مع زيادة النقاشات حول تراجع دور الدولار الأميركي في الساحة الدولية وتهديد مركزه كعملة احتياطي عالمي، برزت تساؤلات حول ما إذا كان اليوان الصيني بإمكانه أن يلعب هذا الدور أم لا.
وبدأت دول حول العالم في الاصطفاف حول عملات أخرى غير الدولار وأصول بديلة لاستخدامها في التجارة ومن أجل اكتناز احتياطاتها.
ونبعت تلك المخاوف من اتجاه أميركا لتجميد الاحتياطات الروسية بالدولار ضمن العقوبات المطبقة على موسكو نتيجة الحرب مع أوكرانيا، لتبدأ دول أخرى في التساؤل حول مصيرها إذا واجهت عقوبات مشابهة.
ووسط تلك النقاشات، برز اليوان الصيني كمنافس محتمل لنظام المدفوعات العالمي الذي يخضع لهيمنة الدولار.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الصين نحو توسيع استخدام عملتها، اتجهت بكين نحو إبرام اتفاقات مع دول بما في ذلك روسيا لتعزيز تلك الخطة.
وعلى الرغم أن عملة الصين ليست المنافس الوحيد للدولار إلا أنها المنافس الأكثر شهرة، نتيجة التوترات التي تجمع ما بين أميركا والصين.
ورغم ذلك أشار تقرير لـInsider إلى 3 أسباب قد تجعل الصين غير حريصة على استبدال الدولار باليوان:
1- الصين لا ترغب في تحرير عملتها والسماح للأموال بالتحرك بحرية داخل وخارج اقتصادها
قال وري جرين كبير الاقتصاديين الصينيين في شركة الاستشارات TS Lombard إنه حتى وإن كانت الصين تبدو حريصة على زعزعة الهيمنة العالمية لأميركا فإنها ترغب في القيام بذلك وفقاً لشروط بكين.
وأضاف: تحرّك بنك الشعب الصيني بحذر على مدار العقد الماضي للتشجيع على زيادة استخدام اليوان بدون عرقلة الأمن المالي.
وتابع: يتم الحفاظ على هذا الاستقرار من خلال استخدام ضوابط رأس المال، -عبر السيطرة على مقدار الأموال الأجنبية التي بإمكانها أن تدخل أو تخرج من الاقتصاد الصيني- وهو ما يؤثر في المقابل على أسعار صرف العملات الأجنبية.
ولذلك يرى جرين أنه لا يمكن لبكين -بسبب تلك الضوابط- تحرير حسابها الجاري بالكامل..لكن بإمكانها مواصلة تدويل اليوان.
وبدلاً من دفع اليوان ليصبح عملة الاحتياطي العالمي المهيمنة، فإن بكين من المرجح أن تواصل مساعيها لسيطرة العملة بين الدول التي تتداول معها بنشاط.
2- الصين لا تريد ولا تتحمل إدارة عجز دائم مثل أميركا
مركز ونفوذ الدولار كعملة الاحتياطي العالمي تدفع أميركا ثمنه من خلال عحز في الحساب الجاري، وذلك بسبب كثرة الطلب العالمي على الورقة الخضراء بشكل أكبر من الطلب الأميركي على الواردات والتي تدفع ثمنها أيضاً بالدولار.
لذلك تحتاج أميركا للتعامل مع كميات أكبر من العجز من أجل الحفاظ على مركز عملتها.
وأضاف جرين: بالرغم أن الصين هي صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم..لكنها لا يمكن أن تتحمل إدارة عجز دائم مثل أميركا.
وتابع: الصين غير راغبة سياسياً وغير قادرة اقتصادياً على إدارة عحز مستمر في الحساب الجاري وتوفير إمدادات كافية من أصول اليوان عالمياً.
3- الصين تواجه مخاطر جيوسياسية عديدة..لذلك تحتاج إلى أصول بديلة
أحد التحديات الرئيسية بالنسبة لأي عملة تتنافس مع الدولار باعتباره عملة الاحتياطي المسيطرة في العالم هو هيمنة الدولار.
وحتى الآن، فإن دور اليورو أكبر من اليوان، وحتى أبريل نيسان، استحوذ الدولار على 43% من إجمالي المدفوعات العالمية داخل نظام SWIFT، و32% منها كان باليورو، و2.3% فقط كان باليوان.
ويشير ذلك إلى نقص في الخيارات المتنوعة حينما يتعلق الأمر بالأصول الاحتياطية، وهي مشكلة بالنسبة للمركزي الصيني.
ويرجع ذلك إلى أن بنك الشعب الصيني سيضطر إلى الاحتفاظ بسندات مقومة باليوان بكميات ضخمة على غرار الاحتياطي الفدرالي الذي يمتلك حالياً كمية كبيرة من أصوله في صورة سندات خزانة.
وبالنظر إلى تلك المشكلة فإنه من غير المحتمل أن يتجاوز اليوان الدولار.