على الرغم من الضغوط الاقتصادية والتوترات، يبقى الدولار الأميركي مهيمناً على الأسواق العالمية، ويحافظ على مكانته باعتباره العملة الأولى للبنوك المركزية وفي التجارة الدولية رغم توقعات البعض بتلاشي قوته، وفقاً لمصرف مورغان ستانلي.

سيبقى الدولار عصياً على التلاشي، حيث أشار البنك الاستثماري إلى وجود مخاوف من إمكانية التخلص من الدولار الأميركي في نهاية المطاف باعتباره العملة الأكثر تداولًا والأكثر استخداماً في العالم. 

وكان حذر بعض المعلقين من أن العملات المنافسة مثل اليوان الصيني أو الين الياباني أو حتى عملة البريكس المشتركة يمكن أن يعطلوا سوق الدولار، ولكن هناك أسباب رئيسية لعدم زوال هيمنة الدولار في أي وقت قريب، حسبما قال استراتيجيو مورغان ستانلي.

في هذا السياق، قال رئيس استراتيجية العملات الأجنبية للأسواق الناشئة بالبنك جيمس لورد، في بث صوتي حديث: "ما هي العملة التي ترغب في امتلاكها عندما تبدأ أسواق الأسهم العالمية في الانخفاض، ويميل الاقتصاد العالمي إلى الركود؟ بالطبع التداول بالدولار الأميركي لأن ذلك كان تاريخياً رد فعل سعر الصرف على هذا النوع من الأحداث". 

بدوره، قال رئيس أبحاث السياسة العامة الأميركية في الشركة، مايكل زيزاس: "خلاصة القول، ليس لدى الملك الدولار King Dollar أي منافسين حقاً ".

أشار مورغان ستانلي إلى ثلاثة عوامل من شأنها أن تحافظ على مكانة الدولار في الأسواق المالية:

1. اليوان ليس سائلاً بما يكفي لتحدي الدولار

رأى الاستراتيجيون إن اليوان الصيني، الذي يحاول المسؤولون في بكين وضعه كمنافس للدولار على المسرح العالمي، ليس سائلاً بما يكفي لتعطيل هيمنة العملة الأميركية. ويرجع ذلك جزئياً إلى الضوابط الصارمة التي تفرضها الصين على رأس المال على عملتها، والتي تحد من حجم الأموال النقدية التي يمكن إدخالها وخارجها.

لذا من غير المرجح أن تتحدى الدولار الأميركي بشكل ملموس في أي وقت قريب.

وقال جيمس لورد: "قد تحرز الصين بعض التقدم في تقويم المزيد من تجارتها الثنائية بالدولار الأميركي، لكن تأثير ذلك على المقاييس العالمية لهيمنة العملة من المرجح أن يكون تدريجيا".

2. المخاوف بشأن الديون الأميركية لن تؤثر على الدولار

بالنسبة للمتشائمين تتضاءل الثقة في العملة الأميركية مع تزايد المخاوف بشأن ارتفاع رصيد الديون الأميركية. اعتباراً من هذا العام، تراكمت على الحكومة ديون تزيد عن 34 تريليون دولار، وهو مبلغ قياسي. 

على الرغم من ذلك، فإن هذا ليس له تأثير يذكر على الثقة في الدولار الأميركي، نظراً لسمعة العملة الطويلة الأمد باعتبارها أصلاً آمناً عالي السيولة.

حول هذه النقطة قال زيزاس: "أتفهم هذا القلق، لكن في المستقبل المنظور، ليس هناك الكثير من الأمور"، مردفاً "اعتماداً على نتيجة الانتخابات في الولايات المتحدة، هناك بعض التوسع المالي مطروح على الطاولة، لكنه ليس فاضحاً من وجهة نظرنا، وما لم نعتقد أن الفدرالي الأميركي غير قادر على مكافحة التضخم، ويعتقد اقتصاديونا أنهم قادرون على ذلك، فمن الصعب أن نرى قناة تؤدي إلى تحول الدولار إلى عملة غير مستقرة".

وقد تباطأ التضخم بشكل كبير من أعلى مستوياته منذ عام 2022، على الرغم من الإنفاق في عصر الوباء وتصاعد مستويات الديون. ارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 3.3% فقط على أساس سنوي في مايو/ أيار، وفقاً لأحدث تقرير للتضخم، بانخفاض عن ذروة بلغت 9.1% قبل عدة سنوات.

3. التشفير ليس بديلاً قابلاً للتطبيق

إنه في حين أن العملات المشفرة مثل البتكوين تعتبر سائلة، إلا أنها متقلبة للغاية بحيث لا يمكن اعتبارها بديلاً حقيقياً للدولار. 

"إذا كنت أحتفظ بعملة مشفرة ترتفع، على سبيل المثال، بنسبة 10% شهرياً، فمن غير المرجح أن أستخدمها في التجارة وبدلاً من ذلك أحتفظ بها في محفظتي للاستفادة من ارتفاع سعرها،" بحسب مدير مورغان ستانلي، ديفيد آدامز.

وقال آدامز "الآن، يمكن للأشخاص المعقولين أن يختلفوا حول ما إذا كانت العملات المشفرة سترتفع أو تنخفض، لكنني أزعم أن النتيجة الأفضل للعملة المهيمنة هي عدم القيام بأي منهما".

إن إزاحة العملة المهيمنة في العالم هو أمر يحدث على مدار عقود، كما قال الاقتصاديون لموقع Business Insider في وقت سابق، حيث يستغرق الناس وقتاً طويلاً للتحول إلى عملات أخرى بمجرد التعرف على العملة المهيمنة على أنها "آمنة".