وضع مستشارا الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترمب خلافاتهما جانباً، على الأغلب، في حدث رمزي "لتسليم الشعلة" ركز على قضايا الأمن القومي.

وسلم مستشار بايدن للأمن القومي جيك سوليفان عصا رمزية إلى عضو مجلس النواب مايك والتز، الذي اختاره ترمب للمنصب نفسه، في إحياء لطقوس في واشنطن ينظمها معهد الولايات المتحدة للسلام منذ عام 2001.

وعادة ما يظهر الرجلان في وسائل الإعلام للدفاع عن وجهات النظر المتعارضة للرئيسين بشأن أوكرانيا والشرق الأوسط والصين.

وبحث والتز وسوليفان، الثلاثاء، عن أرضية مشتركة في حدث يقام خصيصاً لتسليط الضوء على تداول السلطة في الولايات المتحدة.

ويقدم الحدث لمحة عامة عما سيحدث، الاثنين، عندما يتم تنصيب ترمب رئيساً.

يأتي هذا الانتقال السلمي للسلطة، وهو السمة المميزة للديمقراطية الأميركية منذ أكثر من قرنين، بعد 4 سنوات من رفض ترمب الاعتراف بهزيمته في انتخابات عام 2020.

لكن هذه المرة تواصل الجانبان. وبناء على طلب بايدن، أطلع سوليفان والتز في حديث خاص على تفاصيل سياسة الإدارة الحالية على المستوى الدولي، في حين يقول مساعد ترمب دوماً إن الفريق الجديد سينتهج مساراً مختلفاً تماماً عن هذه السياسة.

تحديات الإدارة المقبلة

وعندما سئلا عن التحديات الرئيسية التي تواجه الإدارة الجديدة، أشار والتز وسوليفان إلى حرائق الغابات في كاليفورنيا والصين. وذكر سوليفان أيضاً اتفاق الرهائن والذكاء الاصطناعي باعتبارهما قضيتين رئيسيتين.

فيما تطرق والتز إلى الحدود الأمريكية مع المكسيك، وهي المنطقة التي أطاح فيها ترمب بنهج بايدن. لكنه أشاد بإدارة بايدن فيما يتعلق بتعزيز العلاقات بين حلفاء الولايات المتحدة في آسيا.

وأطلق معهد الولايات المتحدة للسلام أول حفل لتسليم الشعلة في عام 2001، عندما سلم مستشار الأمن القومي للرئيس بيل كلينتون ساندي بيرجر الشعلة إلى مستشارة الأمن القومي للرئيس جورج بوش كونداليزا رايس، وفق الموقع الرسمي للمعهد.

وكان مؤتمر "تسليم الشعلة" الافتتاحي بمثابة بداية لتقليد يرعاه معهد الولايات المتحدة للسلام المتمثل في استضافة قادة الأمن القومي الحاليين والسابقين والقادمين لإحياء ذكرى الانتقال السلمي للسلطة بين الإدارات.

وتطرق مؤتمر عام 2001 إلى التحديات المتمثلة في إقامة شراكة مع روسيا، والوضع في البلقان، وكيفية توفير سلام أكثر أمناً في شبه الجزيرة الكورية.

مستشار الأمن القومي السابق ساندي بيرجر يسلم شعلة القيادة لخليفته كونداليزا رايس، في مؤتمر معهد الولايات المتحدة للسلام عام 2001
مستشار الأمن القومي السابق ساندي بيرجر يسلم شعلة القيادة لخليفته كونداليزا رايس، في مؤتمر "تسليم الشعلة" عام 2001 - مصدر الصورة: usip

وخلال هذا التقليد، غالباً ما يستضيف معهد الولايات المتحدة للسلام الأميركي زعماء السياسة الخارجية الأميركية الحاليين والسابقين. وخلال مؤتمره الثاني لتسليم الشعلة في انتقال السلطة من إدارة الرئيس جورج دبليو بوش إلى إدارة الرئيس باراك أوباما خلال عام 2009، استضاف المعهد نحو 1900 ضيف.

وناقش المؤتمر آنذاك التحديات التي تواجه السياسة الأميركية في الشرق الأوسط وأفغانستان وباكستان، والانتشار النووي، وغيرها من القضايا.

ويوفر مؤتمر "تسليم الشعلة" منصة لمناقشة التحديات الأكثر إلحاحاً في مجال السلام والأمن، والتي ستحدد السنوات الأربع المقبلة ويؤكد على أهمية حل المشاكل على المستوى الحزبي في السياسة الخارجية.