شهدت الساعات الأخيرة معركة إعلانية داخل أروقة منصة التوصل الاجتماعي X، إذ قرر عدد من كبار الشركات وقف الإعلان على المنصة التي يمتلكها الملياردير إيلون ماسك.
بداية الأزمة
وبدأت الأزمة بسبب اتهامات بمعاداة السامية ضد ماسك، إذ علق على منشور يتضمن نظرية مؤامرة معاداة السامية إذ وصف المنشور بأنه "الحقيقة البحتة"، لكنه أنكر بعد ذلك أن المنشور معادياً للسامية.
وتصاعدت حدة الأزمة في أعقاب تحقيق أجرته مجموعة أميركية زعمت أن الإعلانات على X كانت تظهر بجوار المنشورات الداعمة للنازية.
وأكدت تلك المسألة مجموعة الضغط اليسارية Media Matters for America، إذ صرحت بأنها تحققت من أن إعلانات شركات مثل IBM وApple وOracle تم وضعها بجوار المحتوى المعادي للسامية.
وأصدر تحالفاً يضم 163 من القادة والناشطين والأكاديميين اليهود الذين يمثلون الأحزاب السياسية بياناً هذا الأسبوع رداً على سلوك ماسك الأخير، ومطالبين شركات مثل Disney وApple وAmazon بوقف الإنفاق على الإعلانات على X.
ودخل البيت الأبيض على خط الأزمة، وانتقد علانية منشورات الملياردير الأميركي.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس إنه من غير المقبول ترديد الكذبة الشنيعة وراء أكثر أعمال معاداة السامية فتكاً في التاريخ الأميركي في أي وقت.
ويبدو أن بيتس يشير إلى جريمة القتل الجماعية في بيتسبرغ عام 2018 والتي قتلت 11 شخصاً، إذ نفذها شخصاً أعرب عن إيمانه بنظرية مؤامرة الإبادة الجماعية البيضاء.
الشركات تسارع بمقاطعة X
وعلى إثر تلك الاتهامات، بدأت الشركات حملة مقاطعة لـX، عبر تعليق الإعلان على المنصة، فأعلنت IBM أنه ليس لديها أي تسامح تجاه خطاب الكراهية والتمييز، لذلك قررت على الفور تعليق الإعلان على المنصة مع التحقيق في المسألة.
كما قررت شركات أخرى تعليق الإعلان، وهي Apple وDisney وBravo وOracl وWarner Bros Discovery وParamount Global.
ماسك يقاضي ويهدد
وعلق ماسك أمس الجمعة قائلاً إن عبارات من النهر إلى البحر وإنهاء الاستعمار هي عبارات ملطفة وتعني بالضرورة الإبادة الجماعية، مضيفاً: الدعوة بوضوح إلى العنف الشديد هو ضد شروط الخدمة لدينا وسينتج عنه تعليق الخدمة.
وفي تطور جديد للأزمة، قررت X اليوم رفع دعوى قضائية ضد Media Matters for America، وغيرها ممن هاجموا المنصة، وشدد ماسك أن الشركة سترفع الدعوى بعد انتهاء عطله نهاية الأسبوع وسيتم مقاضاة أي طرف تواطأ في الهجوم الاحتيالي على الشركة.
وقالت X: نشرت Media Matters for America قصة شوهت تماماً التجربة الحقيقية لـX ، في محاولة أخرى لتقويض حرية التعبير وتضليل المعلنين.
اقرأ أيضاً: ماسك يبحث بيع حسابات تويتر القديمة لعملاء X مقابل 50 ألف دولار
نزوح المعلنين ليس جديداً على X
ومنذ تولي ماسك زمام الشركة المعروفة سابقاً باسم Twitter وهو يخوض معارك مع المعلنين الذين انسحبوا في البداية خوفاً من تعارض المصالح بسبب رئاسة ماسك لشركة Tesla.
لكن وبحسب تصريحات للرئيسة التنفيذية لـX، في نهاية سبتمبر أيلول، فإن 90% من أكبر 100 معلن عادوا للمنصة من جديد.
وكانت Media Matters كشفت في نوفمبر تشرين الثاني الماضي أن نصف كبار المعلنين غادروا المنصة بعد 25 يوماً فقط من استحواذ إيلون ماسك عليها.
فيما كشفت وثائق داخلية اطلعت عليها نيويورك تايمز أن إيرادات الشركة من الإعلانات تراجعت خلال العام المنتهي في مارس آذار الماضي 59%.