يعد الاغتراب حلماً لتحسين العيش والتقدم الوظيفي والبحث عن الأمان المجتمعي. رافق هذا الاتجاه الشعوب منذ قرون عديدة حيث كان الترحال بحثاً عن موطن للعلم والوظيفة وتنمية المهارات.

العالم واسع ويتّسع لأحلام الجميع، ويُعد هذا العصر هو الأفضل للتنقل والسفر لجهة التطور التكنولوجي وعصر الذكاء الاصطناعي.

في عالم ما بعد الجائحة ورغم الاضطرابات، التي أحدثتها والتوترات الأمنية في أكثر من بقعة جغرافية، لا يزال السفر والعيش بعيداً عن الوطن الأصلي لأسباب عدة في عقل كثيرين.

في تقرير أعدته شركة BCG الاستشارية، تجد أن الفوائد من السفر متبادلة بين الأفراد الراغبين في التقدم واكتشاف فرص أفضل وبين الدول المضيفة التي تستفيد من خبرات هؤلاء المغتربين.

 

اقرأ أيضاً: كيف تتجنب الندم على رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل؟

 

وإذا كان الفرد يحمل تجاربه وخبراته لتقديمها وتطويرها، يلزم أن تقوم الدول ذات الوجهات الحالمة بتوفير شروط محددة لإقامة المواهب القادمة من بلاد أخرى.

ومن أهم هذه الشروط تقديمها الإجابة على سؤال مهم: ما الذي يمكن لأصحاب العمل المستقبليين وحكومات بلدان المقصد فعله لجذب المواهب العالمية؟

 

أستراليا الأكثر جاذبية

 

للإجابة على هذا السؤال، وضعت شركة BCG للاستشارات تصنيفاً للدول الأكثر جاذبية للمواهب العالمية. فاحتلت أستراليا المركز الأول، تلتها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وألمانيا في المراتب الخمسة الأولى، تلتها اليابان، سويسرا، سنغافورة ثم فرنسا وإسبانيا على التوالي.

أصبحت أستراليا أكثر جاذبية للقادمين من الدول الآسيوية، وارتفعت شعبيتها بين مشاركين، شملهم الاستطلاع، من أميركا الشمالية وأفريقيا والعديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك المملكة المتحدة وإيرلندا. وتعيش القارة وسط ازدهار اقتصادي مع خروج العالم من أسوأ مراحل الوباء، فقد كانت أستراليا جاذبة للمواهب من الخارج، حيث توفر فرص عمل وتأشيرات ونوعية حياة رائعة.

 

اقرأ أيضاً: قائمة بـ 14 تخصصاً دراسياً تمنح أجراً سنوياً يبدأ من 100 ألف دولار بمنتصف الحياة المهنية

 

على الرغم من ذلك، لا تزال كندا والولايات المتحدة من بين الوجهات الثلاث الأولى للمواهب بسبب الفرص الاقتصادية الجذابة التي توفرها ولأنهما في الوقت نفسه دولتان ناطقتان باللغة الإنكليزية ويمثلان ملاذاً عالمياً لانصهار الثقافات.

وعادت إسبانيا لتحتل مركزها في التصنيف بين العشرة الأوائل، بعد سنتين من الخروج بسبب الوباء، حيث تضررت البلاد بشدة في وقت مبكر.

 

معايير اختيار بلد الهجرة

بالاعتماد على التعريفات والتصنيفات الواردة من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تقريرها عن مؤشرات جاذبية المواهب لعام 2023.

أهم اعتبار هو جودة فرص العمل. ومن ثم نوعية الحياة. وبعدها التأمين الصحي والمناخ وفرص التطوير والأمن المجتمعي وإمكانية التقدم للجنسية وسهولة تقديم التأشيرات للسفر والسياحة.

اقرأ أيضاً: "عام الرحلات حول العالم".. ما هي أفضل وجهات السفر في 2024؟

ويحمل التحدث باللغة أو اللغات الأساسية لبلد المقصد أهمية كبيرة، خاصة بين المشاركين الذين يفضلون البلدان الناطقة باللغة الإنكليزية.

 

دور أصحاب العمل والحكومات

تعود الكتلة العاملة الوافدة على أصحاب العمل والاقتصادات الوطنية والمحلية بفوائد كثيرة. ولهذا توصي شركة BCG للاستشارات الشركات والحكومات بوضع استراتيجيات آمنة في العديد من المجالات الإستراتيجية الرئيسية وتقديم المشورة للمواهب القادمة حول سبل العمل والاندماج والتطوير لجعل المغامرة ذات فائدة للطرفين.

وأصحاب العمل والدول ستستفيد من الطاقة الإيجابية، التي يحملها ملايين العمال ذوي التطلعات، الأمر الذي يكسب الحكومات والشركات ميزة تنافسية كبيرة ومصدراً قوياً  للنمو.