بيل هوانغ أكثر متداول حذق في البورصة بقي مجهولاً من الناس، بعد انطلاقه عام 2013، إلى أن خسر كل شيء في أسبوع واحد عام 2021. وأصبح  هوانغ واحداً من الشخصيات المثيرة للجدل، في حين انطلقت محاكمته في نيويورك يوم الإثنين 13 مايو/ أيار، والرأي العام ينتظر الحقائق التي ستظهر حول "أسطورة وول ستريت"، اللقب الذي كان يعمل هوانغ لنيله قبل سقوطه المدوي.

استثمر هوانغ أكثر من 200 مليون دولار تبقت من صندوق التحوط المغلق التابع له في مجموعة من "الاستثمارات المجنونة"، من خلال المراهنة على الأسهم.

يعد الانهيار المفاجئ لشركة "أركيغوس كابيتال مانجمنت" التابعة لهوانغ في أواخر شهر مارس/ آذار من العام 2022 أحد أكثر الإخفاقات إثارة في التاريخ المالي الحديث، حيث لم يخسر أي شخص الكثير جداً من الأموال بهذه السرعة من قبل.

محاكمة أسطورة التضليل

اتهم ممثلو الادعاء الأميركي بيل هوانغ بإدارة مكتب عائلته "أركيغوس كابيتال" كمشروع إجرامي في محاولة ليصبح "أسطورة في وول ستريت"، قبل أن يؤدي سقوطه في عام 2021 إلى إحداث صدمة في أسواق الأسهم الأميركية وتكلفة بنوك وول ستريت مليارات الدولارات.

وتعد محاكمة هوانغ، التي بدأت بالمرافعات الافتتاحية في محكمة مانهاتن الفيدرالية، واحدة من أبرز القضايا في وول ستريت في السنوات الأخيرة. 

سيكون الخلاف في المحاكمة هو ما إذا كان المدعون قادرون على إقناع هيئة المحلفين المكونة من 12 شخصاً بأن هوانغ وباتريك هاليغان، نائبه الأول والمدير المالي السابق لشركة أركيغوس، استخدما عمداً المشتقات المالية للتلاعب بشكل غير قانوني في الأسواق المالية مع تضليل مقرضيه أيضاً، وفق فايننشيل تايم.

وقالت المدعية العامة الأميركية، ألكسندرا روثمان،  في بيانها الافتتاحي: "من الداخل، قام هذان الرجلان بتحويل عمل استثماري إلى عمل إجرامي، كل ذلك لأن المتهم بيل هوانغ أراد أن يصبح أسطورة في وول ستريت".

كان أركيغوس مكتباً عائلياً غامضاً، في قلب مانهاتن، عندما انهار قبل ثلاث سنوات بعد أن استخدم الصندوق بشكل كارثي المشتقات المعروفة باسم مقايضات العائد الإجمالي لتضخيم المخاطر على عدد قليل من استثمارات الأسهم الأميركية. ويزعم ممثلو الادعاء أن استراتيجية هوانغ المتمثلة في شراء المزيد من الأسهم باستمرار أدت إلى تعزيز أسعار الأسهم بشكل مصطنع.

خسائر البنوك

عندما انخفضت أسعار الأسهم في نهاية المطاف، بلغ إجمالي الخسائر الناتجة لمقرضي أركيغوس، بما في ذلك بنك كريدي سويس، ونومورا، ومورغان ستانلي، ويو بي إس، أكثر من 10 مليارات دولار.

جمع هوانغ، الكوري الأصل، ثروة تخطت 36 مليار دولار لفترة وجيزة، لكن بددها في فترة اسبوع واحد في ظاهرة لم يعرفها التاريخ.

وفي نهاية المطاف، سبّب الملقب بـ"شبل النمر" بانهيار "أركيغوس" خسائر بمليارات الدولارات للبنوك التي تعاملت مع الشركة، وكان واحداً من الأسباب التي سرّعت انهيار مصرف "كريدي سويس" الذي خسر 5.5 مليار دولار.

هوانغ، واسمه الأصلي سونغ كوك هوانغ، يمثل هذا الأسبوع أمام المحكمة الاتحادية في وسط مانهاتن لمحاكمة غالباً ستكون بين أكثر محاكمات العصر الحديث متابعةً في وول ستريت.

الرهانات الكاذبة

اتهمت وزارة العدل هوانغ، وهو نجل قسّ كوري، بالكذب على بعض أقوى البنوك التي أغدقت عليه لتمويل رهانات تسببت بارتفاع وكذلك انهيار أسعار عدد من الأسهم. ما يزيد التهديد هو أن المدعين العامين الاتحاديين عمدوا لنصوص قوانين الاحتيال التي تشتهر باستخدامها للإيقاع بزعماء العصابات. قد تتسبب هذه النصوص بزجّ هوانغ في السجن لمدة 20 عاماً، لكن هو دفع ببراءته.

قال جوش نافتاليس، الذي كان مدعياً عاماً اتحادياً: "هذه إحدى أكبر قضايا التلاعب في السوق التي وُجهت فيها اتهامات... السؤال المهم الآن هو ما إن كان ذلك الرجل سيسجن".

ما يجعل هذه القضية أكثر إثارة للاهتمام هو أن هوانغ كان من المساعدين السابقين لأسطورة صناديق التحوط جوليان روبرتسون، وهم من درجت تسميتهم بأشبال النمر. قال نافتاليس: "يُعتبر هؤلاء أفضل المتداولين في السوق، ولهذا السبب يهتم الناس بالقضية".