واجه بيت هيجسيث، مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لتولي وزارة الدفاع، انتقادات لاذعة خلال جلسة تأكيد تعيينه بمجلس الشيوخ، الثلاثاء، إذ أعرب الديمقراطيون عن قلقهم الشديد بشأن افتقاره للخبرة، واتهامات تتعلق بإدمانه الكحول ومعارضته السابقة لمشاركة النساء في القتال. 

وفي المقابل غابت قضايا الصراعات الخارجية مثل حرب أوكرانيا، والحرب الإسرائيلية على غزة، وتوسع الجيش الصيني، عن المواضيع الرئيسية للجلسة، والتي ركزت بشكل أكبر على القضايا الداخلية. 

ويُعتبر هيجسيث، المذيع السابق في قناة "فوكس نيوز"، من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل التي تم ترشيحها لمنصب وزير الدفاع.

مواقف هيجسيث تجاه النساء

وسبق لهيجسيث (44 عاماً) قبل ترشيحه مهاجمة مبادرات التنوع والمساواة والشمول في الجيش، كما أعرب عن معارضته الشديدة لمشاركة النساء في الأدوار القتالية، لكنه تراجع عن هذا الموقف خلال جلسة التأكيد، التي تعتبر الأكثر إثارة للجدل في تاريخ تعيين وزراء الدفاع الأميركيين. 

وقال السيناتور جاك ريد، العضو البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ: "هيجسيث، لا أعتقد أنك مؤهل لتلبية المتطلبات الهائلة لهذه الوظيفة"، منتقداً مكتب التحقيقات الفيدرالي بسبب "فشله في التحقيق بشكل كاف في العديد من الاتهامات الموجهة ضد هيجسيث".

وأثارت بعض القضايا قلقاً بين المشرعين، بما في ذلك اتهام هيجسيث بالاعتداء الجنسي في عام 2017 "لم يسفر عن توجيه اتهامات"، بينما ينفي هيجسيث هذا الاتهام.  

كما تم اتهامه بالإفراط في شرب الكحول وسوء إدارة الأموال في المنظمات التي تخدم المحاربين القدماء، فيما تعهد بالامتناع عن شرب الكحول إذا تم تأكيد تعيينه، موضحاً أنه "ارتكب بعض الأخطاء المالية"، لكنه ينفي ارتكاب أي مخالفات.

كما هاجمت عضوة مجلس الشيوخ الديمقراطية كيرستن جيليبراند تصريحات هيجسيث السابقة بشأن النساء في الجيش الأميركي، معتبرة أنه "يجب عليه أن يغير بشكل جذري نظرته للنساء اللواتي يشكلن 18% من الجيش الأميركي". 

وقالت جيليبراند خلال مواجهة ساخنة مع هيجسيث: "لدينا مئات ومئات من النساء اللاتي يخدمن في المشاة وهن مقاتلات في جيشنا، لكنك تقلل من شأنهن"، مضيفة: "يجب توضيح هذه التصريحات، لأنها قاسية وجارحة".

من جانبه، دعّم السيناتور الجمهوري روجر ويكر، الذي يقود اللجنة، هيجسيث، بالقول إن "هذا الترشيح غير تقليدي، هيجسيث كذلك، فيما يتعلق بسلوكه الشخصي، اعترف أنه أخفق في بعض الأحيان، كما نفعل جميعاً من وقت لآخر". 

"المحاسبة قادمة" 

وأثناء تصريحاته أمام اللجنة، والتي أثنى فيها على ترمب، تعهد هيجسيث بإعادة ثقافة المحارب إلى الجيش الأميركي، قائلاً إن "المحاسبة قادمة لأولئك الذين يقصرون في أداء مهامهم".

وأضاف هيجسيث: "يعتقد ترمب، وأنا أتفق معه، أنه حان الوقت لتسليم القيادة لشخص عملي، شخص يحدث التغيير". 

وفي سؤال عن تصريحاته السابقة المعارِضة لمشاركة النساء في القتال، قال إنه "سيدعم النساء في أدوار القتال، طالما ظلت المعايير عالية، وسنجري مراجعة لضمان عدم تآكل هذه المعايير". 

من جانبها، عبّرت عضوة مجلس الشيوخ الديمقراطية إليزابيث وارن عن شكوكها في أن هيجسيث قد خفف من معارضته للنساء في القتال، قائلة: "الكلام الذي قلته في الماضي، ليس هو نفسه الذي تأتي لتقوله اليوم". 

وعلى الرغم من الدعم القوي الذي يحظى به هيجسيث من قبل الجمهوريين الموالين لترمب، فإن تأكيد تعيينه قد يعتمد على أدائه أمام اللجنة.

ونادراً ما يخسر المرشحون للمناصب الوزارية أصوات مجلس الشيوخ، وآخر مرشح تم رفضه، السيناتور السابق جون تاور، الذي رُشح وزيراً للدفاع في عام 1989، وتم التحقيق معه بسبب ادعاءات تتعلق بشرب الكحول وسلوك غير لائق مع النساء.

 وإذا تم تأكيد تعيينه، قد يحقق هيجسيث وعود ترمب بـ"تطهير الجيش" من الجنرالات الذين يتهمهم بتطبيق "سياسات التنوع".