في السنوات القليلة الماضية، تحول تغير المناخ من تهديد للمستقبل إلى كارثة تتكشف أمام أعيننا مباشرة. وأصبحت آثارها محسوسة الآن في جميع أنحاء العالم، بدءًا من التحول في أنماط إنتاج الغذاء إلى الكوارث الطبيعية التي أصبحت الآن أكثر تواتراً وشدة من أي وقت آخر في التاريخ المسجل.

وفي حين أنه ليس هناك شك في أنها ظاهرة عالمية تتجاوز الحدود الوطنية، إلا أن بعض البلدان تقع على الخط الأمامي لهذه الأزمة سريعة التطور.

10- جنوب السودان

تقع دولة جنوب السودان في شمال شرق أفريقيا تحدها دول مثل إثيوبيا وكينيا وأوغندا.

تتعرض الدولة لخطر كبير من الفيضانات والجفاف مع نزوح أكثر من مليوني شخص بسبب العوامل المرتبطة بالمناخ.

يحصل %55 فقط من السكان على مياه الشرب الآمنة. كما انخفض هطول الأمطار في المنطقة بنسبة %20-10 منذ منتصف السبعينيات، وهو ما يمثل مشكلة كبيرة للعديد من الأسر الريفية التي تعتمد على الأمطار في الزراعة وتربية الحيوانات.

ووفقاً لبعض التقديرات، يعتمد حوالي %95 من سكان جنوب السودان على الطبيعة من أجل البقاء.

9- مدغشقر

أحد أكبر الدول الجزرية في العالم، تقع على بعد 250 ميلاً قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لأفريقيا.

واحدة من أكثر البلدان عرضه لتغير المناخ، بسبب ارتفاع وتيرة الكوارث مثل الفيضانات، والعواصف الاستوائية، والأعاصير، والجفاف.

وعادة ما يأتي موسم الأعاصير السنوي في البلاد، من نوفمبر إلى مارس، مصحوبًا بأعاصير وعواصف شديدة، مما تسبب في هطول أمطار غزيرة وفيضانات وارتفاع منسوب مياه البحر في السنوات القليلة الماضية.

وبالإضافة إلى ذلك، تواجه مدغشقر أيضًا أشد حالات الجفاف حدة خلال العقود الأربعة الماضية، لا سيما في الجزء الجنوبي من البلاد. وقد أثرت الكارثة حتى الآن على أكثر من مليون ونصف المليون شخص في جميع أنحاء المنطقة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى اعتمادها الكبير على زراعة الكفاف والمحاصيل البعلية.

وقد أدى ارتفاع أسعار المياه والندرة الشديدة في الغذاء، بالإضافة إلى حالة الفقر الاقتصادي في البلاد، إلى تفاقم عواقب هذه المشاكل المرتبطة بالمناخ.

على مر السنين، تسببت الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والأعاصير والفيضانات ودرجات الحرارة القصوى في أضرار إجمالية تزيد عن مليار دولار.

8- أفغانستان

على الرغم من مساهمتها الضئيلة في الانبعاثات العالمية، تعتبر أفغانستان واحدة من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ بسبب الصراع والعوامل المرتبطة بالمناخ. تواجه المنطقة بأكملها حاليًا أحداثًا مناخية متطرفة ومكثفة مثل الجفاف والعواصف والفيضانات، والانهيارات الأرضية، والانهيارات الجليدية، والزلازل.

ووفقاً لبعض التقارير، يعتمد %80 من الأفغان على الزراعة من أجل البقاء، مما يجعل حتى التغيرات المناخية الطفيفة تؤثر بشكل كبير على إنتاج الغذاء وتوافره، وهي مشكلة تتفاقم بسبب التقنيات الزراعية التي عفا عليها الزمن والعنف الناجم عن الصراعات.

تتزايد حالات الجفاف في جميع أنحاء البلاد تقريبًا، حيث سيتأثر حوالي %64 من الأسر و%50 من السكان في عام 2022.

وهناك أيضًا ندرة حادة في المياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات ذوبان الجليد، كمصادر للمياه مثل الأنهار. وتجف البحيرات بمعدل أسرع كل عام.

7- هايتي

هايتي دولة جزيرة صغيرة في منطقة البحر الكاريبي، موقعها جعلها أكثر عرضة للكوارث مثل الفيضانات والجفاف والأعاصير من البلدان الأخرى في المنطقة، مما يجعلها واحدة من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ في جميع أنحاء العالم. إحدى المشاكل الخاصة بهايتي هي افتقارها إلى الأشجار، مما يؤدي إلى تآكل التربة أثناء هطول الأمطار الغزيرة مما يسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية.

وتؤدي الظروف الاجتماعية والاقتصادية داخل البلاد إلى تأجيج الأزمة المستمرة، حيث يعتمد جزء كبير من السكان على زراعة الكفاف ويعتمدون على أنماط الطقس المتغيرة لزراعة طعامهم. كما أن الحصول على المياه النظيفة أصبح أكثر ندرة عاماً بعد عام، مما يؤثر سلباً على الصحة العامة ويجعل جميع التحديات المذكورة أعلاه أسوأ.

6- الفلبين

الفلبين دولة جزيرة في غرب المحيط الهادئ تتكون من أكثر من 7 آلاف جزيرة. تضاريسها الفريدة تجعلها وجهة مثالية للسياح والمستكشفين من جميع أنحاء العالم، على الرغم من أنها تجعلها أيضًا عرضة بشكل خاص للتأثيرات القادمة لتغير المناخ.

وتتعرض البلاد كل عام لمتوسط 20 إعصارًا، ولم يتزايد تواترها إلا في السنوات القليلة الماضية. لقد حدثت خمسة من أعنف الأعاصير في تاريخ الفلبين منذ عام 2006، وكان كل منها أكثر شدة وتدميرًا من سابقه. ولعل أكثرها تدميرًا كان إعصار هايان، أو يولاندا، الذي أودى بحياة حوالي 6300 شخص.

ويهدد ارتفاع مستويات سطح البحر الوضع المناخي المتنامي في جميع أنحاء البلاد؛ وفقًا لتقرير صادر عن موقع المناخ المركزي، فإن جنوب شرق آسيا يعد موطنًا لحوالي 70% من 150 مليون شخص يعيشون في مناطق من المتوقع أن تغمرها المياه حول العالم بحلول عام 2050.

5- جمهورية الكونغو الديمقراطية

جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي كانت تُعرف سابقًا باسم زائير، هي بسهولة واحدة من أكبر الدول في أفريقيا.

وفقًا لتقارير السنوات القليلة الماضية، تم تحديد جمهورية الكونغو الديمقراطية باعتبارها واحدة من أكثر البلدان عرضة لآثار تغير المناخ، وخاصة بالنسبة لسكانها الشباب.

وفقًا لتقارير التقييم الصادرة عن اليونيسف، فإن الأطفال الكونغوليين هم تاسع أكثر الأطفال عرضة للصدمات المناخية والبيئية في جميع أنحاء العالم.

وبحلول عام 2050، قد ترتفع درجات الحرارة في جميع أنحاء جمهورية الكونغو الديمقراطية بمقدار 1 إلى 2.5 درجة مئوية، مصحوبة بهطول أمطار غزيرة وفترات جفاف طويلة الأمد. 

في المقابل، قد تشهد المنطقة الجنوبية انخفاضًا في هطول الأمطار في موسم الجفاف. ويمكن للمرء أن يتوقع أيضًا ارتفاعًا في مستوى سطح البحر في المناطق الساحلية بمقدار 60 إلى 70 سنتيمترًا بحلول عام 2080، مما يزيد من خطر تآكل السواحل وندرة المياه بشكل عام في جميع أنحاء البلاد.

يعتمد حوالي %95 من السكان في جمهورية الكونغو الديمقراطية على المحاصيل الزراعية مثل الكسافا والذرة، وكلاهما مهدد بشدة بأمراض المحاصيل الناجمة عن المناخ. بالإضافة إلى ذلك، يواجه قطاع الطاقة الكهرومائية اضطرابًا بسبب انخفاض أنماط هطول الأمطار، مما يهدد بشكل أكبر أمن الطاقة والأمن الغذائي لسكان الكونغو.

4- باكستان

وفقًا لمؤشر مخاطر المناخ العالمي لعام 2021، تعد باكستان، دولة جنوب آسيا، ثامن أكثر الدول عرضة لتغير المناخ على المدى الطويل.

على مدى العقدين الماضيين، تم تصنيف باكستان أيضًا بشكل ثابت بين الدول العشر الأكثر عرضة لمخاطر المناخ، وذلك بسبب الآلاف من الوفيات المرتبطة بالمناخ والخسائر المالية التي تجاوزت 4 مليارات دولار بسبب العوامل المرتبطة بالمناخ.

علاوة على ذلك، تؤدي هذه الآثار إلى تفاقم خطر الصراع في جميع أنحاء المنطقة، وخاصة على الموارد المتضائلة مثل المياه والغذاء.

وقد أدت موجة الحر الأخيرة إلى تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في باكستان، حيث أدت درجات الحرارة الحارقة إلى الإضرار بإنتاج المحاصيل وجعل الأراضي الصالحة للزراعة غير صالحة للاستخدام بالنسبة لصغار المزارعين.

كما أصبحت باكستان معرضة بشكل متزايد للظواهر الجوية المتطرفة المتكررة، مثل الفيضانات المدمرة في عامي 2010 و 2022.

3- إثيوبيا

تقع إثيوبيا في القرن الأفريقي، وهي واحدة من أكبر الدول وأكثرها اكتظاظًا بالسكان في القارة. إنها معرضة بشدة لتغير المناخ بسبب تعرضها لظواهر مناخية متطرفة مثل الجفاف والفيضانات والبراكين والزلازل، والتي تفاقمت بسبب الفقر واعتماد البلاد على قطاعات مثل الزراعة، والمياه، والسياحة، والغابات.

ومن بين جميع العوامل، ربما يكون الجفاف هو الأكثر ضررًا، حيث زادت حالات الجفاف في إثيوبيا من حيث الحجم والتكرار والتأثير منذ السبعينياتت.

وقد أدى الجفاف الكبير الذي حدث في عام 2011 إلى احتياج الملايين إلى المساعدات الغذائية، وهو ما تبين فيما بعد أنه مرتبط بنفوق الماشية بسبب نقص المراعي والمياه. بسبب تغير المناخ والعوامل البشرية الأخرى، تتوسع المناطق المتضررة من الجفاف والتصحر في جميع أنحاء البلاد، إلى جانب زيادة الفيضانات المفاجئة وفيضانات الأنهار الموسمية. وتظهر التوقعات ارتفاعاً محتملاً بنسبة %20 في هطول الأمطار الغزيرة بحلول نهاية القرن.

2- الصومال

الصومال بلد أفريقي آخر يواجه بعضًا من أسوأ التحديات المناخية في جميع أنحاء العالم، حيث يعتمد حوالي %70 من سكانه على الزراعة والرعي. كما تهدد الفيضانات وحالات الجفاف الشديدة المتزايدة في السنوات الأخيرة المزارعين والرعاة، بالإضافة إلى التدهور البيئي الناجم عن الأنشطة الصناعية مثل إنتاج الفحم.

علاوة على ذلك، يواجه الصومال أشد حالات الجفاف منذ ما يقرب من أربعة عقود. وقد أدى غياب السياسات الوطنية لاستخدام الأراضي وإدارة مخاطر الكوارث على مستوى الولايات إلى تفاقم الوضع، مع تأثير كبير على المستوطنات المحلية.

والنساء في المناطق الريفية معرضات بشكل خاص لأسوأ آثار تغير المناخ، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى افتقارهن إلى صلاحيات اتخاذ القرار وعدم المساواة في الوصول إلى الموارد داخل مجتمعاتهن.

وفقًا للتقارير، تُصنف الصومال كثاني أكثر دولة معرضة للمناخ في العالم، على الرغم من مساهمتها الضئيلة في انبعاثات الغازات الدفيئة.

1- سوريا

وفي حين يعلم العديد من الناس أن سوريا تمر بحرب أهلية وحشية منذ أكثر من عقد من الزمان، فإن الكثيرين لا يدركون مدى تعرضها الشديد لتغير المناخ.

وقد تضررت البلاد بشدة من الظواهر الجوية القاسية طوال هذا الوقت، مثل موسم الأمطار المنخفض القياسي في عام 2021، مما أدى إلى انخفاض تدفق المياه إلى الأنهار مثل نهر الفرات.

وكان لهذه الكوارث المناخية تأثير كبير على المجتمعات الزراعية والرعاة في جميع أنحاء البلاد، حيث يعتمدون بشكل كبير على المياه والغطاء النباتي لكسب العيش.

وتتفاقم الآثار بسبب الصراع المدني المستمر، حيث يؤدي تدمير البنية التحتية ونزوح الناس في أجزاء واسعة من البلاد إلى تفاقم المشكلة.

وبسبب هذا الوضع، دُفعت العديد من الأسر السورية إلى مزيد من الفقر في السنوات القليلة الماضية، حيث أصبحت حتى السلع الأساسية مثل الغذاء والماء والمأوى نادرة في جميع أنحاء المنطقة.