محمد شريف حواص
محرر في CNBC عربية
لاق قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا كثير من الانتقادات بخصوص إقراره زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم التي ستنتظم في أميركا كندا والمكسيك في 2026 من 32 إلى 48، حيث اعتبر العديد من المتداخلين في اللعبة أن هذا القرار سيضعف مستوى البطولة و خاصة مرحلة المجموعات مايمكن أن يهدد قوة الدورة التي تنتظرها الجماهير الرياضية كل 4 سنوات.
أنفينتينو: 135 منتخباً لم يسبق لهم المشاركة في المونديال...
رغم أن مشروع القانون تمت المصادقة عليه وتمريره إلا أن العديد من النقاد ككبار اللاعبين المعتزلين وجانب من الإعلاميين اعتبروا أن انفينتينو أصر على مشروعه ليس بغاية إعطاء فرصة للمنتخبات "الصغيرة" للمشاركة في كأس العالم ولكنه يبحث عن دعم ليواصل بقاءه في رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم التي باتت صراعاته الداخلية تطفو على السطح في السنوات الأخيرة ما يمكن أن يهدد بقاءه في منصبه.
ولكن في المقابل استمات جيانو أنفينتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وصاحب المقترح على الدفاع عن مشروعه حيث اعتبر أن مشاركة 32 منتخباً فقط هو أمر فيه شيء من الظلم قائلاً إن كرة القدم ليست حكراً على المنتخبات أوروبا وأميركا اللاتينية التي لطالما تعودت الجماهير على متابعتها في كل دورة كما اعتبر أن حضور 32 منتخباً فقط في أكبر بطولة للمستديرة أمر غير معقول معللاً ذلك بضرورة إيجاد سبل لإشراك منتخبات لم نتعود عن سماع أسماءها في المونديال كما قال إن عضوية الاتحاد تشمل 211 دولة، عضواً على كل اتحاد، 135 منها لم يسبق لهم المشاركة في المونديال منذ إنشائه مؤكداً أن هذا غير مقبول.
وإن اختلفت وجهات النظر بين مؤيد ومعارض فإن الأمر الأهم هو أن موازنة الاتحاد ستشهد انتعاشة هي الأكبر في تاريخ كرة القدم منذ تأسيسها، فكيف ذلك؟
زيادة المنتخبات المشاركة في المونديال القادم.. انتعاشة في موازنة الفيفا
بالعودة إلى الأرقام الرسمية التي أصدرها الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا فإن حقوق البث التلفزيوني التي جناها الاتحاد من كأس العالم روسيا 2018 قد تجاوزت 4.6 مليار دولار بينما تتجه التوقعات أن عوائد المونديال الأخير الذي أقيم في قطر يمكن أن تبلغ 4.8 مليار دولار مع عدم إعلان الفيفا حتى الآن عن الرقم الرسمي بينما أعلن الاتحاد أن احتياطاته بلغت 3.9 مليار دولار بنهاية 2022 مقابل 1.6 مليار دولار في 2021.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن إضافة 16 منتخباً إضافياً في كأس العالم المقبلة والمرور من 32 إلى 48 هو استثمار ليس له مثيل حيث سيزيد عدد المقابلات الملعوبة من 104 بزيادة 40 مباراة ما يعني إضافة 3600 دقيقة إضافية ستشاهدها الجماهير وهي زيادة في الإيرادات.
فيتوقع الاتحاد أن تصل مداخيله في المونديال القادم من حقوق البث التلفزيونية إلى 11 مليار دولار أي أكثر من ضعف المداخيل الحالية، غير أن إضافة منتخبات لم يسبق لها المشاركة يعني زيادة كبيرة في عدد الجماهير المتابعة.
من جهة أخرى لن تمثل هذه الزيادة أي عبء إضافي للدول المنضمة فتنظيم كل المباريات سيتم بنفس عدد الملاعب وفي نفس المدة المعتادة للمسابقة في المقابل ستجني الدول المنظمة أكثر مداخيل من الجماهير التي ستتنقل لمتابعة منتخبات بلادها كما سيزيد إشعاع الدول التي تنظم المونديال من حيث استقبال أكثر عدد من الجنسيات المختلفة مما سبق.