محمد شريف حواص
محرر في CNBC عربية
أطلق الحكم صافرة أعلن بها الأرجنتين بطلاً للعالم و أعطى إشارة نهاية مونديال استثنائي سيبقى محفوراً في ذاكرة عشاق المستديرة.
أسال مونديال قطر الكثير من الحبر في عالم الصحافة الرياضية منذ إعلان الفيفا شرف العنابي استضافته في 2010، لتكون أول كأس شرق أوسطية تلعب على أرض عربية.
تحضيرات دامت قرابة الـ 12 سنة كلفت بحسب الحكومة القطرية 220 مليار دولار، و لكن لم يتصور أكثر المتفائلين أن هذه الدورة ستحصل على العلامة الكاملة من حيث التنظيم خاصة بعد استعراض القوى الذي قامت به روسيا في 2018، كما لم ينتظر أحد سيناريوهات مثيرة لمباريات كالتي حصلت ولم تسبق في تاريخ اللعبة.
قطر تحصل على العلامة الكاملة تنظيمياً
أكثر من مليون زائر من كامل أنحاء العالم نزلوا ضيوفاً بالدولة التي لا يتجاوز عدد سكانها 2.8 ملايين، ليجدوا كل المرافق متوفرة وعلى أحسن وجه، فشبكة المترو والحافلات التي أقامتها الدولة الخليجية تصل كل الملاعب دون استثناء وهو أمر لم يحصل قبل في تاريخ المونديال.
8 ملاعب عصرية صديقة للبيئة تضاهي أفضل ستادات أوروبا، عشب متأقلم مع درجات حرارة و رطوبة مرتفعة ومقاعد مدرجات أشادت الجماهير بالرفاهية فيها، كما تم تجهيز كل الملاعب بمساحات منعزلة لذوي الاحتياجات الخاصة بها كل التجهيزات التي تراعي احتياجاتهم و تمكنهم من متابعة المباريات في أفضل الظروف.
30 يوماً درات فيها 64 مباراة انطلقت في مواقيتها بمدرجات تعج بالجماهير بمعدل يتجاوز 40 ألف متفرج كل هذا دون تلقي اتحاد اللعبة أي احتراز أوشكوى من أي وفد من المنتخبات المشاركة .
ظروف تنظيمية رائعة اشاد بها رئيس الفيفا ولكن الأروع هي السيناريوات الكروية غير المنتظرة.
مونديال المفاجئات بالخط العريض
من كان يتصور أن السعودية ستطيح بمنتخب راقصي التانغو أبرز المراهنين على اللقب في مباراة ظهر فيها الصقور بأداء هو الأروع في تاريخهم.
كما نجح نسور قرطاج في التغلب على بطل العالم في النسخة الأخيرة لينطلق مسلسل من المفاجآت كانت مقدمته بأحرف يابانية أطاحت بعمالقة القارة العجوز ألمانيا ثم إسبانيا لكي يكون صدره ونهايته بأحرف مغاربية.
فلن ينسى عشاق المستديرة إنجاز أسود الأطلس الذين كتبوا التاريخ بأحرف ذهبية بعد إقصاء إسبانيا في مباراة تجاوزت 120 دقيقة تألق فيها ياسين بونو في حماية عرينه ليتحول لنجم في ساعات قليلة تألق أكده الأسود في المرحلة الموالية بإزاحة زملاء كريستيانو رونالدو وقطع تذكرة نحو نصف النهائي، إنجاز أفريقي عربي مغاربي لم يسبق أن حصل في تاريخ لعبة الشعوب التي يتجاز عمرها 92 عاماً ولكن طعمه كان ألذ بتحقيقه على أرض عربية.
إنجازات ومفاجآت زاد بريقها ونشوتها بحضور أعداد كبيرة من الجماهير، فقد شهدت شوارع الدوحة أجواءأَ استثنائية بما للكلمة من معنى، أين التقت جماهير من كامل أنحاء العالم بأماكن للتشجيع كانت مخصصة لهم ليحتفلوا بعرس المستديرة داخل المستطيل الأخضر خارج الملاعب.
انتهى المونديال بعرض فرنسي -أرجنتيني حصل على العلامة الكاملة من بين 20 نهائي مونديال، فهو أول نهائي يشهد تسجيل 6 أهداف وسيناريو مجنون بتسابق وتلاحق جعل الجماهير تعيش ليلة جميلة لتتختتم بتتويج زملاء البرغوث الصغيرفي مونديال سيبقى محفوراً في ذاكرة العرب خصوصا ً وعشاق المستديرة عموماً.