القراصنة

القراصنة، الذين قاموا بغزواتهم في منطقة البحر الكاريبي ليسوا من نسج خيال هوليوود ولا القبطان جاك سبارو الوحيد الذي غزا بحر الكاريبي، فهم حقيقة منذ القرن السابع عشر يوم تأسست جمهوريتهم في سنة 1703 بعد أن تمكن مجموعة من القراصنة والخارجين من القانون من السيطرة على مجموعة جزر في الكاريبي منها جزر الباهاما والجزرالواقعة شمال كوبا.

 وهذه المياه تحديداً ومعها مضيق جبل طارق وبحر إيجة يحبها الأثرياء حيث يبحرون في مياهها لقضاء إجازاتهم، لكنها أيضاًمربض للقراصنة، الأمر الذي لا يدفع الأغنياء من الابتعاد عنها لكنهم يأخذون جميع الاحتياطات الأمنية اللازمة وأهمها بناء غرفآمنة داخل اليخوت الضخمة جدرانها مضادة للرصاص، ولا يمكن تجاوزها بعد إقفالها بنظام أمني صارم لا يمكن تفكيكه.

وفي مناطق معينة، بما في ذلك أجزاء من المحيط الهندي وخليج عدن، يشكل القراصنة مصدراً للقلق. يمكن أن تكون اليخوت الفاخرةمجهزة بأسلحة صوتية، وأنظمة إغلاق، وحماية ضد الطائرات بدون طيار

قارب أطول مليارات أكثر

بينما لا يمكنك الحكم على المشتري وفقاً لمظهره، يمكنك أن تتوقع حجم بناءً على طول قاربه.

إحدى القواعد الأساسية في عالم اليخوت الفاخرة: إذا كان لدى شخص ما سفينة جديدة بطول 50 متراً، فمن المحتمل أن يكونلديه مليار دولار باسمه. أما إذا كان طوله أكثر من 100 متر، فيعني ذلك أن مالكه لديه ثروة لا تقل عن 2 مليار دولار. وبالنسبةلقارب أكبر، مثل يخت جيف بيزوس الضخم "كورو" الذي يبلغ طوله 127 متراً، فبالطبع هناك عدة مليارات من الدولارات. 

المال لا يشتري كل شيء

يتم تصنيع أكبر وأغلى اليخوت في العالم في أحواض بناء السفن المحددة التي تنتج عدداً قليلاً من القوارب سنوياً.

وبغض النظر عن عدد الطلبات وعشرات الملايين من الدولارات التي يرغب العملاء بإنفاقها، يرفض بعض المصنعين بناء اليخوت ما لمتتلاءم أفكار الشاري مع معايير المواصفات التي يضعونها.

بحسب مسؤول تنفيذي في أحد أكبر أحواض بناء السفن في العالم: "في النهاية، يحمل القارب اسمنا".

فمثلاً طلب أحد العملاء إنشاء يخت باللون الأصفر ليتناسب مع سيارته لامبورغيني، لكن تمّ رفض طلبه من قبل حوض بناء السفن.

وقال مصنّع آخر: "إذا لم يعجبني ما يطلبه العميل، فلن أبني أي يخت. أفضل إبرام عقدين أو ثلاثة عقود في العام/ بدلاً من أنيأتي شخص ما ويقول إن سفينتك قبيحة، هكذا تبدأ السمعة السيئة".

كافيار وورود

كل عناصر الرفاهية مؤمنة على سطح اليخت. وطلبات الضيوف تحضر مهما كانت صعبة.

إن طلب الضيف الكافيار الطازج الذي يتم نقله جواً إلى وسط منطقة البحر الكاريبي؟ لا مشكلة. الأزهار أو الورود المفضلة والتيتقطف كل يوم يتم تأمينها حتى لو كان اليخت في وسط المحيط ويبعد آلاف الأميال عن حقول الورد!. هذه الخدمات مكلفة ولكن المالموجود. 

كلفة الصيانة

ليس الطعام والشراب وحده ما يبدو باهظ الثمن، فاليخوت الفاخرة مكلفة في البناء وأيضاً في الصيانة.

وفقاً لمعايير الصناعة، فإن امتلاك يخت فاخر سيكلف 10% من سعر بنائه سنوياً. بالنسبة لليخت الذي تبلغ قيمته 100 مليوندولار، فإن هذا يعني ما لا يقل عن 10 ملايين دولار سنوياً ثمن كلفة الطاقم والصيانة الدورية والتأمين والوقود والرصيف.

استئجار موقع في أحد الموانئ لركن اليخت، قد يكون أكثر الجوانب كلفة لمالك السفينة.

قائمة الأسعار يمكن أن تصل إلى مئات آلاف الدولارات في الأسبوع، بالإضافة إلى ثمن المؤن التي تبلغ 35% من رسومالاستئجار، وقد تتراوح ما بين 10% و20%.

مع هذه التكاليف الباهظة والمرهقة لأي ميزانية، يبدو أن الحل الأفضل للتمتع بهذه الرفاهية هو معرفة صديق يملك هذه اليختويمنحك تجربة واحدة في هذه الحياة.