على الرغم من أن الشيخوخة ليست مفهومة بشكل كامل، إلا أنه يمكن تقسيم العوامل التي تؤدي إليها إلى فئتين: عوامل داخلية وأخرى خارجية.
ترجع العوامل الداخلية إلى عوامل وراثية، بينما يمكن أن تعزى عوامل الشيخوخة الخارجية إلى خيارات نمط الحياة، مثل استهلاك الكحول والتدخين والنظام الغذائي وممارسة الرياضة والإجهاد.
نيل بولفين، وهو طبيب مختص في طب الشيخوخة، يرى من خلال خبرته الواسعة أن نوعية النوم السيئة هي الخطأ الأول الذي سيجعلك تتقدم في السن بشكل أسرع:
لماذا قلة النوم تسرع الشيخوخة؟
مع حياتنا المتسارعة، غالبًا ما يتم التضحية بالنوم؛ سواء باختيارنا أو لضرورات الحياة. وتظهر الأدلة المتزايدة أن النوم الجيد هو المفتاح لحياة صحية.
ويؤكد بولفين أنه "عندما ننام، يشفي الجسم نفسه. يساعد النوم من سبع إلى ثماني ساعات في الليلة على تحسين صحة الخلايا والأنسجة والوظيفة الإدراكية والمناعة ومستويات الطاقة والتمثيل الغذائي".
وفي الوقت نفسه، يمكن أن يسبب نقص النوم مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب والسمنة والسكتة الدماغية والسكري وأمراض القلب.
ويمكن أن تسبب قلة النوم أيضًا:
1. التجاعيد وشيخوخة الجلد المبكرة
تتكون بشرتنا من العديد من البروتينات، بما في ذلك الكولاجين والإيلاستين، التي تساعد على إبقائها ثابتة وممتلئة مع تقدمنا في العمر.
تشير بعض الأبحاث إلى أن عدم كفاية النوم يمكن أن يؤثر على جودة وقوة كل من الكولاجين والإيلاستين، مما قد يؤدي إلى ظهور التجاعيد وتراخي الجلد أو ترهله.
2. الضعف الإدراكي
على المدى القصير، يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى انخفاض المهارات الحركية، وإبطاء معالجة المعلومات، وتقليل مدى انتباهنا وقدرتنا العاطفية.
على المدى الطويل، يمكن أن تؤدي مشاكل النوم إلى زيادة خطر التدهور المعرفي وضعف الذاكرة ومرض الزهايمر.
3. ضعف المناعة
خط الدفاع الأول لجسمنا هو جهاز المناعة لدينا.
أثناء النوم، ينتج جهاز المناعة لدينا خلايا تساعد الجسم على محاربة مسببات الأمراض التي يمكن أن تصيبنا بالمرض. وفي نهاية دورة النوم، تهاجر الخلايا من الجهاز المناعي إلى أجزاء الجسم حيث تكون هناك حاجة إليها.
تظهر الأبحاث أنه عندما يتعرض نومنا للاضطراب، قد لا يتمكن جسمنا من محاربة مسببات الأمراض بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك، قد تستغرق أوقات التعافي من المرض وقتًا أطول.
ومن كل ذلك، يؤكد بولفين أن النوم الجيد هو الطريقة الأولى لإبطاء الشيخوخة
كثير من الناس لا يدركون تأثير قلة النوم على صحتنا العامة. لحسن الحظ، هناك تغييرات بسيطة في نمط الحياة يمكنك إجراؤها لتحسين نوعية نومك:
• كن منتظما. يساعد وجود جدول نوم ثابت في الحفاظ على إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعي.
• تعريض نفسك لشمس الصباح بعد وقت قصير من الاستيقاظ. يؤدي هذا إلى إعادة ضبط الساعة البيولوجية للجسم من خلال إظهار الجسم أن الصباح قد حان، ويمكن أن يساعدك على النوم بشكل أسرع في الليل.
• الحد من الكافيين والكحول. تجنب الكافيين لمدة ثماني ساعات قبل النوم والكحول لمدة ثلاث ساعات قبل النوم لحماية نوعية نومك.
• الحد من "وقت الشاشة" قبل النوم. تبين أن التعرض للضوء الأزرق من الأجهزة الإلكترونية والكهربائية يؤثر سلبًا على النوم.
• إنشاء روتين مريح قبل النوم. إن الاعتياد على قراءة كتاب أو أخذ حمام دافئ يشير إلى الجسم بأن الوقت قد حان للاسترخاء والنوم، مما يسهل النوم.
• اجعل غرفة نومك مريحة. استثمر في مرتبة جيدة أو ملاءات أو أقنعة للعين أو أي شيء آخر يساعدك على الشعور بالاسترخاء.