ما بين الحين والآخر تتردد بعض المعلومات مجهولة المصدر المتعلقة بالتعاملات المصرفية والمالية، ومنها ما يتعلق ببطاقات الدفع والائتمان "الكريدت كارد"، والتي قد يصدقها البعض دون التحقق منها، مما يوقعهم أحياناً في فخ التعرض لمشكلات مالية أو قد يؤدي بهم الأمر للذهاب إلى المحكمة.

وتبرز أهمية الثقافة المصرفية خلال الفترة الحالية كوسيلة وقاية للعملاء من المعاملات الخاطئة أو تعرضهم للنصب أو الاحتيال، خاصة لجوء الكثيرين إلى استخدام البطاقات البنكية وعلى رأسها بطاقات الائتمان في السنوات الأخيرة خاصة مع تقدم التكنولوجيا المالية وانتشارها في البلدان المختلفة بخطوات متسارعة.

معتقد شائع بشأن التعامل بالبطاقة الائتمانية لكنه خاطئ

يقول كبير محللي الائتمان في شركة LendingTree، مات شولز،لشبكة CNBC، إن أحد أبرز الأساطير المتعلقة بالتسجيل الائتماني، هي أن الاحتفاظ برصيد مستحق في البطاقة الائتمانية يساعد في تعزيز درجة الائتمان الخاصة بالشخص. وتابع: "هذا ليس صحيحاً".

ويعني الاحتفاظ برصيد مستحق في البطاقة الائتمانية سداد جزء من الرصيد في موعد السداد الحالي، وترحيل الباقي إلى المواعيد المقبلة. أي سداد الحد الأدنى للدفع كل شهر على الأقل لتظل في وضع جيد مع جهة إصدار بطاقة الائتمان.

يقول شولز إن أحد الأسباب التي تجعل المستهلكين يجدون صعوبة في التفريق بين ما هو صحيح أو خطأ يعود إلى الكم الهائل من المعلومات حول كيفية إدارة ديون بطاقات الائتمان وتحسين درجاتهم.

وقال: "يمكن للناس أن يوقعوا أنفسهم في مشاكل حقيقية باتباع النصائح التي يعتقدون بأنها صادقة وحكيمة، لكنها ليست كذلك".

اقرأ أيضاً: أعلى عشرة رياضيين أجراً في 2024

السبب الآخر الذي قد يجعل الناس يقعون في فخ هذا المعتقد الخاطئ هو أنهم لا يفهمون تماماً كيفية حساب درجاتهم الائتمانية.

خمس عوامل

تعتمد درجة الائتمان الخاصة بالعميل على العوامل الخمسة التالية، والنسبة المئوية التي تمثل كل عامل منها في درجة الائتمان:

- سجل الدفعات (35%): أي مدى استمرارك في سداد الدفعات في الوقت المحدد لفواتير بطاقتك الائتمانية والقروض الأخرى.

- المبالغ المستحقة (30%): المبلغ المستحق عليك حالياً مقارنةً بالائتمان المتاح لديك، والمعروف أيضاً باسم نسبة استخدام الائتمان الخاصة بك، فمن الناحية المثالية، يجب أن تهدف إلى إبقاء استخدامك أقل من 30% من الرصيد، كما يقول الخبراء.

- التاريخ الائتماني (15%): طول المدة التي استخدمت فيها الائتمان ومتوسط عمر حساباتك. عادة، يرغب المقرضون في رؤية تاريخ ائتماني أطول.

- الائتمان الجديد (10%): متى تقدمت مؤخراً أو عدد المرات التي تقدمت فيها بطلب للحصول على بطاقات ائتمان جديدة أو قروض أخرى.

- مزيج الائتمان (10%): الأنواع المختلفة من الديون التي تديرها، مثل ديون بطاقات الائتمان أو ديون قروض الطلاب أو الرهن العقاري. 

على الرغم من أنه ليس مطلوباً منك أن يكون لديك أشكال متعددة من الائتمان، فإن الاحتفاظ بمجموعة متنوعة من الحسابات يمكن أن يساعد في تحسين درجاتك من خلال توضيح قدرتم للمقرضين على إدارة أشكال مختلفة من القروض.

ضمن هذه الفئات، قد يؤدي عدد من الأمور المختلفة إلى تحسين درجاتك أو انخفاضها. فمثلاً قد تعتقد أن الاحتفاظ برصيد مستحق عليك هو ما حسن درجة الائتمان الخاصة بك، في حين أنه قد يكون سبب ذلك قيام أحد البنوك بزيادة الحد الائتماني الخاص بك، كما يقول شولز.

ويقول: "هناك العديد من المتغيرات المحتملة التي تجعل محاولة تحديد سبب واحد فقط لأي حركة (تحسين أو خفض درجاتك الائتمانية) أمراً مستحيلاً إلى حد كبير".

بل قد يؤدي الاحتفاظ بالرصيد المستحق إلى الإضرار بدرجة الائتمان الخاصة بك. فعندما تحتفظ برصيد مستحق من شهر لآخر على بطاقات الائتمان الخاصة بك، يمكن أن تؤدي رسوم الفائدة المكلفة إلى تضخم ديونك بشكل أسرع مما تتوقع.

يمكن أن تؤدي رسوم الفائدة المتراكمة إلى جعل ديونك أكثر تكلفة على المدى الطويل، خاصة إذا كنت تقوم فقط بسداد الحد الأدنى من الدفعات. وذلك لأن الحد الأدنى للدفعة عادةً ما يستخدم في سداد الفائدة بدلاً من تقليل أصل الائتمان.

رسوم الفائدة

بالإضافة إلى ذلك، نظراً لأن رسوم الفائدة تؤدي إلى زيادة المستحقات عليك، فقد يرفع ذلك نسبة استخدام الائتمان الخاصة بك، مما قد يؤثر سلباً على درجة الائتمان الخاصة بك.

وبالتالي إذا كنت ترغب في تعزيز درجة الائتمان الخاصة بك بمرور الوقت وتجنب رسوم الفائدة الباهظة، عليك ألا تقع في فخ الأسطورة القائلة بأن الاحتفاظ برصيد مستحق عليك سيساعدك. من الناحية المثالية، يجب أن تهدف إلى سداد رصيدك بالكامل وفي الوقت المحدد، عندما يكون ذلك ممكناً.