أصبح العثور على عمل عن بعد بشكل كامل أمراً يصعب بلوغه في الآونة الأخيرة، فقد كشف مسح حديث عن أن إعلانات الوظائف تتناقص بشكل أسرع في المناطق الحضرية التي يمكن من خلالها القيام بالعديد من الوظائف عن بعد.
وقال كوري كانتينجا، كبير الاقتصاديين في موقع LinkedIn: "إن بعض التراجع في الوظائف المتوفرة للعمل عن بعد مرتبط بمخاوف بشأن الإنتاجية. كانت هناك بعض الدراسات التجريبية التي تظهر أن هناك بعض التأثيرات على الإنتاجية، ربما بسبب العمل عن بعد. لكن تلك الدراسات لا تزال في طور التجربة، أليس كذلك؟ ومن غير الواضح كيف تنطبق على القوى العاملة على نطاق أوسع".
يشار إلى أنه خلال فترة جائحة كورونا، كان العمل عن بعد هو المفضل لدى العديد من الشركات، وأصبح العمل عن بعد بشكل كامل هو الوضع الطبيعي الجديد حيث أفاد مكتب الإحصاء الأميركي أن عدد الأشخاص الذين يعملون بشكل أساسي عن بعد تضاعف ثلاث مرات في الفترة من عام 2019 إلى عام 2021.
وذكر أستاذ الاقتصاد في جامعة ستانفورد، نيكولاس بلوم: “لقد فرضت الجائحة علينا العمل عن بعد ليصبح النمط الطبيعي في سوق العمل”. "قبل الجائحة، كان العمل عن بعد نادرًا جدًا. لقد ظل جميع المديرين والموظفين بعيدين تماماً عن مقرات العمل عام 2020".
اقرأ أيضاً: كيف غيرت الشركات الناشئة ثقافة العمل في اليابان؟
ومع بدء العالم في تخفيف قيود الإغلاق والعودة التدريجية للعمل من المكاتب، غيرت الشركات الأميركية موقفها من العمل عن بعد. حتى أن بعض الشركات هددت بطرد العمال الذين لا يعودون إلى مكاتبهم لعدد معين من الأيام.
ومن أبرز المنتقدين لنظام العمل عن بعد الرئيس التنفيذي لشركة Tesla، إيلون ماسك الذي صرح في مايو أيار الماضي: "إن فئة العاملين بحواسبهم المحمولة يعيشون في لالا لاند، إن الأمر ليس مجرد المخاوف بشأن إنتاجية هؤلاء الموظفين عن بعد، إنه أمر خاطئ من الناحية الأخلاقية".