
يراهن رئيس تايوان لاي تشينج تي على اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه نفوذ الصين، رغم تهديدات بكين، وتمسك أحزاب المعارضة التايوانية بأجندتها بشكل أعمق، إذ يعتقد أن رغبة بكين في الانتقام ستكون "محدودة"، نظراً لاهتمامها باحتواء التوترات التجارية المتصاعدة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حسبما أفادت به صحيفة "نيويورك تايمز".
وبعد أن أطلق رئيس تايوان حملة واسعة هذا الشهر، ضد ما وصفه بـ "توسّع التخريب والتجسس الصيني"، جاء ردّ الفعل سريعاً، إذ أرسلت بكين طائرات وسفن عسكرية بالقرب من الجزيرة، محذّرةً من أنه "يلعب بالنار"، في حين اتهمته أحزاب المعارضة في تايبيه بـ"استفزاز الصين بشكلٍ خطير".
وتتهم بكين لاي وحزبه الديمقراطي التقدمي، بـ"الانفصالية"، وسارع المسؤولون الصينيون إلى إدانة خطاب لاي، وخاصةً استخدامه مصطلح "قوة معادية أجنبية"، فيما اتهم الحزب الوطني التايواني المعارض، الذي يُؤيد العلاقات والمحادثات مع الصين، لاي بـ"تأجيج التوترات دون داعٍ".
وقال ديفيد ساكس، الزميل في مجلس العلاقات الخارجية والخبير في الشؤون التايوانية: "خلص لاي إلى أن الصين ستحد من إجراءاتها ضد تايوان، بينما تُركّز على محاولة التفاوض مع ترمب بشأن الحرب التجارية المتصاعدة".
وأضاف: "ربما يعتقد لاي أنه على الرغم من غضب أحزاب المعارضة منه، فإنها ستدعم في نهاية المطاف الزيادة المخطط لها في الإنفاق العسكري"، موضحاً أن جزءاً من حسابات الرئيس التايواني تتعلق بأنه إذا تلاعبت المعارضة بزيادة الإنفاق الدفاعي التي اقترحها، فسيجذب ذلك انتباه واشنطن بطريقة "لا ترغب بها حقاً".
الصين "قوة أجنبية معادية"
ولعقود، دار جدل بين الأحزاب السياسية التايوانية بشأن ما إذا كان ينبغي لها العمل مع جارتها الصين، التي تطالب بتايوان كجزء من أراضيها، وازداد هذا الجدل حدةً منذ أن أعلن لاي في 13 مارس الجاري، أن الصين "قوة أجنبية معادية" تستغل حريات تايوان "لتقسيمنا وتدميرنا وتقويضنا من الداخل".
وحدد لاي 17 خطوة للرد، بما في ذلك إعادة المحاكم العسكرية لمحاكمة العسكريين التايوانيين المتهمين بالتجسس وجرائم أمنية أخرى، ويريد أيضاً مراقبة اتصالات الشعب التايواني مع الصين عن كثب لوقف ما وصفه بـ"الاستغلال السياسي لبكين للتبادلات الدينية والتعليمية والثقافية"، فيما طالب بمزيد من الإفصاح عن السياسيين التايوانيين الذين يزورون الصين، والذين ينتمي العديد منهم إلى الحزب القومي المعارض.