قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها سترسل ذخائر اليورانيوم المنضب ‏الخارقة للدروع إلى أوكرانيا ضمن حزمة مساعدات جديدة، وهي خطوة وصفها ‏مسؤول روسي كبير بأنها "عمل إجرامي".‏


وفيما يلي نظرة على المخاوف المتعلقة بهذه الأسلحة.‏


ما هي هذه الذخائر؟


اليورانيوم المنضب منتج ثانوي عالي الكثافة يتخلف عند تخصيب اليورانيوم ‏لاستخدامه في المفاعلات النووية أو الأسلحة النووية.‏


اليورانيوم المنضب مشع لكنه يحتوي على مستوى أقل بكثير من النظيرين المشعين ‏يو-235 ويو-234، أي أقل كثيرا من المستويات الموجودة في خام اليورانيوم ‏الطبيعي، وهو ما يقلل من نشاطه الإشعاعي.‏


تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه يستخدم في الأسلحة لأنه عالي الكثافة ‏ويشتعل ذاتيا عند درجات حرارة وضغط عالية، ولأنه يصبح أكثر حدة عندما ‏يخترق الصفائح المدرعة.‏


وقال متحف الإشعاع والنشاط الإشعاعي التابع لاتحاد جامعات أوك ريدج في ‏تنيسي بالولايات المتحدة "عندما تضرب ذخيرة يورانيوم منضب خارقة هدفا ما، ‏ترتفع درجة حرارة سطحه بشكل كبير".‏


وأضاف "عندما يخترق اليورانيوم المنضب المركبة المستهدفة، تتجه الشظايا ‏الأكبر لالتهام كل ما بداخلها، في حين ترفع تلقائية اشتعال اليورانيوم من احتمالات ‏انفجار وقود المركبة و/أو ذخيرتها".‏


ويعني هذا أنه عندما تضرب مثل هذه الذخيرة درع الدبابة، فإنها تخترقه في ‏غمضة عين قبل أن تنفجر وسط سحابة مشتعلة من الغبار والمعادن، بينما يؤدي ‏ارتفاع درجات الحرارة إلى انفجار الوقود والذخيرة الموجودة في الدبابة.‏


من يمتلك هذه الذخائر؟


تنتج الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا وباكستان أسلحة ‏اليورانيوم المنضب التي يقول التحالف الدولي لحظر أسلحة اليورانيوم إنها لا ‏تصنف أسلحة نووية.‏


ومن المعروف أن 14 دولة أخرى تخزن أسلحة اليورانيوم المنضب.‏


ما هي المخاطر؟


توجد الكثير من الدراسات ويثور الجدل حول آثار التعرض لأسلحة اليورانيوم ‏المنضب، وخصوصا في ساحات القتال حيث استخدمت هذه الذخائر في حرب ‏الخليج في 1990 و1991 وفي قصف حلف شمال الأطلسي ليوغوسلافيا في ‏‏1999.‏


وتقول الجمعية الملكية، وهي زمالة علماء مقرها لندن، إنه جرى استخدام نحو ‏‏340 طنا من اليورانيوم المنضب في الذخائر خلال حرب الخليج عام 1991 وما ‏يقدر بنحو 11 طنا في البلقان في أواخر التسعينيات.‏


وتناول أو استنشاق كميات من اليورانيوم، حتى وإن كان منضبا، أمر خطير، إذ ‏يمكن أن يُضعف وظائف الكلى ويزيد من خطر الإصابة بمجموعة من الأمراض ‏السرطانية.‏


وتقول جهات معارضة لمثل تلك الأسلحة، ومنها التحالف الدولي لحظر أسلحة ‏اليورانيوم، إن الغبار الناتج عنها يمكن استنشاقه، في حين أن الذخائر التي لا ‏تصيب هدفها يمكن أن تسمم المياه الجوفية والتربة.‏


لكن بريطانيا، التي أعلنت في مارس آذار أنها سترسل هذا النوع من الذخائر إلى ‏أوكرانيا، تقول في إرشاداتها إن من الصعب أن يتسبب استنشاق كميات من غبار ‏اليورانيوم المنضب في وقوع إصابات.‏


ماذا يقول العلم؟


قالت الجمعية الملكية في تقرير عام 2002 إن المخاطر التي تتعرض لها الكلى ‏والأعضاء الأخرى من استخدام ذخائر اليورانيوم المنضب منخفضة جدا بالنسبة ‏لمعظم الجنود في ساحة المعركة وأولئك الذين يعيشون في منطقة الصراع.‏


لكن الجمعية أضافت "في الظروف القاسية، وفي ظل أسوأ الافتراضات، يمكن أن ‏يعاني من يتعرض من الجنود لكميات كبيرة من اليورانيوم المنضب آثارا ضارة ‏على الكلى والرئة".‏


وقالت "سيكون التلوث البيئي متباينا للغاية، لكن في معظم الحالات ستكون ‏المخاطر الصحية المرتبطة باليورانيوم المنضب منخفضة للغاية. وفي بعض ‏السيناريوهات الأسوأ، يمكن أن تشهد بعض المناطق مستويات عالية من اليورانيوم ‏في الطعام أو الماء، مما قد يكون له آثار ضارة على الكلى".‏


وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن عددا صغيرا من المحاربين القدامى الذين ‏شاركوا في حرب الخليج توجد بأجسادهم آثار لليورانيوم المنضب أدت إلى ارتفاع ‏مستويات إفراز اليورانيوم المنضب في البول لكن دون التسبب في أي آثار صحية ‏ملحوظة.‏


وأضافت أن الدراسات على هؤلاء الجنود أظهرت "زيادة صغيرة (أي ليست ذات ‏دلالة إحصائية) في معدل الوفيات، لكن هذه الزيادة ترجع إلى وقائع معينة أكثر من ‏كونها ترجع إلى أمراض... لا يمكن ربطها بأي تعرض لليورانيوم المنضب".‏


كما أشار تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة حول تأثير اليورانيوم المنضب في ‏صربيا والجبل الأسود إلى "عدم وجود تلوث كبير وواسع النطاق".‏


غير أن بعض الساسة الصرب شككوا في ذلك وتحدثوا عن زيادة عدد الوفيات ‏بسبب إصابتهم بأورام خبيثة.‏


ماذا قالت روسيا؟


في تكرار لتحذيرات موسكو السابقة، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ‏ريابكوف إن واشنطن تعمل على تصعيد الصراع في أوكرانيا من خلال إرسال ‏إمدادات لكييف من هذا النوع من الذخائر.‏


ونقلت وكالة تاس للأنباء عن ريابكوف قوله "هذه ليست خطوة تصعيدية فحسب، ‏بل تعكس لا مبالاة واشنطن البشعة بالتبعات البيئية لاستخدام هذا النوع من الذخائر ‏في أرض المعركة. هذا في الحقيقة عمل إجرامي".‏