
أعلن الجيش السوداني سيطرته على المقر الرئيسي للبنك المركزي، السبت، مع مواصلة تقدمه في الخرطوم ضد قوات الدعم السريع.
وقال مصدران عسكريان لـ"رويترز" إن الجيش السوداني سيطر على المقر الرئيسي للبنك المركزي، فيما أعلن الناطق باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله، السيطرة على مواقع: "عمارة زين، وبنك السودان، ومصرف الساحل والصحراء، وبرج الشركة التعاونية بمنطقة المقرن في الخرطوم، إلى جانب قاعة الصداقة".
وكشفت مصادر عسكرية لـ"الشرق" عن دفع الجيش بقوات إضافية إلى منطقة وسط العاصمة، الخرطوم، ضمن خطة التأمين للمواقع والمنطقة الاستراتيجية.
ويقترب الجيش السوداني من استعادة سيطرته على مناطق وسط الخرطوم والسوق العربي، وذلك عقب دخول قواته إلى القصر الرئاسي في مركز العاصمة، الجمعة، فيما قالت قوات الدعم السريع إن معركة القصر "لم تنته بعد".
البرهان: لا تفاوض قبل تسليم السلاح
قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان إن قوات الجيش السوداني تتقدم بخطى ثابتة "لاستكمال التحرير"، مضيفاً أن جميع السودانيين مصممون على وجوب انتهاء تمرد قوات الدعم السريع، وشدد على أنه "لا تفاوض معهم ما لم يسلموا سلاحهم".
وذكر البرهان، خلال تأبين ضابطين في الجيش السوداني، الجمعة: "كلنا مصممون على وجوب انتهاء هذا التمرد، لا تفاوض معهم إلا لما يمشون ويشوفون حتة (مكان) يقعدوا فيه بعد تسليم السلاح، وفي هذه الحالة يمكن العفو عنهم أو السماح، لكن وهم قاعدين في بيوتنا، ويقاتلون المواطنين الآمنين، ويضربون فيهم بالهاون والمسيّرات، لا عندنا لهم كلام ولا سلام".
وأضاف البرهان أنه "إن لم ينته هذا الخطر سيقسم البلد، وسيروع الناس، وسيستعمرون استعماراً جديداً".
ورأى رئيس مجلس السيادة أن الخطر الذي يواجهه السودان "مدعوم بواسطة قوى معلومة"، قائلاً إن المتمردين "لديهم أسلحة لا يمكن أن تمتلكها ميليشيا ما لم تكن دولة قد امتلكتها وساندتهم بها".
معركة الخرطوم
وتشير تقديرات إلى أن الجيش السوداني بات يقترب من السيطرة على حوالي 70% من الخرطوم، والتي تشكل إلى جانب مدينتي أم درمان وبحري العاصمة المثلثة، حيث يسيطر الجيش السوداني على كامل محليات بحري وشرق النيل، إلى جانب أكثر من 65% من محلية أم درمان الكبرى ومثلها من محلية الخرطوم، بينما تبقى محلية جبل أولياء في أقصى جنوب الخرطوم خارج نطاق سيطرته.
ويسيطر الجيش السوداني بشكل كامل على حدود الخرطوم الشمالية والشرقية وأجزاء من الجنوب، كما يسيطر الآن على أغلب الجسور الرابطة بين مدن العاصمة، عدا جسر وحيد وهو جسر جبل أولياء الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع بشكل كامل. ويتبقى للجيش السيطرة على جبل أولياء وأجزاء متبقية من الخرطوم وأم درمان لإعلان السيطرة الكاملة على العاصمة.
وتدور معارك شرسة في الخرطوم بين الجيش والدعم السريع، خاصة في مناطق وسط العاصمة التي تضم منشآت حكومية ومقار تتبع لشركات خاصة وعامة، والتي يستهدف الجيش استعادة سيطرته عليها.