على عكس ما كانت تطمح له شركة Shein لصناعة الملابس الجاهزة، أثارت حملة ترويجية أطلقتها الشركة الصينية العملاقة بشراكة مع مؤثرين من أميركا، موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ما اعتبروه تضليلًا من الشركة التي تواجه مزاعم باستغلال العمالة الرخيصة والقاصرين والآثار البيئية التي تسببها.

ومنتصف الشهر الجاري، قام 6 مؤثرين معروفين في وسائل التواصل الاجتماعي بإجراء زيارة مدفوعة إلى مدينة غوانغجو في مقاطعة غوانغدونغ جنوب غرب الصين إلى أحد مصانع شركة Shein التي تسيطر على حصة سوقية مهمة في سوق الملابس الجاهزة في أميركا وحول العالم بسبب انخفاض أسعار منتوجاتها واختلاف أصنافها.

وعلى مدى 4 أيام، وثق المؤثرون رحلاتهم الجوية في الدرجة الأولى والفنادق الفارهة و والمطاعم الراقية، كما قدموا تقييمات إيجابية إلى حد كبير عن مصانع الشركة ونقلوا شهادات للعمال يمدحون فيها ظروف العمل ويستغربون من الصورة السلبية التي تسوقها وسائل الإعلام الغربية عن الشركة.

وتعرض المؤثرون والشركة على حد سواء إلى انتقادات لاذعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عمد المشاركون في الحملة الترويجية في آخر المطاف إلى سحب منشوراتهم التي كانت تحمل عبارة "بشراكة مع Shein" في آخر المطاف.

وقام عدد من رواد مواقع التواصل من المهتمين بالقطاع، بكشف معطيات حول ما يُزعم أنها إحدى الوحدات الصناعية للشركة، حيث أظهروا أن الأمر يتعلق بـ "وحدة نموذجية" لا تعكس ظروف العمل الحقيقية في باقي مصانع الشركة.

 

انتقادات بالجملة

 

وكانت القناة الرابعة البريطانية قد أطلقت عام 2022 وثائقيًا باسم "داخل آلة شي إن" (Inside The Shein Machine)، استعانت فيه بكاميرات سرية وكشفت أن الشركة تستغل العمال عبر إرغامهم على العمل لـ18 ساعة متواصلة مقابل يوم راحة واحد فقط شهريًا، حيث يقوم كل عامل بإنتاج نحو 500 قطعة ملابس في اليوم مقابل أجر زهيد.

ولا تقف الصعوبات التي تواجهها Shein عند وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تقدم أعضاء في الكونغرس الأميركي بمقترحين ضد الشركة قد يؤديان حال اعتمادهما إلى الرفع من تكلفة نقل السلع إلى أميركا.

وتأسست Shein عام 2008 تحت اسم ZZKKO من قبل مطور محركات البحث كريس شو، وحولت اسمها إلى Shein عام 2011، واكتسبت مكانًا في السوق خلال فترة جائحة كوفيد-19 مع التزام الأشخاص منازلهم وارتفاع وتيرة التسوق عبر الأنترنت، حيث ارتفعت حصتها السوقية من 12% في مطلع العام 2020 إلى 50% في نوفمبر 2022.

وعلى عكس منافسيها في أوروبا مثل Zara و H&M، لم تتأثر Shein بشكل كبير من تعطل سلاسل الإمداد خلال فترة الجائحة، وذلك نظرًا لتوفرها على شبكة واسعة من المصانع حول العالم مسيرة من قبل أطراف ثانية.

وساهمت أسعارها التنافسية وسرعة عملية شحن منتجاتها حول العالم في تحسين تموقعها، إلى جانب حصولها على دعم قوي من الصناديق الاستثمارية ورأس المال المغامر، وفي أبريل 2022 وصل تقييم الشركة إلى أكثر من 100 مليار دولار.